أنقرة تطلق قناة تلفزيونية لمساندة اللوبي التركي في واشنطن

أنقرة - انطلقت قناة “تاسك تي.في” التلفزيونية التابعة للجنة التوجيهية الوطنية التركية – الأميركية في واشنطن السبت لمواجهة رجل الدين التركي “غولن” واللوبي الأرمني، بعد أن قامت واشنطن بالحد من نشاط الأذرع الإعلامية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي أول برنامج خاص لها استضافت القناة الرؤساء المشاركين للجنة التوجيهية التركية – الأميركية غوناي سوينج وخليل موطلو اللذين تحدثا عن أهمية القناة في دعم وتعزيز العلاقات التركية – الأميركية.
وقال موطلو إن “القناة ستواصل طريقها في مكافحة أنشطة الكيانات المعادية لتركيا مثل منظمة ‘غولن’ الإرهابية واللوبي الأرمني”، وهو الهدف الأساسي للقناة.
وبدأت القناة البث التجريبي في 16 نوفمبر 2020 من الولايات المتحدة تحت عنوان عريض “لتعزيز التواصل بين أبناء المجتمع التركي في الولايات المتحدة”.
وليست مصادفة أن يأتي إطلاق البث بعد أشهر قليلة على إعلان وزارة العدل الأميركية وضع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي.آر.تي” في قائمة العملاء الأجانب، ضمن قائمتها الخاصة بالمؤسسات التي تقوم بأنشطة اللوبي داخل الولايات المتحدة، ما يقلص من قدرتها على بث الدعاية تحت ستار التغطية الإعلامية ونقل الحقائق.
وبحسب سجلات وزارة العدل الأميركية فقد تم تسجيل ممثل هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية لدى واشنطن تونجاي يوراكلي ضمن العملاء الأجانب، كما أن مؤسسة “تي.آر.تي” تواجه اتهامات أوروبية أيضًا بالتجسس على المعارضين الأتراك على وجه الخصوص.
وبموجب قانون العملاء الأجانب فإن أي مؤسسة مصنفة ضمن هذه القائمة يتوجب عليها الحصول على تصريح من الحكومة الأميركية حتى تتمكن من فتح مكتب لها في أي مكان داخل البلاد، كما أنها تلتزم بإخطار وزارة الخارجية الأميركية بكل خدماتها والتغييرات التي تطرأ على أطقم عملها مثلما تفعل البعثات الدبلوماسية تمامًا. وهو ما يحوّل عمل وسائل الإعلام الأجنبية في نظر السلطات الأميركية إلى الطبيعة السياسية أكثر من التعامل معها باعتبارها مؤسسات إعلامية.
إطلاق البث يأتي بعد أشهر قليلة على إعلان وزارة العدل الأميركية وضع هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية “تي.آر.تي” في قائمة العملاء الأجانب، ضمن قائمتها الخاصة بالمؤسسات التي تقوم بأنشطة اللوبي داخل الولايات المتحدة
ومن جانب آخر تلقى اللوبي التركي الذي يعتبر من بين أكثر اللوبيات نشاطا في الولايات المتحدة انتكاسة في أكتوبر الماضي عندما أعلنت شركة “ميركوري” للشؤون العامة أنها ستنهي علاقتها مع الحكومة التركية.
ويسعى اللوبي التركي عبر شركات العلاقات العامة لاستهداف جماعة رجل الدين فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه تركيا بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل الذي تم في صيف 2016، وبذل جهودا واسعة لتسليمه إلى تركيا دون أن ينجح في ذلك.
كما يعمل اللوبي التركي على ملفات شائكة أبرزها الخلاف التاريخي حول “مذابح الأرمن” مطلع القرن العشرين وعرقلة التشريعات الأميركية التي تحمّل الدولة التركية مسؤولية المذابح، ورغم ذلك صوت مجلس النواب الأميركي في أكتوبر 2019 بأغلبية ساحقة لصالح قرار يعترف بأن عمليات القتل الجماعي التي تعرض لها الأرمن بين عامي 1915 و1917 هي “إبادة جماعية”، وقد أثار القرار غضب تركيا مع أنه غير ملزم وليست له تبعات قانونية.
ومثلت ميركوري المصالح التركية في الولايات المتحدة منذ عام 2013 وتم تسجيلها كوكيل لكل من سفارة تركيا في واشنطن العاصمة ومجلس الأعمال الأميركي – التركي (تايك).
وقالت نورا هوفسيبيان رئيسة مجلس إدارة المنطقة الغربية للجنة القومية الأرمنية الأميركية في بيان “نتيجة للنشاط المستمر لمجتمعنا والدعم الثابت لأصدقائنا في المكتب المنتخب، أبلغت للتو من قبل فابيان نونيز وهو شريك في مكتب ميركوري في لوس أنجلس أن شركة ميركوري للشؤون العامة ستنهي تسجيلها كوكيل أجنبي لتركيا”.
وأشادت هوفسيبيان بالقرار ووصفته بأنه “يقف على الجانب الصحيح من التاريخ” في إنهاء علاقتها مع تركيا، مضيفةً أنه سيكون بمثابة نموذج للشركات الأخرى التي تعمل لصالح تركيا أو أذربيجان.
ويبدو الاهتمام التركي واضحا بقناة “تاسك تي.في” التي تعمل على الدعاية المضادة لجماعة غولن والأرمن بشكل علني، وقد بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة مرئية لتهنئة القناة بانطلاق بثها على مدار الساعة.
وتبث القناة باللغة التركية وهي موجهة للمواطنين الأتراك والناطقين بالتركية في البلاد.