إجراءات مشدّدة قبيل تنصيب بايدن تحسبا لهجمات عنيفة

واشنطن – شدّدت السلطات الأميركية الجمعة الإجراءات الأمنية بعدما حذّرت وسائل إعلام أميركية من شنّ هجمات مسلحة قبل أيام قليلة من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، على الرغم من دعوة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب أنصاره إلى التزام الهدوء.
وحذر موقع “دايلي بيست” بعد حصوله على معلومات استخباراتية من جهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة من وقوع احتجاجات مسلحة في واشنطن بالتزامن مع تنصيب بايدن.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز حالة القلق الكبير التي يشعر بها مسؤولون بارزون في أجهزة الاستخبارات الأميركية بشأن هجمات متوقعة على منشآت حكومية ومنازل بعض أعضاء الكونغرس والشركات.
ودعا مسؤولون فيدراليون القوات الأمينة في المدن الكبرى إلى توخي الحذر واتخاذ حالة تأهب قصوى لتأمين مراسم تنصيب الرئيس بايدن، مطالبين جميع الأميركيين بأخذ الحيطة.
وأكد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي “أف.بي.آي” الخميس، أن المكتب اعتقل ما يربو على مئة شخص في ما يتعلق بحصار مبنى الكونغرس (الكابيتول) الأسبوع الماضي، وأنه يتحرى الآن أفرادا من المحتمل أن يهددوا تنصيب الرئيس المنتخب يوم 20 يناير.
وقال كريستوفر راي مدير المكتب في إفادة خاصة لمايك بنس نائب الرئيس المنتهية ولايته بخصوص تأمين مراسم التنصيب “نتحرى أمر أفراد ربما يتطلعون إلى تكرار العنف الذي شهدناه الأسبوع الماضي”.
وأضاف “حددنا أكثر من 200 مشتبه به منذ السادس من يناير فحسب، لذلك فنحن نعلم من أنتم وعملاء مكتب التحقيقات الاتحادي في طريقهم للعثور عليكم”.
ووضعت الخميس العاصمة الفيدرالية واشنطن تحت حماية أمنية مشدّدة ونُشرت صور معبّرة تظهر العشرات من جنود الاحتياط وقد أمضوا الليل داخل مبنى الكونغرس، وكانوا مازالوا نائمين على الأرض في الغرف والممرات لدى وصول أعضاء البرلمان.
ونصبت حواجز إسمنتية لسد أبرز محاور وسط المدينة، كما أحاطت أسلاك شائكة بعدد من المباني الفيدرالية بينها البيت الأبيض، فيما كان الحرس الوطني منتشرا بقوة.
وتعهّد بنس باحترام تاريخ الولايات المتحدة وضمان انتقال السلطة بأمان إلى الرئيس المنتخب، وذلك بعد ثمانية أيام من محاصرة أنصار ترامب لمبنى الكونغرس.
وقال بنس خلال أول ظهور في مناسبة عامة منذ الهجوم “لقد عشنا جميعا ذلك اليوم (السادس من يناير) وكما أوضح الرئيس أمس، نحن ملتزمون بانتقال منظم وتنصيب آمن. الشعب الأميركي لا يستحق أقل من ذلك”.
وأصبح ترامب، الذي لا يعتزم حضور حفل التنصيب الأربعاء القادم، أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يؤيد مجلس النواب مساءلته مرتين، حيث انضم عشرة من زملائه الجمهوريين إلى الديمقراطيين في المجلس لاتهامه بالتحريض على تمرد في إشارة إلى هجوم الكابيتول.
والجمعة، عرض الادعاء الاتحادي الأميركي صورة قاتمة جديدة لحصار مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي قائلا في مذكرة مقدمة إلى المحكمة، إن مثيري الشغب المناصرين لترامب كانوا يعتزمون “أسر مسؤولين منتخبين واغتيالهم”.
وطلب الادعاء في المذكرة إصدار أمر باحتجاز جيكوب تشانسلي، وهو من سكان أريزونا ومن مروّجي نظريات المؤامرة والذي تم تداول صورته على نطاق واسع وهو يضع على رأسه فراء متدليا عليه قرنان ويقف على مكتب بنس في مجلس الشيوخ.
وتطرقت المذكرة التي كتبها محامو وزارة العدل في أريزونا إلى تفاصيل أكبر عن تحريات مكتب التحقيقات الاتحادي في أمر تشانسلي، كاشفة أنه ترك ملحوظة مكتوبة لبنس يحذر فيها من “أنها مجرد مسألة وقت.. العدالة قادمة”.
وجاء في مذكرة الادعاء “دلائل قوية من بينها كلمات تشانسلي نفسه وأفعاله في الكابيتول تدعم فكرة أن نية محدثي الشغب كانت أسر واغتيال مسؤولين منتخبين في حكومة الولايات المتحدة”.