أمين ناسور لـ"العرب": المسرح يجب أن ينطلق من ثقافته وهويته المحلية إلى الكونية

مخرج مسرحي ينقل حكايات القبائل المغربية للمتلقي العربي.
الاثنين 2024/01/29
تكنزا أسطورة مغربية

يحكي المخرج المسرحي المغربي أمين ناسور في حوار مع “العرب” عن مصدر عرضه الفني الجديد، وعن فوزه بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في مهرجان المسرح العربي الذي انعقد ببغداد.

الرباط – يعتبر المسرح من أهم وسائل التعبير الثقافي في المجتمعات. وفي المغرب تقوم هذه الفنون الأدائية بدور كبير في إبراز جذور الهوية الثقافية، ودمج عناصر غنية من التراث الأمازيغي والعربي. ويتيح ذلك للجمهور فهما أعمق للتنوع الثقافي والتاريخ الغني للمملكة، مما يساهم في تعزيز الوعي حول جذور الهوية المغربية.

ومن خلال الشخصيات والقصص التي تقدم في المسرحيات، يتم إبراز التنوع الثقافي للمغرب، إذ يظهر المسرح كأداة فعالة لنقل رسائل حول التسامح والتعايش الثقافي، ويسهم في نقل فهم أعمق للعلاقات بين مكونات المجتمع المغربي.

إبراز التنوع الثقافي للمغرب
إبراز التنوع الثقافي للمغرب

ويتعامل المسرح المغربي أيضا مع القضايا المعاصرة التي تؤثر على الهوية الثقافية، مثل التحولات الاجتماعية والاقتصادية. ويوفر منصة لمناقشة هذه القضايا بطريقة فنية، مما يعزز التواصل والفهم المتبادل. كما يبرز جذور الهوية الثقافية المغربية كوسيلة قوية للتعبير الفني، إذ يعزز فهمنا للماضي ويساهم في بناء مستقبل يتألق بتنوعه الثقافي والتاريخي.

ويستعرض هذا المقال دور المسرح في الكشف عن تفاصيل الهوية الثقافية المغربية وإبراز الجذور التي تشكل أساسا لها، من خلال حوار أجرته صحيفة “العرب” مع المخرج المسرحي أمين ناسور حول مسرحيته “تكنزا قصة تودة” الفائزة بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي بمهرجان المسرح العربي ببغداد في ختام الدورة 14.

يتناول العرض المسرحي “تكنزا قصة تودة” للمخرج المسرحي أمين ناسور مفهوم ثقافة الاختلاف. فرغم بهرجة المدينة تختار تودة العودة إلى جذورها. تعود إلى قريتها حبلى بأفكار الحرية، حيث يقوم عرض تكنزا على قصة من التراث وتحديدا من أسطورة متداولة بين قبائل جبال الأطلس الكبير الفاصلة بين سهول الحوز وواحة درعه.

العمل المسرحي من تأليف طارق الربح وإسماعيل الوعرابي وأمين ناسور، وإخراج أمين ناسور. وتستلهم المسرحية من التراث الثقافي دلالتها وأبعادها الفرجوية والمسرحية. وهو عمل إبداعي يغوص في عمق التاريخ ويعمل على التعريف بخصوصيات جهة مدينة ورزازات الثقافية والحضارية.

يقول المخرج المسرحي أمين ناسور لـ”العرب” حول إمكانية توقعه الفوز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي بمهرجان المسرح العربي ببغداد: “صراحة، ليست مسألة توقع الفوز. ولكن كنا نعلم أننا سننافس بقوة على الجائزة لأن تجربتنا كانت مختلفة. وكانت تحمل الكثير من الاجتهاد وأيضا الهوية والطابع المغربي الأصيل، خصوصا في الثقافة والثغرات في الجنوب الشرقي المغربي”.

كنا نعلم أننا سننافس بقوة على جائزة مهرجان المسرح العربي لأن تجربتنا مختلفة وتحمل الكثير من الاجتهاد
كنا نعلم أننا سننافس بقوة على جائزة مهرجان المسرح العربي لأن تجربتنا مختلفة وتحمل الكثير من الاجتهاد

ويوضح “كنا نعمل أيضا على فرضية مغربية أصيلة وهي أحواش، ولكن بمعالجة درامية مختلفة وعصرية تحمل الكثير من الجماليات الجديدة. وبالتالي، كنا نعلم أننا سنخلق الاختلاف في منافسات المهرجان لأنني أؤمن بأن المسرح يجب أن ينطلق من ثقافته وهويته المحلية إلى الكونية”.

وفي حديث عن أهدافه وطموحاته من هذه المسرحية، يقول المخرج المغربي: “أولا، الاشتغال مع فرقة فوانيس من مدينة ورزازات وعلى الموروث الثقافي والفني للمنطقة هو رد الاعتبار لجذوري وأصولي لأنني أنتمي لتلك المنطقة. وبالتالي، هو حنين للأصل والجذور من أجل رد الاعتبار لهذا الأصل مسرحيا. وثانيا، هو جزء من مشروع طموح للفرقة التي تعمل على تحقيق الثراء الفني والمحلي، من خلال مجموعة من البرامج الثقافية والفنية. جاءت مسرحية “تمنته” كنقطة تحول في مسار الفرقة نحو عوالم الاحتراف وتحقيق الثقافة المحلية مسرحيا، ولكن بعرض يتسم بإمكانات ضخمة وتوليفة فنية متنوعة، وبمجموعة من الجماليات والفنون التي ارتبطت بالمسرح من أجل خلق فرجة متناغمة لها طابعها وسماتها الخاصة”.

 وفي حديثنا عن أعماله القادمة يشير أمين ناسور: “هناك عدة مشاريع قيد الدراسة، ولكننا نعمل حاليا على إنتاج مسرحية مع فرقة مسرح الحي. فنحن نعيد إحياء هذه الفرقة بتصور جديد وجيل جديد. و فرقة مسرح الحي تأسست في حقبة زمنية شهدت ظهور عدة فرق مسرحية، حيث كان المغرب يشهد حركة مسرحية نشطة حظيت بمتابعة الجمهور واهتمام إعلامي، سواء كان ذلك في الإعلام السمعي البصري أو المقروء. وخرج مسرح الحي بتجديدات جديدة آنذاك، حيث اعتمد على البطولة الجماعية في الأعمال المسرحية. وأظهر جرأة في طرح قضايا ترتبط بالزمان وتتشارك مع الجمهور في مشاكله. بالإضافة إلى التلاقح الفني الجميل بين الجيل المؤسس لفرقة مسرح الحي والجيل الجديد الذي ينشط بقوة في الساحة المسرحية المغربية”.

14