إخوان ليبيا يناورون بتغيير اسم الجماعة استعدادا للانتخابات

طرابلس - أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا مساء الأحد حل نفسها وتحولها إلى جمعية “الإحياء والتجديد” في خطوة رأى فيها مراقبون مناورة جديدة من الجماعة تحضيرا للانتخابات العامة المقرر تنظيمها في ديسمبر المقبل.
وقالت الجماعة في بيان على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك “نعلن لكل الليبيين أن الجماعة قد انتقلت إلى جمعية تحمل اسم ‘الإحياء والتجديد’، إحياءً بالدعوة إلى التمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه”.
وذكرت بأن هذا التطور جاء عقب مؤتمري الجماعة العاشر والحادي عشر، وبعد جولات من الحوار والبحث انتظم فيها أعضاء الجماعة في ورش عمل متعددة موضحة أن الجمعية “ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل العام”.
وأفادت الجماعة بأن هذا التحول يأتي “إيمانا منها بأن المدخل الحضاري للتغيير والنهضة هو العمل المجتمعي، للإسهام في قيام مجتمع مدني لا يضيق بالتنوع والاختلاف، تتمثل فيه القيم الإسلامية ويسوده العدل وتحترم فيه كرامة الإنسان”.
وزعمت حسب البيان أنها تعرضت خلال العشر سنوات التي تلت الإطاحة بالعقيد معمر القذافي إلى التشويه والتزوير بغية إقصائها عن مجتمعها، ونشر ظلال الشك حول أهدافها النبيلة وفق قولها.
وجاءت خطوة الجماعة في وقت يكثف فيه إسلاميو ليبيا من مناوراتهم التي تستهدف الحيلولة دون إجراء انتخابات بشقيها الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر المقبل عبر اختلاق ذرائع شتى على غرار ضرورة تنظيم استفتاء على الدستور قبل الاستحقاق الانتخابي.
ويسعى إخوان ليبيا وفقا لمراقبين إلى نفض عباءة الجماعة التي أصبحت تثقل كاهلهم والادعاء بتمسكهم بهويتهم الليبية وهو ما دفع العضو السابق بالجماعة، وعضو حزب “العدالة والبناء”، عبدالرزاق سرقن للقول إن “الجماعة رأت أن يكون عملها داخل ليبيا فقط، لهذا انتقلت إلى جمعية الإحياء والتجديد”.

وأضاف سرقن في تصريحات أوردتها وكالة الأناضول التركية أن “الجماعة أصبحت لا تتبع أي جهة خارج ليبيا، ولا تتبع جماعة الإخوان المسلمين عالميا، وإنما صارت جمعية تعمل داخل الوطن فقط”.
ويرى هؤلاء المراقبون أن مناورة الإخوان تستهدف التنصل من الانتماء للتنظيم العالمي لإعادة ترتيب أولوياتها وتنظيم صفوفها للوصول إلى السلطة من خلال الانتخابات المقبلة لاسيما بعد استشعارهم تراجع شعبيتهم.
وكانت انقسامات قد هزت الجماعة في وقت سابق حيث شهدت انسحابات لأسماء بارزة على غرار رئيس مجلس الدولة الاستشاري خالد المشري الذي اتهم في العام 2019 في فيديو أوضح فيه سبب استقالته الجماعة بضرب وحدة وتماسك المجتمع.
وعقدت جماعة الإخوان في ليبيا، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الندوات وورش العمل تحضيرا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، شارك فيها قياديون من تنظيم الإخوان الدولي بتركيا، وهو ما رأى فيه مراقبون محاولات للتخطيط لظهور الجماعة بشكل يتقبله الليبيون ويمكنهم من حشد الدعم الشعبي اللازم للتمكن من الوصول إلى السلطة.
وكانت الجماعة كثفت في الآونة الأخيرة من وتيرة تحركاتها لإفشال اجتماعات ولقاءات السلطة الليبية الجديدة الرامية لتهيئة مناخ عام قادر على تسهيل تنظيم الانتخابات المُقررة في 24 ديسمبر القادم، بما يضمن استمرار حالة الانقسام التي يرى مراقبون أن الجماعة تعول عليها للاستفادة منها عبر تأبيد الأزمة وهو ما تعمل قوى إقليمية ودولية على منع حدوثه حيث تحظى العملية السياسية بدعم واسع.
وبالرغم من وجود العديد من الملفات الشائكة التي تنتظر المعالجة على غرار الترتيبات الأمنية غير أن السلطة الانتقالية في ليبيا تكثف من تحركاتها بغية ضمان تنظيم انتخابات في موعدها وهو ما يبدو أن جماعة الإخوان تلقفته لتبدأ في مناوراتها التي تستهدف التمكن من اكتساح الاستحقاق المذكور.