أميركا تعاقب أفغانستان لمنع انهيار اتفاقها مع طالبان

واشنطن تهدد بقطع مليار دولار من مساعداتها لكابول للضغط على المتخاصمين السياسيين الأفغان لإيجاد حل سياسي.
الأربعاء 2020/03/25
حزم أميركي في تسوية خلافات الفرقاء الأفغان

واشنطن - تعتزم الولايات المتحدة قطع مليار دولار من المساعدات المقدمة إلى أفغانستان في خطوة تهدف إلى الضغط على الخصمين اللدودين عبدالله عبدالله والرئيس أشرف غني للاهتداء إلى حل سياسي ينهي خلافاتهما ويؤسس لحوار مع حركة طالبان المتمردة.

وتم الإعلان عن هذا القرار على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مساء الاثنين حيث أكد أنّ بلاده ستقتطع مليار دولار من مساعدتها لأفغانستان بسبب استمرار النزاع على السلطة بين غني ومنافسه عبدالله.

وقال بومبيو في بيان صدر في أعقاب زيارة قام بها إلى كابول واستمرّت ثماني ساعات فشل خلالها في إقناع طرفي الأزمة في تشكيل حكومة وحدة وطنية “نحن مستعدّون لاقتطاع مليار دولار إضافي في 2021”، مضيفاً أنّ “الولايات المتّحدة تشعر بخيبة أمل من القادة الأفغان وممّا يعنيه سلوكهم لأفغانستان ولمصالحنا المشتركة”.

وأضاف “سنبادر أيضا بإجراء مراجعة لكل برامجنا ومشروعاتنا لتحديد التخفيضات الإضافية وإعادة النظر في تعهداتنا لمؤتمرات تعقد في المستقبل للمانحين لأفغانستان.

وبالإضافة إلى هذا القرار تحاول الولايات المتحدة “تدبر أمرها” من نواحي أخرى لمنع انهيار الاتفاق التاريخي الذي وقعته مع طالبان حيث التقى بومبيو الاثنين بعدد من مسؤولي الحركة في العاصمة القطرية. وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في بيان الثلاثاء، إن الاجتماع الذي عُقد بالدوحة في وقت متأخر  الاثنين ركز على تنفيذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، وخاصة ما يتعلق بالإفراج السريع عن السجناء.

وأضاف مجاهد أن الجانبين اعترفا بأن التنفيذ الأفضل للاتفاق سوف يمهد الطريق لإجراء محادثات بين الأطراف في أفغانستان ولترتيبات سياسية مستقبلية وسلام دائم ووقف لإطلاق النار.

وأكد بومبيو لطالبان أن القوات الأميركية تنسحب من أفغانستان وفقا للاتفاق الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة والجماعة المسلحة خلال الشهر الماضي.

وزار المسؤول الأميركي الرئيس الأفغاني أشرف غني في قصره قبل الاجتماع مع خصمه السياسي اللدود عبدالله عبدالله ويقول كلاهما إنه الرئيس الشرعي للبلاد بعد انتخابات متنازع على نتيجتها في سبتمبر الماضي.

Thumbnail

وعرقل موقف كل منهما تشكيل فريق تفاوض لتمثيل الحكومة الأفغانية في محادثات مقررة مع طالبان.

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية إن الغرض من زيارة بومبيو كان محاولة التوسط لإبجاد حل بين الرجلين اللذين تشبثا بمواقفهما.

وقال المسؤول “الخوف من أنه إذا لم تحل هذه الأزمة قريبا، فقد يؤثر هذا على عملية السلام. اتفاقنا مع طالبان يمكن أن يتعرض للخطر”.

ولم تكن الحكومة الأفغانية طرفا في الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان، الذي وُقع في الدوحة في 29 فبراير الماضي، لكن الاتفاق يهدف إلى تمهيد الطريق أمام طالبان للتفاوض مع الحكومة الأفغانية وشمل اتفاقا بانسحاب القوات الأجنبية ينهي عمليا أطول حرب شاركت فيها الولايات المتحدة.

لكن المفاوضات الرسمية لم تبدأ بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وساهم في ذلك الخلاف بشأن إطلاق سراح سجناء والنزاع بين غني وعبدالله.

وناشد المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد الجانبين الأسبوع الماضي التحرك سريعا لإطلاق سراح السجناء وهو شرط حددته طالبان لبدء المحادثات. وأضاف أن انتشار وباء كورونا زاد من ضرورة الإفراج عن السجناء.

ومع بلوغ عدد حالات الإصابة في أفغانستان الـ40 حالة تتنامى المخاوف من أن آلاف العائدين إلى ديارهم يوميا من إيران المجاورة ربما يساهمون في زيادة انتشار الفايروس في دولة تهالكت فيها أنظمة الصحة العامة بسبب سنوات الحرب.

وقال مسؤولون إن طالبان والحكومة عقدتا اجتماعا عبر تطبيق سكايب الأحد، للبحث في مسألة الإفراج عن السجناء.

ووسط هذا المأزق السياسي وتواصل القتال إلى جانب انشغال العالم بأسره بمكافحة تفشي وباء كورونا، برزت مخاوف من تراجع احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام أفغاني داخلي.

5