أهداف فرنسا في المحيط الهادئ أبعد من تطبيق القرارات الأممية

فرنسا تسعى إلى تأمين مصالحها في أوكيناوا بالمحيط الهندي.
الثلاثاء 2021/11/09
المنطقة استراتيجية لفرنسا أيضا

باريس - تشارك القوات الفرنسية إلى جانب ثماني دول أخرى بمهمّة مراقبة من قاعدة فوتينما الأميركية في أوكيناوا، جنوب غرب اليابان بهدف فرض احترام العقوبات الأممية على بيونغ يانغ، لكن الهدف الحقيقي أبعد من أن يكون مراقبة تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ليتضمن إبراز قوة فرنسا وإثبات وتأمين مصالحها في المنطقة.

ويقوم أفراد طاقم طائرة فالكون 200 تابعة لحرس البحرية الفرنسية بمراقبة سطح البحر الأصفر عبر الرادار ومناظير لمراقبة أي نقل بضائع غير شرعي موجّه إلى كوريا الشمالية.

ويجمع الطاقم أكبر قدر ممكن من المعلومات المرئية والتقنية لإرسالها إلى الأمم المتحدة والتي قد تشكل إذا أظهر تحقيقها انتهاكا لقراريها 2375 و2397 المعتمدين عام 2017 ضد كوريا الشمالية، قضية ضد السفن وأصحابها.

وفي نفس الوقت تتيح هذه المهمة زيادة دور فرنسا التي كشفت عام 2019 عن استراتيجية دفاع واسعة النطاق في منطقة المحيطين الهندي - الهادئ حيث تعدّ مع أراضيها ما وراء البحار 1.6 مليون نسمة ومنطقة اقتصادية خالصة بمساحة 9 ملايين كلم مربع.

القوات الفرنسية تشارك بمهمّة مراقبة من قاعدة فوتينما الأميركية في أوكيناوا، جنوب غرب اليابان بهدف فرض احترام العقوبات الأممية على بيونغ يانغ

وقال هوغو ديسي المحلل في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن إن تحرك فرنسا يدل أيضا على “اهتمامها بالمنطقة خارج أولوياتها الخاصة في منطقة المحيطين الهندي - الهادئ”.

وتعتبر المنطقة استراتيجية أيضا بسبب الطموحات المتنامية للصين في الأراضي والتوتر الصيني - الأميركي.

وتؤكد هذه المهمات “قدرة العسكريين الفرنسيين على العمل مع شركائهم وحلفائهم وتساهم في مصداقية فرنسا كقوة، ولو ثانوية في المحيط الهادئ”.

وتحدث فرنسوا هيسبورغ من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية عن “تطابق في المنطق” بالنسبة إلى فرنسا.

وذكر أن كوريا الشمالية “تخوض عملية تسلح نووي، وفرنسا بالتالي متواجدة أيضا بصفتها قوة نووية تسهر على استدامة نظام الحد من انتشار الأسلحة”.

وأضاف ديسي “هذه المبادرات يثمنها من جانب آخر شركاء فرنسا في المنطقة الذين يعتبرون أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يبقى مقلقا بشكل خاص”.

وكانت الكتيبة التابعة للأسطول 25 - إف التي وصلت في منتصف أكتوبر إلى بولينيزيا الفرنسية حيث مقرها، تقوم حتى الجمعة الماضي بمهمة مراقبة احترام العقوبات الأممية على بيونغ يانغ.

وقال غيوم قائد الكتيبة والذي لم يشأ الكشف عن اسمه بالكامل “الأمم المتحدة تعطينا معلومات حول السفن التي يشتبه في قيامها بأعمال غير شرعية” تعد من خلالها خطة رحلة كل مهمة.

أفراد طاقم طائرة فالكون 200 التابعة لحرس البحرية الفرنسية يقومون بمراقبة سطح البحر الأصفر عبر الرادار ومناظير لمراقبة أي نقل بضائع غير شرعي موجّه إلى كوريا الشمالية

ويملك أفراد الطاقم الستة لإنجاز مهمتهم رادارا يرصد الصدى على سطح المياه ونظام “آيه.آي.أس”، وهي مؤشرات لاسلكية ترسلها السفن بما يشمل معلومات متعددة حول هويتها وطريق ملاحتها.

لكن الوسيلة الأفضل في نظرهم تتمثل بقيام اثنين من المراقبين بمسح البحر بمنظارهما والتقاط الصور. ويقول غيوم “نحن عيون الأمم المتحدة في منطقة العمل”.

وخلال قيام الطاقم بالمهمة، فجأة ساد التوتر لدى الفريق، فقد رصد سفينة أوقفت تشغيل نظام “آيه.آي.إس”، وهو تصرف مشبوه عموما.

وقام الطيارون بتغيير مسار الطائرة، ونفذوا طلعتين على ارتفاع أقل من 500 قدم (150 مترا) للتحقق من اسم السفينة المكتوب على الخلف، مع الاتصال بها بجهاز اللاسلكي.

وقبيل الإقلاع، شدد غيوم على أهمية إرسال “رد ودي ومهني” خلال هذه الاتصالات. وأضاف “في إطار من التوتر الدولي في المنطقة، الهدف ليس تأجيج الوضع، يجب إبداء حزم لكن مع لباقة”.

5