إجراءات الإغلاق العالمية تؤجل تعافي الطلب على الوقود

الجائحة ستظل تشكل تحديا أساسيا للطلب على الوقود حتى قرب نهاية 2021.
السبت 2021/01/09
احتفالات عيد الميلاد بلا طعم

أجلت السلالة الجديدة من فايروس كورونا وإجراءات الإغلاق تعافي الطلب على الوقود. ولم تنعش احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة التي عولت عليها العديد من الدول الاقتصاد نظرا للمخاوف الشديدة من العدوى، لتنعكس بذلك حالة الركود على قرارات منظمة أوبك التي أقرت المحافظة على خفض إنتاج النفط.

لندن - تضغط قيود مشدّدة على الحركة في كافة أنحاء العالم بهدف احتواء الزيادة في الإصابات بكوفيد – 19 على مبيعات الوقود، مما يُضعف احتمال تعافي الطلب على الطاقة في النصف الأول من 2021.

ويكشف مؤشر أوكسفورد للصرامة، الذي يقيم مؤشرات مثل إغلاق المدارس وأماكن العمل وحظر السفر، أن معظم أوروبا تخضع الآن لقيود أشد صرامة.

وفي نوفمبر الماضي فرضت أربع دول أوروبية فقط إجراءات عزل عام مماثلة.

وفرضت المملكة المتحدة إجراءات عزل عام جديدة على المستوى المحلي الاثنين الماضي ومن المنتظر أن تستمر حتى منتصف فبراير القادم.

ومددت الحكومة الألمانية تدابير عزل عام صارمة حتى نهاية يناير، فيما مددت إيطاليا حتى 15 يناير حظرا مفروضا بالفعل على الحركة بين 20 إقليما.

ونتيجة لذلك، تظهر بيانات قدمتها شركة تكنولوجيا المواقع توم توم لرويترز، أن حركة المرور في لندن وروما وبرلين انخفضت بشدة في أواخر ديسمبر وأوائل يناير.

وتستمر قيود صارمة على الأنشطة الاجتماعية والتجارية في كاليفورنيا أكثر الولايات الأميركية سكانا ويقطنها 40 مليون نسمة تقريبا وتعتبر أحد أكبر أسواق القيادة في العالم.

والقيادة في الولاية بأكملها منخفضة 15 في المئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي بحسب اتجاهات التنقل التي تصدرها أبل، بينما تراجع استخدام وسائل المواصلات العامة أكثر من 60 في المئة.

ومازالت الحركة على الطرق في سان فرانسيسكو ضعيفة وفقا لما كشفته بيانات توم توم. وتراجع التنقل في نيويورك بشدة بعد أن أظهر بعض مؤشرات على التعافي في أواخر العام الماضي.

وتقول “بي.سي.أي” للأبحاث إنه من المستبعد أن تشهد تلك الاتجاهات تغيرا معاكسا في الأسابيع المقبلة، وإن الجائحة ستظل تشكل تحديا أساسيا للطلب على الوقود قرب نهاية 2021، وإن كان بدرجة أقل من الربيع الماضي.

وتضغط إجراءات عزل عام أشد قوة بالفعل على مبيعات الوقود. وأظهرت بيانات حكومية الخميس، أن متوسط مبيعات محطات الوقود في بريطانيا منخفض 21 في المئة عن الأسبوع السابق، وهو تراجع عزاه التقرير إلى انخفاض المبيعات قرب فترة عيد الميلاد والقيود المرتبطة بكوفيد – 19.

وقالت مؤسسة غولدمان ساكس هذا الأسبوع، إن توقعاتها المُحدثة لتوازن السوق في الربع الأول من 2021 يعتريها الضعف بسبب تجدد إجراءات العزل العام.

كما قالت أوبك هذا الأسبوع إن ظهور سلالة جديدة من الفايروس والقيود على الأنشطة الاجتماعية يفرضان المزيد من مخاطر النزول على أسواق النفط في النصف الأول من 2021، مما أجبر معظم الأعضاء على إبقاء الإنتاج مستقرا بينما عرضت السعودية خفضا طوعيا كبيرا.

وقال محللو “يو.بي.أس”، إن “الخطوة الاستباقية للمملكة تشير إلى رغبة في الدفاع عن الأسعار ودعم سوق النفط وسط مخاوف بشأن الطلب بسبب تمديد القيود على التنقل في أوروبا”، وتوقعوا انتعاش السوق فقط في الربع الثاني من 2021 مدفوعا بتوزيع لقاحات مضادة للفايروس وزيادة السفر.

وفرضت الصين المزيد من القيود قرب العاصمة بكين. وقال مسؤول في مدينة شيجياتشوانغ عاصمة إقليم خبي الصيني الخميس، إن المدينة حظرت على جميع السكان مغادرتها في إطار القيود المرتبطة بكوفيد – 19.

وتظهر بيانات توم توم أن القيود الجديدة تسببت في جمود حركة المرور في شيجياتشوانغ.

لكن الطلب لا يزال قويا في العديد من الدول، فيما تظهر اتجاهات التنقل لأبل أن القيادة في البرازيل والسعودية والهند وأستراليا تجاوزت مستويات ما قبل الجائحة.

كما تكشف بيانات أبل أن التعافي لاسيما في الإمارات قوي.

وفي دبي انخفض معدل القيادة في مارس وأبريل، لكن هذا الأسبوع ارتفع 300 في المئة فوق خط الأساس، ما يُمكن أن يعزى إلى أعداد كبيرة من السياح.

11