إرادة سان جرمان تهزم صلابة البايرن في دوري الأبطال

نجح باريس سان جرمان الفرنسي في الثأر من بايرن ميونخ الألماني وكسر تلك الصلابة المعهودة لديه، إذ تمكن من حرمانه من الدفاع عن لقب دوري الأبطال ويبلغ المربع الذهبي. فيما استفاد تشيلسي الإنجليزي من انتصاره في لقاء الذهاب ضد بورتو البرتغالي ليضمن مقعده في نصف نهائي المسابقة القارية.
باريس – لم يحتج باريس سان جرمان الفرنسي إلى أكثر من ثمانية أشهر للثأر من بايرن ميونخ الألماني وتجريده من لقب دوري أبطال أوروبا، وذلك عندما أقصاه ليلة الثلاثاء من الدور ربع النهائي لهذا الموسم ليبلغ المربع الأخير مع تشيلسي الإنجليزي الذي أطاح ببورتو البرتغالي.
وثأر فريق العاصمة الفرنسية لخسارته نهائي الموسم الماضي أمام بايرن بالذات في أغسطس، وذلك بفضل الأهداف المسجلة خارج ملعبه بعد خسارته على أرضه 0 – 1 في إياب ربع النهائي.
وكان النادي الباريسي قطع أكثر من نصف الطريق نحو الثأر لخسارة نهائي 2020 بهدف وحيد ما حرمه من لقبه الأول في المسابقة القارية الأم، بفوزه ذهابا في ميونيخ 3 – 2 بفضل ثنائية كيليان مبابي وهدف البرازيلي ماركينيوس الذي غاب عن لقاء الإياب بسبب الإصابة.
ويلتقي نادي العاصمة الساعي لأن يصبح ثاني فريق فرنسي يتوج باللقب بعد مرسيليا (1993) في دور الأربعة مع المتأهل من مباراة مانشستر سيتي الإنجليزي ومضيفه بوروسيا دورتموند الألماني الأربعاء (2 – 1 ذهابا لسيتي).

إنخل دي ماريا: كانوا أبطالا العام الماضي، لكننا هذا العام نحن الأبطال
وسيخوض سان جرمان نصف النهائي للمرة الثالثة بعد 1995 حين انتهى مشواره على يد ميلان الإيطالي، و2020 حين تخطى الفريق الألماني الآخر لايبزيغ قبل أن يخسر النهائي الأول في تاريخه على يد بايرن الذي سجل له الهدف الوحيد الثلاثاء لاعب سان جرمان السابق الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ (40) دون أن يكون ذلك كافيا لمواصلة حملة الدفاع عن لقبه.
إقصاء متوقع
قال حارس بايرن مانويل نوير الذي تألق في صد العديد من الهجمات للباريسيين ليلة الثلاثاء “لم يتم إقصاؤنا الليلة. فوزنا 1 – 0 هنا مستحق لكن النتيجة في ميونخ لم تكن جيدة، كنا في وضع سيء قبل صافرة البداية. كان محبطا جدا أن نضيع هذا الكم من الفرص في الذهاب”.
وعن افتقاد بايرن لهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي أجاب نوير “افتقدنا كل اللاعبين الذين لم يكونوا موجودين الليلة. أمام فريق من مستوى رفيع مثل باريس سان جرمان، هذا أمر صعب. لكن اللاعبين الذين كانوا على أرض الملعب قدموا كل ما لديهم.. لدينا فرصة جيدة للفوز بالدوري الألماني، وفي النهاية سيكون موسما إيجابيا”.
أما الأرجنتيني إنخل دي ماريا مهاجم سان جرمان فقال “أعتقد أن الفريق الأفضل تأهل. كانوا أفضل فريق العام الماضي، كانوا الأبطال لكننا هذا العام أفضل منهم. لهذا السبب وصلنا إلى الدور نصف النهائي”.
وفي حديث له لإذاعة مونتي كارلو “أر.أم.سي” قال القطري ناصر الخليفي رئيس سان جرمان “نحن فخورون جدا، أنا فخور جدا بفريقي. نحن للمرة الثانية على التوالي في نصف النهائي وهدفنا هو المضي قدما. طموحنا هو الذهاب إلى النهائي والفوز بالبطولة لكننا نتعامل مع كل مباراة على حدة. الليلة كنا رائعين حقا. كان بإمكاننا تسجيل ثلاثة أو أربعة أهداف لكننا لم نسجل”.
وتابع “في النهاية، نحن تأهلنا وسعداء جدا.. هذا العام فزنا على مانشستر (يونايتد)، ضد برشلونة، ضد بايرن الذي اعتبره أفضل فريق، وهذا يعني الكثير من الأشياء. نحن حقا هناك، بين الأندية الكبيرة. الآن، سنفكر أيضا في الدوري (الفرنسي)، وهو أمر مهم جدا أيضا بالنسبة إلينا”.
وعن مستقبل مبابي ونيمار اللذين يصلان إلى نهاية عقدهما في صيف 2022 قال “يمكننا الفوز بدوري الأبطال، ويمكننا الفوز بجميع الألقاب الممكنة. ليس لدى كيليان ونيمار أي أعذار للمغادرة، لأنه لدينا كل شيء للفوز بدوري الأبطال هنا، الآن. نحن فريق رائع، واليوم مع كل الاحترام للآخرين، نحن هناك معهم (في مصاف الأندية الكبرى). نحن نعمل منذ سنوات، لكن العمل لم ينته بعد. وعلينا التزام الهدوء لأن هذه البطولة لم تنته بعد”.
وخاض فريق المدرب هانز فليك اللقاء المصيري بغياب عدة لاعبين مصابين على رأسهم الهداف ليفاندوفسكي ولاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو وزميله ليون غوريتسكا والمدافع نيكلاس زوله، فيما أصيب سيرج غنابري والإسباني مارك روكا بفايروس كورونا.
وأقر فليك بأنه يفكر جديا في مستقبله في بايرن بعدما تنازل العملاق الألماني عن لقبه بطلا لأوروبا، بخروجه من ربع النهائي على يد وصيفه باريس سان جرمان الفرنسي، بعد لقاء وصفته الصحافة الألمانية بـ”دراما سريالية” و”انهيار لم دوري الأبطال”.
وقال فليك بعد المباراة في حديث لشبكة “سكاي” الرياضية “الجميع يعلم بأني أفكر في مستقبلي”، في إشارة منه إلى ما دار في الأيام الماضية من حديث عن توتر العلاقة بينه وبين المدير الرياضي في النادي البافاري البوسني حسن صالحميدزيتش، على خلفية سياسة الانتقالات في الإدارة، لاسيما في ما يتعلق بقرار عدم التجديد لقلب الدفاع جيروم بواتنغ.
وفي مواجهة هذه التوترات يرفض فليك تأكيد استمراره مع النادي البافاري الموسم المقبل من خلال التهرب بشكل منهجي من هذه المسألة.
إنجاز توخيل

بلغ تشيلسي نصف النهائي للمرة الأولى منذ العام 2014 رغم سقوطه أمام ضيفه بورتو بهدف نظيف من مقصية رائعة للبديل الإيراني مهدي طارمي في الوقت بدل الضائع في ملعب “رامون سانيس بيسخوان” في إشبيلية الإسبانية، مستفيدا من تفوقه عليه 2 – 0 ذهابا.
وتنتظر النادي اللندني مواجهة نارية في المربع الأخير ضد “زعيم” البطولة ريال مدريد أو ليفربول اللذين يلتقيان الأربعاء على ملعب “أنفيلد” في مهمة صعبة للفريق الإنجليزي الذي سقط 1 – 3 في العاصمة الإسبانية مدريد.
ويأمل المدرب الألماني توماس توخيل، الذي أعاد هيكلة تشيلسي منذ وصوله في يناير الماضي، في أن يكرر على الأقل إنجاز العام الماضي عندما بلغ مع فريقه السابق باريس سان جرمان المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام بايرن ميونخ.
وقال توخيل “كانت معركة صعبة، صعبة جدا. ربما لم تكن أجمل مباراة لمشاهدتها على التلفزيون ولكن من مقاعد البدلاء كانت مباراة متشنجة وسريعة. كان من الصعب اللعب ضدهم والخروج من الضغط (..) بشكل عام، كنا نستحق التفوق على بورتو على مدى 180 دقيقة”.
وفي 18 مباراة تحت إشراف توخيل في جميع المسابقات خسر تشيلسي مباراة واحدة كانت في الدوري أمام وست بروميتش منذ قرابة العشرة أيام بعد سلسلة من 14 مباراة دون هزيمة.
وكانت آخر مشاركة لبطل أوروبا عام 2012 في المربع الذهبي في العام 2014 عندما خرج على يد أتلتيكو مدريد الإسباني، علما وأنه أخرجه من ثمن النهائي هذا الموسم، فيما فشل بورتو في التأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2004 عندما توج بلقبه الثاني في البطولة مع المدرب جوزيه مورينيو بعد أول لقب عام 1987.
وهذه المرة الثامنة التي يحسم فيها تشيلسي مواجهة ربع النهائي لصالحه في آخر 9 مناسبات، حيث كان الخروج الوحيد أمام مانشستر يونايتد عام 2011.