إجراءات أمنية في بنغازي لتخفيف الغضب الشعبي من "الكانيات"

بنغازي (ليبيا) - بدأ الجيش الليبي التحرك لتحسين الوضع الأمني في مدينة بنغازي التي تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق ترجمه اغتيال الناشطة الحقوقية حنان البرعصي في حين يبدي عدد من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي انزعاجهم من مجموعة “الكانيات” وهي قوات من مدينة ترهونة كانت تمثل رأس حربة في الهجوم الذي شنه الجيش العام الماضي على طرابلس وانتهى بانسحابه من مواقعه منتصف العام الحالي.
وقررت الغرفة الأمنية بنغازي الكبرى في اجتماع عقدته الأحد، بالرجمة، برئاسة رئيس الأركان لقوات القيادة العامة الفريق عبدالرازق الناظوري “تأجيل حصر سلاح المواطنين إلى ما بعد مرحلة ضبط المطلوبين جنائيا”.
وأكدت الغرفة التي يرأسها الناظوري اتخاذ مجموعة قرارات وتوجيهات أخرى من بينها التأكيد على أن دور الغرفة الأمنية والقوات المسلحة في مساندة الأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها على أكمل وجه وفق ما أعلنه المركز الإعلامي لرئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأوضحت الغرفة أنه تم “تكليف الأجهزة الرقابية في المؤسسة العسكرية والأمنية لمتابعة عمل الدوريات أثناء القيام بأعمالها ومعاقبة كل من تثبت إدانته في الإخلال بالضبط وفي سوء التعامل مع الجمهور”.
الغرفة الأمنية بنغازي الكبرى قررت تأجيل حصر سلاح المواطنين إلى ما بعد مرحلة ضبط المطلوبين جنائيا
ويدور جدل في مواقع التواصل الاجتماعي أصلا بشأن جماعة “الكانيات”، التي يتزعمها محمد الكاني، وسلوكيات أفرادها، وهي مجموعة شاركت مع الجيش الوطني في هجومه على طرابلس العام الماضي قبل أن يسحب قواته.
وأبدى العديد من الأشخاص من مدينة بنغازي، وتحدثت إليهم “العرب” انزعاجهم وتوجسهم من ممارسات هذه الجماعة وهو ما سرع من تحرك الجيش الوطني لاستعادة هدوء المدينة.
وشملت قرارات الغرفة الأمنية بنغازي الكبرى، التأكيد على وجود الدوريات في كل مناطق المدينة “بحيث لا يقتصر وجود الدوريات في الشوارع الرئيسية ووسط المدينة فقط، والتأكيد على كل رؤساء الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية العمل على جمع كل المركبات التابعة لهم، والإشراف على إزالة التعتيم على نوافذ السيارات العسكرية والشرطية، وتحريك الدعوى الجنائية وإصدار أوامر ضبط وإحضار في حق كل من يقوم بتهديد المواطنين أو الإساءة إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقال بيان الغرفة في أعقاب اجتماعها، الذي شهد حضور مسؤولين أمنيين محليين، إن هذه القرارات “من شأنها الرفع من المستوى الأمني وبث الطمأنينة في قلوب المواطنين”.
وكان قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر قد أصدر أوامر في وقت سابق تقضي بتشكيل غرفة أمنية لمنطقة بنغازي الكبرى برئاسة الفريق عبدالرازق الناظوري، تعمل على فرض القانون وضبط الأمن والقضاء على الجريمة، وكل مظاهر التسليح وجميع المجموعات التي تستغل اسم المؤسسة العسكرية والأمنية لتحقيق “مآربها الشخصية”.
وتعمل الغرفة أيضا على التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة وتأمين الاتصالات بينها وبين الأجهزة العسكرية وتشكيل مفارز للتصدي لأي قوة متمردة أو مخالفة للتعليمات، وإنشاء مركز معلومات وقاعدة بيانات، والحد من الظواهر السلبية والتهريب، والقبض على المطلوبين قضائيا.
ونشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي الأحد صورا ومقاطع فيديو تثبت تحرك قوات من الجيش لضبط الخارجين عن القانون وذلك في إطار تنفيذ قرارات وأوامر قيادة الجيش.