إجراءات جديدة لتأمين النواب البريطانيين بعد قتل نائب طعنا في حادث إرهابي

الداخلية البريطانية تتخذ سلسلة تدابير جديدة بعد مقتل النائب ديفيد أميس.
الاثنين 2021/10/18
بريطانيا لا تزال تحت الصدمة

لندن - أقرت بريطانيا الأحد معايير تأمين جديدة للنواب البرلمانيين، بعد تعرض النائب عن حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون، ديفيد أميس للطعن في كنيسة، ما أدى إلى مقتله في حادث وصفته الشرطة بالإرهابي.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل إن السلطات تدرس المزيد من إجراءات السلامة لأعضاء البرلمان.

وجاء ذلك بعد قتل النائب المحافظ أميس في حادثة أعادت إلى الواجهة مجددا مسألة تأمين النواب البرلمانيين في بريطانيا، خاصة أن الرجل المتهم بتنفيذ الهجوم معروف بتشدده الإسلامي لدى السلطات.

وتلقى النائب البالغ 69 عاما والذي كان عضوا في حزب المحافظين والأب لخمسة أولاد، عدة طعنات في الكنيسة الميثودية التي كان يستقبل فيها مؤيديه، في لي – أون – سي على بعد حوالي ستين كيلومترا شرق لندن.

ولدى المحققين مهلة حتى الجمعة لاستجواب الشاب البالغ من العمر 25 عاما، بعد اعتقاله بموجب قانون الإرهاب الذي يسمح لهم بتمديد اعتقاله.

وصرحت وزيرة الداخلية لقناة سكاي نيوز “نحن بحاجة إلى سد الثغرات” المتعلقة بالإجراءات الأمنية للنواب. وردا على سؤال حول وضع حماية أمنية للنواب في دوائرهم، قالت إن “كل الخيارات قيد الدراسة حاليا” وإن “سلسلة من التدابير” اتخذت بالفعل منذ مقتل أميس الجمعة.

وكشفت العناصر الأولى من التحقيق الذي عهد به إلى إدارة مكافحة الإرهاب عن وجود “دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلامي”، بحسب الشرطة التي قالت إنها كانت تجري عمليات تفتيش في ثلاثة منازل في لندن.

والرجل الذي تم اعتقاله مواطن بريطاني من أصل صومالي يدعى علي حربي علي.

بريتي باتيل: نحن بحاجة إلى سد الثغرات المتعلقة بالإجراءات الأمنية للنواب

وفي بلدة كنتيش بشمال لندن، نصبت الشرطة خيمة أمام منزل من طابقين من الطوب، كان عناصرها يفتشونه مرتدين قفازات زرقاء.

وذكر عدد من وسائل الإعلام أنه منزل علي حربي علي.

وقالت جارة إن “الشرطة كانت هناك منذ الجمعة”، وأضافت “نعرف العائلة، إنهم أناس رائعون”، موضحة أن “لديهم ثلاثة أبناء”.

وأكد بنيامين (47 عاما) الذي لا يرغب في الكشف عن اسمه الأخير، أنه “ذهل” من التحقيقات التي أجرتها الشرطة في شارعه.

وقال “كانوا هنا أمس (السبت) طوال اليوم. سألت عما إذا كان شيء ما قد حدث قالوا ‘لا شيء مهم'”، واصفا الحي بأنه “جيد جدا، وهادئ جدا”.

واعتُقل المهاجم البالغ من العمر 25 عاما فورا.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية ”بي.بي.سي” إن الشاب تم توجيهه إلى برنامج تطوعي لمكافحة التطرف يسمى “بريفنت”، ولم يكن أبدا رسميا “موضع اهتمام” بالنسبة إلى وكالة الأمن الداخلي “أم.آي – 5”.

وتعتقد الشرطة والأجهزة الأمنية أن المهاجم تصرف بمفرده و”تبنى التطرف بشكل ذاتي”، حسب صحيفة صنداي تايمز. وقد يكون استوحى فعلته من حركة الشباب الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة في الصومال.

وأكد حربي علي كولان والد علي حربي علي والمستشار السابق لرئيس الوزراء الصومالي، لصحيفة صنداي تايمز أن ابنه محتجز. وقال إنه “مصاب بصدمة شديدة”.

وأشارت باتيل إلى أن برنامج “بريفنت” يخضع حاليا لمراجعة مستقلة بغرض تحسينه.

وقال جون لامب، أحد المستشارين المحافظين المحليين، لوسائل إعلام بريطانية إن الشاب انتظر بصبر دوره قبل أن ينقض على النائب ويطعنه مرات عدة أمام اثنتين من مساعديه.

وقال نائب رئيس الجمعية كيفين باك لصحيفة التلغراف السبت “قيل لي إنه طعن السير ديفيد، وانتظرت للتو في قاعة الكنيسة حتى وصلت الشرطة”، وأضاف أنه كان قد حدد موعدا مسبقا قبل أسبوع.

وحضر المئات من الأشخاص مساء السبت وقفة احتجاجية في ضوء الشموع بملعب رياضي بالقرب من مكان الجريمة، ووقفوا دقيقة صمت حدادا على النائب.

وأثار مقتل أميس “صدمة” في البلد الذي لم ينس بعد اغتيال النائبة جو كوكس في وسط الشارع عام 2016 على يد أحد مؤيدي النازيين الجدد.

وقالت باتيل “تغيرت أمور كثيرة” منذ مقتل كوكس، موضحة أنه كان “وقتا عصيبا للغاية بالنسبة للنواب” حول الإجراءات الأمنية، وتم إنجاز “الكثير من العمل” منذ ذلك الحين.

وقالت باتيل “غيرنا جميعا أسلوب عملنا بسبب التهديدات المتزايدة في المجتمع”، مشيرة على سبيل المثال إلى أن النواب طلبوا من ناخبيهم تحديد موعد مسبق للالتقاء معهم.

5