إدارة الآباء لتعليم أبنائهم عن بعد تجعله أكثر نجاعة

لندن - تتكرر شكوى الآباء والأمهات حول الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام شاشات الكمبيوترات، وهل يخصصونه للدراسة أم للعب. وتزداد حيرتهم عندما لا يكونون بجوارهم حتى يراقبوهم عن كثب. فكيف يدير الآباء تعليم أبنائهم عن بعد لجعله أكثر نجاعة؟
يرى خبراء التربية أن ثقة الآباء المطلقة في الأطفال ليست حلا كافيا للتأكد من أنهم يستغلون جلوسهم المتواصل أمام شاشات الكمبيوترات في التعلم، لذلك من الضروري مراقبتهم عن كثب وطرح الأسئلة الصريحة عليهم.
وينصح الخبراء بوضع الكمبيوتر في مكان مركزي، حتى يصبح بإمكان الآباء مراقبة المواقع الإلكترونية التي يتصفحها أطفالهم ومحاولة استفسارهم عن تلك المواقع، شرط أن تكون محادثاتهم إيجابية.
ويرى الخبراء أنه من المهم جدا الجلوس مع الأطفال والحديث معهم بصراحة وبأسلوب هادئ حول تجربة التعليم عن بعد وعن الظروف غير الاعتيادية التي يمر بها العالم اليوم، وإخبارهم بأن تجربة التعلم عن بعد تجربة جديدة ومثيرة، لذلك يجب استقبالها بحماس كأي تجربة غير مسبوقة.
وينصح الخبراء الآباء والأمهات بإجراء فحص منتظم لأجهزة أطفالهم للتأكد من حصولهم على الحقيقة كاملة، وتعلم كيفية استخدام وظيفة سجل المتصفح لمعرفة المواقع التي تمت زيارتها مؤخرا وما تم تنزيله.
ويؤكد خبراء علم النفس أن الأطفال أذكياء في إخفاء الأشياء على هواتفهم المحمولة، مشيرين إلى أنه مع المتابعة الحثيثة من قبل الآباء، سيكون من الصعب على الأطفال إخفاء الأشياء بعيدا.
كما أنه بمعرفة الأطفال وتأكدهم من أن آباءهم يتابعون ما يقومون به أثناء ساعات الدراسة، سيجعلهم أكثر حرصا بشأن ما يقومون به، وهذا سيبقيهم أكثر أمانا أيضا.
ويرى خبراء علم النفس أن التعليم عن بعد تجربة جديدة وغير مسبوقة بالنسبة للأطفال، لذلك من المهم الالتحاق بها بهدوء ومع الرغبة في الاستفادة قدر الإمكان، دون القلق والتوتر ناصحين الآباء بعمل ما بوسعهم لتخطي هذه الفترة الصعبة.
ويقول خبراء علم النفس إنه “من الضروري الحديث مع الأطفال عن الاختلافات بين تجربة التعلم في الصف وتجربة التعلم عن بعد والتأكيد على ضرورة الالتزام بها وعدم القلق منها”.
وينصح الخبراء الأمهات بالتأكد من المكان، الذي سيدرس فيه أطفالهم ، وأن يكون مكانا فيه شبكة لإنترنت قوية. وإذا كان الطفل معتادا أن يدرس في غرفته على طاولة المكتب يرى الخبراء أنه من الضروري ترتيبها وتجهيزها قبل بدء التعلم عن بعد. فتهيئة مكان مناسب للدراسة أمر مهم في تعزيز رغبة الطالب وإقباله على التعلم. وإذا كان الطفل يفضل الدراسة في غرفة الطعام، يجب التأكد من خلو المكان من أي ملهيات، والحرص على عدم إزعاج إخوته الذين يدرسون عن بعد من حوله. وتشجيع كل منهم على استخدام سماعة، بحيث لا يزعج من حوله أثناء الاستماع إلى دروسه.
وتعد شبكة الإنترنت القوية التي تحتمل بث مقاطع مصورة من أهم أساسيات إنجاح تجربة التعلم عن بعد. والمستلزم الآخر هو جهاز عالي الجودة، سواء كان كمبيوتر محمولا أو كمبيوتر لوحيّا ليتمكن الطفل من متابعة منصات التعليم الإلكتروني بطريقة جيدة.