إجراءات لحماية أطفال تونس من العنف الرقمي

تونس ـ تسعى السلطات المهتمة بالطفولة في تونس إلى حماية الأطفال من خطر العنف الرقمي. وقد أطلقت وزارة المرأة والأسرة وكبار السن حملة توعوية تهدف إلى دعم ووقاية الأطفال والمراهقين من مخاطر استعمال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالخصوص.
ووفق ما أكده المدير العام للطفولة بالوزارة شكري معتوق الخميس لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، تسعى الوزارة من خلال هذه الحملة إلى تعريف الأطفال والمراهقين بمختلف أنواع العنف الرقمي من خلال ومضات توعوية ومحامل تثقيفية تحتوي على رسائل موجهة للأطفال والأولياء.
وقال معتوق إن جملة من المؤشرات دفعت الوزارة إلى الترويج لهذه الحملة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حتى تضمن نجاعتها، ومن أهمها أن شبكات التواصل الاجتماعي تتصدر 89 في المئة من اهتمامات التونسيين بأكثر من 7 ملايين حساب على موقع فيسبوك و2 ملايين حساب “إنستغرام”، فضلا عن أن أكثر من 12 في المئة من مستخدمي الإنترنت هم أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة.
وتؤكد الومضة التوعوية التي نشرتها وزارة المرأة على صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن العنف الذي يتعرض له الأطفال على الإنترنت أصبح ظاهرة خطيرة تهدد سلامتهم، مشيرة إلى أن هذا العنف يتجسد في أشكال مختلفة تشمل بالخصوص التنمر والتحرش اللفظي والجنسي والابتزاز والقرصنة الإلكترونية.
كما يتمثل العنف على الإنترنت في جميع أشكال التمييز والتطرف الديني والدعوة إلى الكراهية وبث الإشاعات والعبث بالمعطيات الشخصية للأطفال ضحايا العنف.
ومن أبرز التوصيات التي يتعين اتباعها من أجل وقاية الناشئة من مخاطر العنف الرقمي، الحرص على أن يكون إبحار الأطفال على شبكة الإنترنت في أماكن مفتوحة من أجل الاطمئنان عليهم ومراقبة نشاطهم وخاصة عمليات التواصل الإلكتروني التي قد يقومون بها.
كما تدعو الوزارة كل من يشهد على تعرض طفل على الإنترنت للعنف إلى أخذ لقطة “شاشة” والتقدم بشكاية إلى الفرقة المختصة في جرائم العنف ضد المرأة والطفل أو إلى مندوب حماية الطفولة.
ويؤكد خبراء علم الاجتماع على أن العنف الرقمي يعد من بين أخطر أشكال العنف الذي يمارس على الأطفال، مشيرين إلى أنه يعد ظاهرة عالمية وأنه أصبح من أصعب وضعيات العنف التي تسلط على الطفل لأنه يتعرض لهذا العنف بكيفية غير واضحة.. فالطفل يعنّف دون أن يعلم أنه يعنّف.
ولا تتطلب حماية الطفل من هذا النوع من العنف يقظة الطفل فحسب، بل يجب على الأسرة أن تكون على بينة من ذلك وكذلك الشأن بالنسبة إلى المجتمع.
ولتحقيق هذه الغاية يرى الخبراء أنه لا بد أن تكون هناك آليات لغربلة المحتويات الرقمية ومحتويات البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الطفل، كما أن الأولياء مطالبون بمراقبة أبنائهم كألا يضعوا جهاز الكمبيوتر والتلفزة في غرفة الطفل ويعملون على جعلهما في مكان مكشوف في قاعة الجلوس.