إستراتيجية نيويورك تايمز طويلة الأمد

نيويورك - قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية المصيرية لعام 2020، كشفت “نيويورك تايمز” عن الأرقام الواعدة لإيراداتها وتوزيعها، حيث وصل عدد المشتركين في نسختيها الورقية والرقمية إلى 6.9 مليون مشترك حتى نهاية سبتمبر الماضي، منهم أكثر من ستة ملايين مشترك في القطاع الرقمي.

يرجع الفضل في التطورات التي شهدتها “نيويورك تايمز” إلى القرار الذي اتخذته إدارة الصحيفة، قبل عشر سنوات من حدوث الزيادة الكبيرة في مبيعات نسختها الرقمية، أي في نوفمبر 2010، بالإعلان عن أنها ستتيح خدماتها الصحافية من خلال محتوى رقمي نظير اشتراكات مالية، وفي مارس 2011 زاد حجم الاشتراكات في المحتوى الرقمي للصحيفة، ومنذ ذلك الحين توسع هذا النمو، وبمعدلات سريعة.

وتمثل هذه الأرقام إنجازا كبيرا، حتى بالنظر إلى عام 2015، عندما كان هذا الرقم 1.3 مليون مشترك فقط، ثم صار ترامب رئيسا، ومع كل قنبلة صحافية تكشف عنها الصحيفة، كان عدد القراء ينمو.

وما زال المتابعون للشأن الإعلامي ينتظرون التعرف على ما إذا كانت “نيويورك تايمز” ستستطيع أن تحقق هدفها، بزيادة عدد المشتركين إلى عشرة ملايين بحلول عام 2025، في ظل عدم وجود مثل هذه القضايا الرئيسية المثارة في الوقت الحالي، غير أن ثمة أمر واحد مؤكد، وهو أن نجاح الصحيفة سيتحقق فقط من خلال المحتوى الرقمي، لأنه القطاع الوحيد الذي يسجل نموا، حيث أن تلبية الاشتراكات من خلال النسخة الورقية التي يبلغ إجمالها 800 ألف، أصبحت أكثر تكلفة، كما أن الإيرادات منها تتقلص باستمرار.

ويتضح حجم تأثير الرقمنة عند النظر إلى الإيرادات الإجمالية لشركة “نيويورك تايمز”، ففي عام 2006 تجاوز إجمالي الإيرادات ثلاثة مليارات دولار، وبحلول عام 2012 انخفضت الإيرادات إلى 1.59 مليار دولار.

ورغم ذلك، ومنذ ذلك الحين، تمكنت “نيويورك تايمز” من تحقيق الاستقرار في حجم نشاطها التجاري وأدائها المالي، ثم بدأت مرة أخرى السير خطوة بخطوة على طريق النمو، وحققت في عام 2019 إيرادات وصلت إلى 1.81 مليار دولار.

وحدث مؤخرا تغيير بارز للمرة الأولى بالنسبة إلى الإيرادات، ففي الربع الثالث من عام 2020 حققت النسخة الورقية من صحيفة “نيويورك تايمز” إيرادات بلغت 145.7 مليون دولار، مما يمثل تراجعا بنسبة 3.8 في المئة مقارنة بإيرادات العام السابق، بينما زادت إيرادات المحتوى الرقمي بنسبة 34 في المئة لتبلغ 155 مليون دولار.