أول اختبار لعودة الحياة إلى طبيعتها يأتي من ووهان

بكين تعدّل دورها في جائحة الفايروس إلى المُنقذ وليس المُتسبب.
السبت 2020/04/04
عادت الحياة بووهان، ماذا عن البقية

ووهان (الصين) - يبدو أن الصين، التي شهدت أول إصابة بفايروس كورونا المستجد في نهاية العام الماضي، تمكنت من احتواء الوباء إلى حد كبير. لكن السلطات تعرب عن قلقها من عودة المرض إلى أراضيها وبخاصة عبر القادمين من الخارج.

وتعود الحياة في مدينة ووهان الصينية، التي نشأ فيها فايروس كورونا، ببطء إلى طبيعتها مع تخفيف الحكومة للقيود التي فرضتها لأكثر من شهرين وعزلت المدينة عن العالم وجعلت معظم سكانها، الذين يقدر عددهم بنحو 11 مليون نسمة، يلزمون منازلهم.

وستكون عودة الحياة إلى طبيعتها في هذه المدينة الصينية أول اختبار لدرجة النجاح في استعادة الحياة، ويمكن لبقية مدن العالم الاقتداء بها.

واقترحت منظمة الصحة العالمية أن تتعلم البلدان الأخرى من الصين، التي أشادت بها “ربما لبذلها أكثر الجهود لاحتواء المرض طموحا ورشاقة ونشاطا في التاريخ”.

وشهدت ووهان، عاصمة إقليم هوبي، أول ظهور للفايروس وكانت بؤرة الوباء الذي أصبح عالميا الآن وفُرضت فيها أقسى القيود على الحركة والأعمال.

وقال رئيس لجنة الحزب الشيوعي في مدينة ووهان إن سكان المدينة، يجب أن يعزّزوا إجراءات الحماية الذاتية وأن يتجنبوا الخروج إلا في الضرورة.

وفي بيان نشرته حكومة مدينة ووهان، قال وانغ تشونغ لين إن خطر حدوث عودة لوباء كورونا بالمدينة مازال كبيرا بسبب المخاطر الداخلية والخارجية وإنه يتعين مواصلة إجراءات الوقاية والسيطرة.

Thumbnail

وبدأ الفايروس في مدينة ووهان بالصين ثم سرعان ما انتشر من هناك إلى مختلف أنحاء العالم. وقد أعلنت معظم بلدان العالم عن حالات مؤكدة وفرضت الكثير منها إجراءات صارمة لإبطاء تفشي المرض الفتاك. ولا تزال مسألة الفحوصات تمثل مشكلة، مما يعني أنه من المحتمل أن يكون العدد الحقيقي للحالات أعلى مما هو معلن.

وطلبت وكالة رويترز من الكثيرين من سكان ووهان تبادل تجاربهم مع الملايين من الأشخاص في أنحاء العالم والذين يخضعون الآن لشكل من أشكال العزل العام أو العزلة.

وتمثلت نصيحتهم في القول: ابقوا متحدين والتزموا منازلكم، كما ردّدوا المثل الصيني الشائع “أضف وقودا” الذي يقال في حالة التشجيع.

كريستيان لامير: تستغل الصين نجاحها في السيطرة على كورونا لإثبات قيادتها العالمية
كريستيان لامير: تستغل الصين نجاحها في السيطرة على كورونا لإثبات قيادتها العالمية

ويقول أحد سكان ووهان “إذا تمكنا في الصين من التغلب على هذا الوباء، فبوسع الدول الأخرى يقينا أن تتغلب على مصاعبها. عوِّلوا على قوة إرادتكم، اعرفوا الوسائل التي تجعل الفايروس يتراجع. تعلموا المسؤولية من الصين. لا تستخفوا بالفايروس ولا تخرجوا للشوارع دون كمامات”.

وتعمل بكين على تعديل دورها في جائحة الفايروس إلى دور المُنقذ وليس المُتسبب فيه. وأرسلت الصين طائرات محملة بالمعدات والفرق الطبية إلى دول متنوعة مثل إيطاليا وفرنسا وصربيا وكمبوديا وإيران والعراق.

وزودت بكين أيضا الاتحاد الأفريقي بالآلاف من أجهزة الاختبار ليتم توزيعها على الدول الأعضاء، على الرغم من أن هذا التبرع لم ينل حقه من الاهتمام الإعلامي.

ورجّح باحثون أن يكون قرار الصين بإغلاق مدينة ووهان، قد حال دون إصابة أكثر من 700 ألف شخص لأنه أدّى إلى إبطاء انتشار الفايروس.

وقال كريستيان لامير، مؤسس  شركة استشارات استراتيجية مقرّها لندن ولاهاي، وأحد كبار الباحثين في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن “بينما تتعافى البلاد من الموجة الأولية من العدوى، وبدأت عجلات الاقتصاد في التحرّك مرة أخرى، تحاول بكين استغلال الفرصة لإثبات قيادتها العالمية، وإبراز مزايا نظامها السياسي مقارنة بالغرب”.

إلا أن بعض خبراء الصحة  يعتقدون أن ديمقراطيات آسيا، مثل كوريا الجنوبية، ربما تكون نماذج أفضل لإدارة الوباء في الدول الغربية، نظرا إلى الطبيعة المختلفة للنظام السياسي الصيني.

ويقول تشانغ شان – تشوين، خبير بارز في الأمراض المعدية ومنظم لجنة الخبراء الاستشارية لمركز القيادة المركزي للوباء في تايوان، “في النظام الاستبدادي في الصين، يبقى كل مواطن في المنزل عندما يطلب منه ذلك. هذا شيء لا يمكن تحقيقه بسهولة في البلدان الحرة والديمقراطية”.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية تحول انتشار فايروس كورونا إلى جائحة عالمية يوم الـ11 من مارس الماضي.

ومنذ ذلك الحين، أدت الجائحة إلى زعزعة الأسواق العالمية، وقلبت حياة مئات الملايين من الناس، وتسببت في نقص في الإمدادات الطبية حول العالم.

Thumbnail
Thumbnail
Thumbnail
1