#أنقذوا_تونس من الإبادة.. هل ينجح نموذج اتصال الصدمة

تونس – أطلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في تونس حملة بعنوان #أنقذوا_تونس قالوا إنها “نداء للعالم بكل اللغات للتدخل لإنقاذ البلاد من الإبادة بفايروس كورونا”، على خلفية إعلان السلطات التونسية انهيار المنظومة الصحية في البلاد.

وتداول تونسيون على نطاق واسع مقطع فيديو للناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة، نصاف بن علية، أكدت فيه انهيار المنظومة الصحية، وذلك بعد “بلوغ الطاقة القصوى من استهلاك الأكسجين وامتلاء نسبة أسرّة الإنعاش بمختلف مستشفيات البلاد”، ما أثار قلقا واستياء واسعين في ظل تصاعد المنحى الوبائي الذي تسبب في تسجيل نحو 16 ألف وفاة.

وقالت بن علية في تصريح “نحن في وضع كارثي.. لا يمكن أن تجد سريرا إلا بصعوبة كبرى”، مضيفة “نحن نكافح لتوفير الأكسجين والأطباء يعانون إرهاقًا غير مسبوق”.

ووصفت مغردة الحالة:

souha_Benahmed2@

صوت سيارات الإسعاف يُدوّي باستمرار جيئة وذهابا #أنقذوا_تونس #تونس_تستغيث.

وتساءلت أخرى:

IbtissemHasnao1@

كل يوم يتم تسجيل حصيلة قياسية في تونس، متى سيتوقف هذا النزيف؟ المنظومة الصحية انهارت والفرق الطبية تموت في مواجهة الوباء، أين هي الدول الصديقة والشقيقة؟ كيف يتخلى عنا إخواننا في محنتنا ونحن الذين كنا سندا لهم بكل ما استطعنا تقديمه من عون #أنقذوا_تونس.

وشبه مغرد ما يحدث:

GuedouarJoy@

ما يحدث في تونس هو عملية إبادة جماعية ممنهجة سواء عن قصد أو عن غير قصد #إلى_كل_دول_العالم_أنقذوا_تونس.

فيما دعا آخرون التونسيين إلى التعويل على أنفسهم لمجابهة الجائحة بعد أن أثبتت الحكومة عجزها عن إدارة الأزمة.

وقال حساب في هذا السياق:

tunpost

#إلى_كل_دول_العالم_أنقذوا_تونس من غباء سياسيّيها، أما مشكلة كورونا فسنأخذها على عاتقنا.

يذكر أن صدى الحملة تردد عربيا وتداول عدد من المغردين العرب الهاشتاغ وعبروا عن تضامنهم مع التونسيين، فيما قال مغردون إن “لا أحد سيساعد تونس لأن لا أحد له مصلحة هناك”.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تنتشر في تونس حالة حزن ممزوج باليأس. وفيما تنشر صفحات على فيسبوك استغاثات لتوفير مكثفات الأوكسجين وبعض الصور لحالات إنسانية في المستشفيات وفي الشوارع، تنتشر أخبار “مستفزة” لا تراعي خطورة الوضع الحالي.

ويقول مختصون نفسيون إن المشاعر السلبية زادت وأصبح من النادر أن تعثر على منشور متفائل على فيسبوك. ويطالب تونسيون باستغلال نقاط قوتهم للخروج من الوضع الصعب. ورغم خطورة الأوضاع الصحية في البلاد التي ترزح تحت أزمة اقتصادية وسياسية تبقى تونس على دراية تامة بوضعها الحقيقي دون مواربة ولا تغطية، وهو ما يعد نقطة قوة وفق كثيرين.

من جانب آخر يؤكد معلقون أن لا مجال للاستسلام. وفي هذا السياق، صب معلقون جام غضبهم على نصاف بن علية. ومثلت بن علية رمزا اتصاليا جماهيريا في تونس وأثارت إطلالاتها إعجاب التونسيين كما حازت تصريحاتها على ثقتهم عند بداية اندلاع أزمة فايروس كورونا.

ويبدو أن المسؤولة انتقلت من التوعية بالمخاطر إلى التخويف منها. ويقول معلقون “يطغى في تونس تدبير الاتصال الوبائي يوما بيوم، إذ لم يتم اعتماد تخطيط ودراسة وتتبع، بل سادت القرارات الارتجالية والتصريحات المتضاربة”.

وتهكمت المسرحية ليلى طوبال قائلة إنها وجدت مخرجا لمسلسل رمضان العام القادم “إن بقي الشعب من الأحياء”، وهو مخرج فيديو نصاف بن علية. وكتبت في تدوينة على حسابها في فيسبوك:

Leila Toubel

“السيد الذي أنجز فيديو نصاف بن علية بالأبيض والأسود وهي منهارة، gros plan على عينيها، وموسيقى من قاع الوقيع متاع الدراما، هي تقول المنظومة الصحية انهارت وهو يقوّي في موسيقى الحزن، ويبعد الكاميرا عن وجهها، هي تقول المركب غرق وهو يزيد يغرق في الموسيقى المأساوية ويعمل خطفة لعينيها.

اش ها الإبداع، كي شفت الفيديو مشيت للقبار (حين شاهدت الفيديو ذهبت إلى حافر القبور) قتلو خويا بقداش القبورات، خلي واحد يضمّن تربة يتدفن فيها (وقلت له: أخي كم سعر القبر كي نضمن ترابا نُدفن فيه بعد موتنا)”.

وانتقد معلقون نصاف بن علية التي بدأت حربا واستسلمت في وسطها، مطالبين الرموز الاتصالية بالابتعاد عن تطرفي التهويل والتهوين.

يذكر أن من أولى دروس الجائحة إثباتها أن صلاحية بعض الخطابات -ومنها خطاب التخويف- محدودة التأثير ومعرضة للتلف السريع، وأنها خطابات خلفت وما زالت تخلف أحيانا انعكاسات غير منتظرة وردود فعل سلبية، لاسيما مع طول عمر الجائحة غير المتوقع.

وأضافت طوبال في تدوينتها:

Leila Toubel

“كلمة صغيرة للدكتورة، حبيناك (أحببناك) واحترمناك ، أما الي يصدم على حرب يا يكملها يا يخلي لبلاصة لغيرو(أما الذي يدخل غمار الحرب فعليه أن يواصل خوضها أو يترك مكانه لغيره)، وبعد أكثر من عام ألم تفهموا أن اتصال “الصدمة” ما يمشيش مع التوانسة (لا يلائم التونسيين؟ هل نسيتم أن في ملحمة بنقردان خالطين عالإرهابيين بالعصي (طاردوا الإرهابيين مستعملين العصي؟).

كان عندكم الوقت الكافي كي تجنبونا هذه الكارثة، وإذا لم تسمعكم الحكومة كان في متناولكم شرف الاستقالة”.

وكتب معلق في “كشف حساب” لما قامت به بن علية في المدة الأخيرة:

Imed Khmira

– يناير 2021، نصاف بن علية: تباعد، غسل الأيدي.

– 27 فبراير 2021 (مسيرة النهضة حضر فيها 60 ألف شخص، حسب حركة النهضة). نصاف بن علية: صوت صرصور الحقل.

– يونيو 2021، نصاف بن علية تقوم بزيارة إلى روسيا للتشجيع على السياحة في تونس ومناقشة النجاح التونسي (أي نعم) في مجابهة الفايروس.

-يوليو 2021، نصاف بن علية باكية: المنظومة الصحية انهارت.

هذه المرأة نموذج لكل ما هو فشل ورداءة وانتهازية وقلة حياء وكثرة غباء، وبإذن الله إذا الشعب هذا استرجل يوما ما وخرج لمحاسبة مرتكبي أكبر جريمة إبادة ضده (16 ألف تونسي = ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا + ضحايا مجزرة الحرم الإبراهيمي + مجزرة دير ياسين + ضحايا حرب تموز 2006 + ضحايا مخيم جنين وحروب غزة الأخيرة) ستكون مسؤولية نصاف بن علية كمسؤولية عبدالله القلال في ما حصل في التسعينات.