"أمير الشعراء" ينظر في إنشاء خمس جوائز جديدة

ندوة في أبوظبي شهدت مداخلات وتساؤلات حول آليات العمل الداخلية فيها خاصة دور اللجنة التحضيرية، والتطورات المستقبلية التي يمكن أن تشهدها مسابقة أمير الشعراء وشاعر المليون.
الأربعاء 2019/01/30
علي بن تميم في واحدة من لحظات التكريم

نظمت مساء الاثنين الماضي بالعاصمة الإماراتية أبوظبي ندوة في مجلس محمد خلف المزروعي في منطقة الكرامة بأبوظبي، تحت عنوان “أمير الشعراء”، وقد شارك فيها أعضاء لجنة تحكيم برنامج “أمير الشعراء” الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وهم: الباحث علي بن تميم والناقد صلاح فضل والأكاديمي عبدالملك مرتاض، وأدار الحوار فيها الإعلامي عارف عمر.

أبوظبي- أكد الناقد صلاح فضل أن دراسته لأثر البرامج والمشروعات الثقافية التي تقدمها أبوظبي في محيطها العربي كشفت عن أنها تكاد تغطي فضاء الإبداع باستثناء بعض الثغرات اليسيرة، وقال في الندوة التي أقيمت بمجلس محمد خلف المزروعي حول برنامج “أمير الشعراء” والدور الثقافي لأبوظبي، “نحن نركز مثلا على الشباب من الشعراء، لكن ما شأن الكبار من الشعراء ينظرون إلينا بشيء من الحسد، وبشيء من الأحاسيس بأنهم لا تدركهم تلك الموجة الوضيئة، نقدم الشعر الموزون العمودي والتفعيلي، لكن الآلاف من الشباب يكتبون قصيدة النثر ولا يجدون فرصتهم معنا، نعظم شعراء بالعامية الخليجية، لكن شعراء العاميات الأخرى لا يجدون فرصتهم، نجد كلمات الأغنيات تتدهور لدينا لأن المغنين والملحنين لا يجيدون اختيار الكلمات كما كانت الأجيال الأولى تجيدها، أيضا نجد أن النقاد لا يجدون حظهم في هذه المشروعات”.

واقترح فضل على اللواء فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، تبني إنشاء مجموعة من الجوائز تتم رسالة هذه البرامج يطلق عليها الجوائز الكبرى للشعر وهي خمس: جائزة لكبار الشعراء وجائزة لشعراء العاميات وجائزة شعراء قصيدة النثر وجائزة لكلمات الأغنية وجائزة النقد.

وفي كلمته ترحم فضل على روح المثقف الإماراتي الراحل محمد خلف المزروعي، وقال “يتملكني قدر عظيم من الشجن وأنا أحضر هذا المجلس لأول مرة وأستحضر روح الفقيد محمد خلف المزروعي الذي كان أول من أشعل شعلة الثقافة حبا وولاء وتضحية وإخلاصا بذهن متقد وعقل محيط بجوانب الثقافة المختلفة مستلهما الإرادة الرفيعة لولي العهد الشيخ محمد بن زايد، قدر لي أن أشهد انطلاق هذه الأنشطة وأرى كيف تتحول أبوظبي إلى قبلة للمعرفة وكعبة للثقافة ومنارة للعلم منارة تضيء لا أرجاء الخليج فحسب وإنما أنحاء الوطن العربي بأكمله، وتقدم هذه الصورة الذهبية لإنسان عربي وهو يصنع معرفته وثقافته وأدبه وإبداعه في الكلمة والصورة والنغم واللوحة وكل التشكلات الثقافية”.

وأضاف “كنت أرقب ازدهار هذه المنارة عبر العقدين الماضيين وأشعر أن الدور الذي تقوم به أبوظبي في هذه المجالات بأكملها يعطي دفعة جديدة لمرحلة واعدة من التاريخ، لا يقتصر ذكر العرب فيها على أنها تلك الأمة التي تفرخ الإرهاب وتخيف العالم وتهدد العواصم كما داهمتنا موجات ظلامية أساءت إلى سمعتنا، وليس هناك أجمل من الفن والشعر والسينما والتشكيل، أجمل من الفنون والآداب والمعارف وبقية فروع الثقافة من أن تعيد للروح العربية توازنها وتعيد للإنسان العربي مساره الصحيح على درب الحرية والتقدم والإسهام الفعال في صناعة الحضارة”.

صلاح فضل: ليس هناك أجمل من الفن والشعر سلاحا ضد موجات الظلامية
صلاح فضل: ليس هناك أجمل من الفن والشعر سلاحا ضد موجات الظلامية

ورأى الباحث علي بن تميم أن البرامج الثقافية والتراثية لدولة الإمارات تدخل في صلب التحولات الكبرى، وقال إن “ما نتطلع إليه في برنامج ‘أمير الشعراء’ هو أن يدرك الشاعر المشارك تلك العلاقة الفذة التي يمكن أن تجمعه بتراثه، وهو الأمر الذي تنظر له دولة الإمارات في علاقتها وبرامجها، هذا التطلع إلى الماضي واستغلاله في القصيدة الفصيحة اليوم، والتي هي تعد جزءا مهما جدا من مكون أمير الشعراء والبرامج الثقافية التي تنهض على إمارة أبوظبي، هو في الواقع نظرة إلى التراث نظرة تجديدية معاصرة يمكن من خلالها تحديد التقاليد الصالحة لكل عصر، إذن ما نتطلع إليه هو تلك القصيدة التي يرى الشاعر فيها فسحة مهمة للماضي وفي الوقت نفسه يكون قويا ومضيفا في قراءة هذا الماضي ويقدم قصيدة قوية مُتجاوزة تُتيح له مجالا في أن يشغل مكانا في ظل هذا الازدحام، ولعل هذا ما يكسب برامج أبوظبي فرادتها”.

وتحدث عبدالملك مرتاض عن مكانة أبوظبي الثقافية، وقال “أتصور أن مدينة أبوظبي ليست كأي مدينة عربية ولا حتى أجنبية، هذه المدينة تعمل كخلية النحل وأن البرامج الكثيرة ذات المستوى الإقليمي وأحيانا المستوى العالمي هي مخيرة ومقدرة وحافظة بعناية شديدة، مدينة لا تشتغل بالثقافة فقط أو مسابقتي أمير الشعراء وشاعر المليون وهما أعظم مسابقتين في تاريخ هذه الأمة، لكنها تنظم مسابقات في الرياضة والإعلام والتعليم وأنشطة أخرى عامة، ومن ثم الجانب الشعري هو جزء مكمل لهذه الأنشطة الكثيرة للمدينة”.

وأكد مرتاض في رده على ارتفاع نسبة الشاعرات المتنافسات في البرنامج لهذا العام، قائلا “إن المرأة العربية ولدت شاعرة وقد ذهبت إلى أكثر من ذلك في كتابي ‘نظرية اللغة العربية’ إلى أن اللغة العربية هي لغة أنثى، وليس كما ذكر بن سيده ومجموعة من تلاميذه، هذا بالإضافة إلى الحضور اللغوي للمرأة ومجموعة كبيرة من الضمائر التي توجد في النحو العربي ولا توجد في نحو اللغات الأوروبية المعاصرة”.

وأضاف “أن عدد الشاعرات بدأ يتكاثر وبدأت الشاعرة العربية تفرض نفسها على المسابقة من أقصى بلاد المغرب إلى أقصى بلاد المشرق، وهذا يدل على تطور الثقافة وتطور الاهتمام بهذا البرنامج بالذات وعلى حرص المرأة على أن تفرض حضورها في المجتمع وفي مجال الإبداع الشعري، لقد كاد يكون عدد الشاعرات اللاتي
تقدمن للترشح للبرنامج متعادلا مع عدد الشعراء، فمثلا كانت هناك من الجزائر ما يفوق 50 شاعرة في حين في السابق لم يكن هذا العدد يتجاوز الخمس شاعرات، وهذا ينطبق على مجموعة من الأقطار العربية ما عدا تونس وموريتانيا هذا العام جاء عدد قليل جدا من الشاعرات منهما”. وختم مرتاض “إنني أتصور أن على المرأة العربية أن تصبح أميرة للشعراء”.

وشهدت الندوة التي أدارها عارف عمر العديد من المداخلات والتساؤلات حول آليات العمل الداخلية فيها خاصة دور اللجنة التحضيرية، وحول استمرارية لجنتي التحكيم سواء في مسابقة أمير الشعراء أو شاعر المليون، والتطورات المستقبلية التي يمكن أن تشهدها المسابقتان.

15