إرجاء مؤتمر النهضة وسط تصاعد الخلافات داخلها

تونس- أقرت حركة النهضة الإسلامية في تونس إرجاء مؤتمر الحزب الحادي عشر في خطوة متوقعة وذلك في خضم تصاعد الخلافات بشأن التمديد لراشد الغنوشي في رئاسة الحزب من عدمه.
وقال بيان للحزب صدر الاثنين، إن اجتماع مجلس الشورى الذي انعقد الأحد وشهد انسحاب ثلث أعضاء المجلس “يندد بالتصريحات الإعلامية التي تنال من مكانة الحركة وقيمها وشؤونها الداخلية”.
وعزا الحزب من خلال هذا البيان أسباب تأجيل المؤتمر الحادي عشر إلى الأزمة الصحية التي تشهدها البلاد، قائلا “تقرّر تأخير موعد عقد المؤتمر 11 موفّى العام الحالي (2020) على أن تتعهد لجنتا الإعداد المضموني والمادي للمؤتمر واللجنة الصحية باقتراح موعد لاحق يأخذ بعين الاعتبار ما تقرره الهيئات الصحية للبلاد”.
مراقبون لا يستبعدون أن تؤدي الانقسامات التي تطغى على المشهد داخل حركة النهضة الإسلامية إلى خروج القيادات الغاضبة من الغنوشي لتأسيس حزب جديد
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة متوقعة حيث تأتي في سياق محاولات النهضة لإجبار القيادات الغاضبة على الغنوشي على الصمت أو الانسحاب خاصة بعد تهديده في وقت سابق بمعاقبة من أدلى بتصريحات بشأن الأزمة داخل النهضة للإعلام.
ويُضيف هؤلاء أنه بالرغم من تشديده على أنه لا ينوي الترشح مجددا لرئاسة الحزب غير أن الغنوشي يواصل مناوراته من أجل فرض الأمر الواقع داخل الحزب من خلال إما الدفع إلى الأقصى بتشبثه برئاسة الحركة لعهدة أخرى وإما بتثبيت شخصية أخرى يثق فيها على غرار حمادي الجبالي الذي قدم مبادرة لحلحلة أزمة النهضة في رئاسة الحزب، وهي خطوة ستعمق الانقسامات داخل حركة النهضة الإسلامية.
وقالت النهضة في بيان الاثنين إن مجلس شورى الحركة يؤكد أن “المشاريع والمبادرات المقدمة من أبناء الحزب توجه حصريا إلى اللجنة المضمونية”.
وشهد اجتماع مجلس شورى الحركة الأحد انسحاب ثلث أعضاء المجلس، أي 60 عضوا، وذلك احتجاجا على النقاط التي تم إدراجها في جدول أعمال المجلس حيث تم استبعاد أبرز نقطة لمناقشتها وهي الحسم في مسألة التمديد لرئيس الحركة راشد الغنوشي من عدمه.
وبالرغم من محاولة النهضة تطويق هذا الخلاف والتخفيف من وطأته لدى وسائل الإعلام من خلال التأكيد على أنها سجلت انسحاب 24 عضوا فقط من الاجتماع غير أن مصادر مطلعة أكدت في وقت سابق لـ”العرب” أن ثلث أعضاء مجلس شورى الحركة قد انسحبوا بالفعل احتجاجا على “انتهاج قادة الحزب سياسة الهروب إلى الأمام من خلال تجاهل مطالبهم”.
بالرغم من تشديده على أنه لا ينوي الترشح مجددا لرئاسة الحزب غير أن الغنوشي يواصل مناوراته من أجل فرض الأمر الواقع داخل الحزب
ومع إعلان إرجاء المؤتمر إلى موعد لاحق، الذي لم يُحدد بعد، من المتوقع أن تستمر التجاذبات بين “الصقور” وهم من الموالين للغنوشي والقيادات الغاضبة من طريقة تسيير الحزب، والذين نجحوا في تكوين مجموعة باتت تُعرف إعلاميا بمجموعة المئة وجهت العديد من الرسائل للغنوشي تطالبه فيها بعدم الترشح مجددا لرئاسة الحزب.
وتضم هذه المجموعة وجوها بارزة على غرار وزير الصحة السابق عبداللطيف المكي والبرلماني سمير ديلو ووزير الفلاحة الأسبق محمد بن سالم وغيرهم.
ولا يستبعد مراقبون أن تؤدي الانقسامات التي تطغى على المشهد داخل حركة النهضة الإسلامية إلى خروج القيادات الغاضبة من الغنوشي لتأسيس حزب جديد.