إثيوبيا تتهم "جهات متآمرة" بتمويل وتنفيذ المواجهات مع السودان

المنطقة الحدودية بين السودان وإثيوبيا، شهدت في الأيام الأخيرة توترا كبيرا، أثار مخاوف من تصعيد عسكري بين الطرفين.
الجمعة 2020/12/25
التوتر على أشده

أديس أبابا – قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الخميس إن حكومته عازمة على تجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات نهائيا على المناطق الحدودية مع السودان، متهما “جهات متآمرة” لم يسمّها بالعمل على توتير الأجواء مع الخرطوم.

واختتم الأربعاء اجتماع اللجنة السياسية حول قضايا الحدود بين البلدين، الذي استمر ليومين في الخرطوم، بعد أيام من اعتداء طال الجيش السوداني من ميليشيا إثيوبية.

واتفق الطرفان خلال الاجتماع على رفع التقارير بشأن قضايا الحدود (لم يذكرا مضمونها) إلى قيادة البلدين، إضافة إلى عقد اجتماع لاحقا (لم يحدد تاريخه)، وفق بيان اللجنة. وشهدت المنطقة الحدودية بين السودان وإثيوبيا في الأيام الأخيرة توترا كبيرا، أثار مخاوف من تصعيد عسكري بين الطرفين.

وذكر آبي أحمد، في خطاب مكتوب موجه للشعب السوداني باللغة العربية، أن “مثل هذه الأحداث لا ترقى لأن تمثل العيش المشترك لشعبينا عبر تاريخهما المديد، وطموحاتهما في تحقيق التنمية والرخاء”.

آبي أحمد: هذه الجهات تتحرك دون هوادة في بث الفرقة بين حكومتي بلدينا
آبي أحمد: هذه الجهات تتحرك دون هوادة في بث الفرقة بين حكومتي بلدينا

وأضاف “حكومتي عازمة في سعيها لتجفيف بؤرة الخلافات وإيقاف الاشتباكات على المناطق الحدودية نهائيا (..) وجعل هذه المناطق مساحات للتعاون والتآزر الاجتماعي والاقتصادي”. وأكد أن حكومته “تتابع عن كثب ما تقوم به بعض الجهات التي تريد أن تشوّه علاقات حسن الجوار الحميمة والفريدة من نوعها بين السودان وإثيوبيا (دون تحديدها)”.

واستدرك آبي أحمد “إذ تتحرك هذه الجهات دون هوادة في بث الشكوك والفرقة بين حكومتي بلدينا”. واستطرد “هذه الجهات هي من خطط وموّل ونفذ المواجهات الأخيرة التي حدثت في المناطق الحدودية بين البلدين”.

وقال إن معرفة من كان وراء هذه الأعمال العدائية لا يحتاج إلى أي جهد أو تفكير عميقين من البلدين، وأردف بالقول سواء كانت هذه الاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة أم تلك التي سبقتها في المناطق ذاتها، فهي لا تمثل رغبة السودان ولا رغبة إثيوبيا.

والسبت الماضي أعلن السودان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع إثيوبيا لـ”استعادة أراضيه المغتصبة من ميليشيا إثيوبية” في منطقة الفشقة (شرق).

وجاء هذا التطور بعد إعلان الجيش السوداني في 16 ديسمبر الجاري، سقوط خسائر في الأرواح والمعدات جراء تعرض قواته لاعتداء من ميليشيا إثيوبية داخل أراضٍ قرب الفشقة.

ويرى متابعون أن العديد من الأطراف لها مصلحة في توتير العلاقات بين إثيوبيا والسودان، ومنها تنظيمات وتجار أسلحة ينشطون بكثافة في تلك المنطقة. ومنذ نحو 26 عاما، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في الفشقة بعد طردهم منها بقوة السلاح.

وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات، لكن أديس أبابا تنفي ذلك. وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعدّيات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف الاستيلاء على الموارد.

وشهدت تلك المنطقة أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين خصوصا في موسم المطر، سقط خلالها قتلى وجرحى. ويأتي التصعيد الأخير في وقت تشهد فيه المنطقة الحدودية حالة انفلات جراء الحرب الدائرة في إقليم تيغراي بين الجيش الإثيوبي والجبهة الوطنية لتحرير شعب تيغراي، والتي نتج عنها نزوح الآلاف من الإقليم إلى الأراضي السودانية.

2