أيام طرابلس الإعلامية.. رهان على صورة ليبيا الآمنة

الأيام تهدف في جانب كبير منها إلى تعزيز التواصل الإعلامي بين ليبيا والدول العربية.
الأربعاء 2023/12/27
الأيام تزامنت مع الذكرى الثانية والسبعين لاستقلال ليبيا

طرابلس - عاشت العاصمة الليبية أيامها الإعلامية الثانية بمشاركة المئات من الصحافيين والإعلاميين والفنانين والمثقفين الليبيين والعرب، واستعرضت الحكومة خلالها إمكانياتها وقدرتها على تنظيم التظاهرات الكبرى بعد تعافي العاصمة وتجاوزها مرحلة الانفلات الأمني، وظهور بوادر إعادة الإعمار على أكثر من صعيد وسط طرابلس.

وقالت الحكومة إن الأيام كانت تهدف في جانب كبير منها إلى تعزيز التواصل الإعلامي بين ليبيا والدول العربية، وتأكيد التضامن في قضاياها القيمية والإنسانية مثل فيضانات درنة والحرب على غزة.

وتزامنت أيام طرابلس الإعلامية مع الذكرى الثانية والسبعين لاستقلال ليبيا، وفي احتفالية بالمناسبة تم توزيع عدد من الجوائز الكبرى وهي جائزة الدولة التقديرية للصحافة التي حظي بها الكاتب والصحافي محمود البوسيفي الذي دشن مسيرته الصحافية في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي بوكالة الأنباء الليبية (مندوبا ومحررا)، قبل أن يتولى إدارتها منتصف تسعينات القرن الماضي، وعمل مراسلا للوكالة في كل من مصر وسوريا والإمارات والكويت وشغل منصب مدير إدارة الأخبار بالتلفزيون الليبي، ثم مديرا لإدارة الإعلام الخارجي ومديرا للمركز الثقافي الليبي بتركيا، ومستشارا إعلاميا بالسفارة الليبية في بيروت وانتخب البوسيفي أمينا لرابطة الصحافيين الليبيين في الفترة من 1991 إلى 2006، والأمين العام المساعد لاتحاد الصحافيين العرب بين 1996 و2008. وشغل عضوية اللجنة التنفيذية لاتحاد الصحافيين الأفريقيين (1996 – 2000)، وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العالمية للصحافيين (1994 – 1997)، كما تولى منصب رئيس اتحاد الصحافيين المستقلين، ورئاسة تحرير مجلة “المؤتمر”، ثم رئاسة تحرير جريدة “أويا”، وعين بعدها مديرا عاما للهيئة العامة للصحافة حتى العام 2011.

الأيام شهدت تنظيم معرض ليبيا للإعلام وندوات فكرية ولقاءات حوارية ومنتدى طرابلس الاتصالي
الأيام شهدت تنظيم معرض ليبيا للإعلام وندوات فكرية ولقاءات حوارية ومنتدى طرابلس الاتصالي

وذهبت جائزة الدولة التقديرية للغة العربية الى الأستاذ عمار محمد جحيدر الذي يعمل باحثا بالمركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية منذ تأسيسه عام 1978، وارتبط عمله بشعبة الوثائق والمخطوطات بالمركز والتي ساهم في تأسيسها وتنظيمها، وهو يشغل عضوية اللجنة العلمية لجائزة ابن الأجدابي للوثائق والمخطوطات التي ينظمها المركز الوطني للمحفوظات والدراسات التاريخية بالتعاون مع بعض المؤسسات العلمية، ولجنة الحفاظ على التراث الإسلامي في ليبيا التي شكلت للتعاون مع اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي بالرياض للاحتفال بعام التراث الإسلامي 1410هـ (1990 – 1991) ، واللجنة الإدارية العليا لمدرسة الفنون والصنائع الإسلامية بطرابلس، كما قام بتأليف العديد من الكتب وشارك في عدة مؤتمرات علمية في ليبيا وتونس وتطوان والقاهرة وحلب ومكة المكرمة. وأسندت جائزة السرايا الحمراء لصحافة السلام لمراسل شبكة الجزيرة بغزة وائل الدحدوح.

وفي سياق ملتقى الإعلام الليبي الذي يقام ضمن فعاليات أيام طرابلس الإعلامية، نظم حفل توزيع الجوائز على الفائزين، وقد ذهبت جائزة أفضل كاريكاتير إلى الرسام العجيلي العبيدي من موقع جريدة “الصباح”، وجائزة أفضل تقرير صحافي الى الصدّيق الورفلي من جريدة “الحياة” الليبية عن تقرير حول الآثار المغمورة، وجائزة أفضل تقرير إنساني إلى عبدالله بوالنجا وسفيان الحاشي من قناة “ليبيا الوطنية”.

وفاز صانع المحتوى طه الجواشي بجائزة أفضل محتوى هادف، وحظيت منصة “حكومتنا” بجائزة أفضل أنفوغراف، وأسندت جائزة أفضل مشروع إعلامي خاص وناشئ إلى كل من محمود حسين الغول ونهى حسين الغول ومجيب فتحي باشا عن تطبيق مايكرو ستوري لإعلاميي المستقبل.

وحصل على جائزة أفضل حوار تلفزيوني خالد سعيد عن برنامج “الشاهد” من قناة “ليبيا الأحرار”، ومحمد زيدان عن برنامج “شأن عام” من قناة “المسار”، وأسندت جائزة أفضل تحقيق استقصائي أو معمق لرضا فحيل ألبوم من جريدة “الصباح” عن تحقيق حول ماء الشرب، وجائزة أفضل تقرير بيئي لسعاد الفرجاني من مجلة “الليبية” عن موضوع خطر الملوثات الصناعية في المواد الغذائية، وجائزة أفضل برنامج مسموع مباشر لجمال محمد النويصري من إذاعة بنغازي المحلية، وجائزة أفضل تغطية تلفزيونية لقناة “ليبيا الوطنية” عن أحداث درنة.

جائزة شخصية العام الإعلامية ذهبت إلى مصطفى الطرابلسي الذي تنبأ بفيضانات درنة وحذر منها وذهب ضحية لها

وتم إسناد جائزة شخصية العام الإعلامية إلى الإعلامي والشاعر الراحل مصطفى الطرابلسي الذي كان قد تنبأ بفيضانات درنة منذ 17 عاما من خلال قصيدة شعرية، وحذر منها في مناسبات عدة وذهب ضحية لها، وقال قبل حصول الفاجعة “قال فيها المختصون كلاما خطيرا حول الكارثة المرتقبة، ووجهوا تقريرا لكل الحكومات، لكن على ما يبدو لا أحد يهتم إلا بعد وقوعها”، وكتب في سياق آخر “المطر.. يفضح الشوارع الرطبة والمقاول الغشاش والدولة الفاشلة”. ومع بداية العاصفة، قال في منشور “ليس لنا في هذه الشدة إلا بعض.. لنتساند حتى لا نغرق”.

وعلى هامش الأيام، شهدت طرابلس تنظيم عدد من الفعاليات المهمة من بينها الدورة العادية الـ100 للجنة الدائمة للإعلام العربي على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين من أكثر من 20 دولة، والتي حملت اسم “دورة شهداء الإعلام الفلسطيني” وذلك استجابة لطلب دولة فلسطين وبإجماع كافة الوفود العربية.

واستضافت العاصمة طرابلس الأحد فعاليات الدورة 18 لاجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، حيث أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية أحمد الخطابي أن الأمانة العامة خاطبت في نطاق متابعتها لقرارات الدورة 53 لمجلس وزراء الإعلام بالرباط الدول الأعضاء لعقد اجتماع للجنة المكلفة بدراسة المحتوى الفلسطيني، كما دعت الجهات الفلسطينية لموافاتها بالصيغة النهائية لكل من مشروع “موسوعة فلسطين المسموعة والمرئية” ومشروع “دليل المصطلحات الفلسطينية”.

وطالب وزير الإعلام الفلسطيني نبيل أبو ردينة وزراء الإعلام العرب بتنفيذ حراك إعلامي فلسطيني عربي مشترك، للتأثير على الرأي العام الغربي، ودعما للحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والاعتراف بدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى “ضرورة وضع خطة إعلامية موحدة لإبراز مركزية القضية الفلسطينية، وكشف رواية الاحتلال الكاذبة المدعومة أميركيا، والتركيز على الرواية الفلسطينية”.

وشهدت أيام طرابلس الإعلامية تنظيم معرض ليبيا للإعلام وندوات فكرية ولقاءات حوارية ومنتدى طرابلس الاتصالي، بالإضافة إلى إطلاق الدورة البرامجية الجديدة لتلفزيون “ليبيا الوطنية” بمناسبة ذكرى الاستقلال، واستضافة عدد من نجوم الدراما العرب والأجانب من بينهم الفنانة السورية منى واصف والممثل التركي غوركان أويغون المعروف بشخصية “ميماتي باش” في مسلسل “وادي الذئاب”، ونخبة من كبار الإعلاميين والفنانين ونجوم المجتمع الذين اتسع لهم قلب طرابلس في أجواء تميزت بالأريحية وحسن الوفادة.

5