ألوان جدارن 2020 تركز على هدوء المنزل

الصحة في وقتنا الراهن أصبحت صناعة عالمية تبلغ قيمتها 4.2 تريليون دولار، وتراهن علامة ديليكس على أننا سنرغب في جلب شعور بالراحة إلى منازلنا من خلال الألوان.
السبت 2019/09/14
الأخضر أكثر واقعية

أكد خبراء الديكور أن اتجاهات ألوان جدران المنازل لسنة 2020 لا يمكنها تجاهل التطورات التي تلف العالم، حيث أنها لا تختلف كثيرا عن صيحات الموضة، والتي تعتمد بشكل كبير على الأحداث الجارية والمناخ وحالة كوكب الأرض، لذلك تتميز هذه السنة بألوان ناعمة مثل الأخضر الفاتح الذي يرتبط بالطبيعة.

لندن- كشفت علامة الطلاء ديليكس كلر العالمية عن لون طلاء المنزل لعام 2020 وهو الأخضر الفاتح، حيث وصفته ماريان شيلينغفورد، المديرة الإبداعية للشركة قائلة إن “هذا اللون الذي يقع بين الأرض والسماء في صباح ضبابي”.

وجاء هذا الاختيار تتويجا لحوالي 18 شهرا من البحث الذي قامت به شركة ديليكس بناء على مشورة فريق من الخبراء من مجالات التصميم الداخلي والهندسة المعمارية، فضلا عن خبراء الأزياء، الذين لا ينظرون فقط إلى الألوان الرئيسية الناشئة في الأزياء والتصاميم العالمة ولكن أيضا في العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مثل ما يشتريه الناس، وأين نسافر، وما نريده ونحتاج إليه أكثر.

ووفقا لشيلينغفورد فإن “اتجاهات الألوان هي رحلة، وليست تاريخا مثيرا”. وتضيف “قد تبني نظرتك حول أريكة، لكننا نبني نظرتنا حول الشخص الذي يجلس على تلك الأريكة، وتفكيرنا مسلّط على أن الشخص الجالس على الأريكة يريد أن يصدّ ضجيج العالم الخارجي ويخلق مكانا هادئا في المنزل”.

وتوصلت نتائج البحث إلى أن وجود بعض القلق بشأن رقمنة العالم مع بروز الروبوتات والذكاء الاصطناعي، والانشغال الساحق مع حالة كوكب الأرض، لذلك ربما كان الظل الأخضر الطبيعي هو الخيار المنطقي.

ومن جانبها أكدت مستشارة التصميم والكاتبة ومقدمة البرامج التلفزيونية ميشيل أوغوندين، إحدى أعضاء لجنة خبراء ديليكس أن “هذا الخيار لا يتعلق بالاتجاه المألوف؛ هذا تحول اجتماعي بصورة أكبر، فالطريقة التي نعيش بها ليست مستدامة، لقد أوصلنا تلاميذ المدارس إلى الحديث عن التغير المناخي، وأطفال على المسرح العالمي يتحدث عن الاستدامة؛ كل هذه التحركات الأرضية للناس العاديين الذين يقولون “يمكنني إحداث تغيير، سوف أتغير”.

كما أشارت أوغوندين إلى أن معظم الناس، عند سؤالهم عن لونهم المفضل، سيقولون غريزيا إنه اللون الأزرق، الذي له دلالات على الانفتاح والتفكير في زرقة السماء وتجدد الأفكار؛ في حين أن ما نبحث عنه الآن، في عالم غير مستقرّ هو توجّه أكثر واقعية والأخضر أكثر واقعية؛ إنه موجود هنا على الأرض.

وأضافت موضحة “إذا وضعت شخصا في مساحة مليئة بالخضرة، فسيكون لذلك تأثير على جسمه، تماما مثل المشي في الطبيعة له تأثير على أجسامنا”.

تحول اجتماعي بصورة أكبر
تحول اجتماعي بصورة أكبر

إن التوجّه الحالي لتصميم البيوفيليك -وهو مصطلح صيغ في الثمانينات من القرن الماضي وهو ما يعني حب الطبيعة- كان له تأثير على اختيار الأخضر الفاتح كلون سنة 2020، وأظهرت الدراسات أنّ الغرف المزينة بألوان ومواد طبيعية، وتتمتّع بإطلالات على الطبيعة، يمكن أن تُحدث تغييرا إيجابيا في الصحة البدنية والعقلية للناس، وعلى سبيل الذكر لا الحصر تجعل الأطفال في الفصول الدراسية لديهم مستويات أعلى من التركيز، وتساعد موظفي المكاتب على العمل بشكل أفضل، كما تساعد المرضى في المستشفى على الشعور بألم أقلّ.

وأشارت الدراسة إلى أن الصحة في وقتنا الراهن أصبحت صناعة عالمية تبلغ قيمتها 4.2 تريليون دولار، بزيادة 80 بالمئة عن السنتين الماضيتين، وتراهن ديليكس على أننا سنرغب في جلب شعور بالراحة إلى منازلنا من خلال الألوان. ونبّهت إلى أن الهدف الأساسي لا يرتبط بتشجيع الأسر على إعادة طلاء غرفهم باللون الأخضر الفاتح بالكامل.

وأشارت أوغوندين قائلة “الخطر يكمن هنا في أن الناس يعتقدون أننا نقول أنهم يجب أن يرسموا كل شيء بهذا اللون”، مضيفة “سأقلق إذا غطى الناس منزلهم باللون الأخضر بالكامل، هنا نحتاج إلى التوقف والتفكير، كيف أشعر تجاه هذا اللون؟ مع أيّ لون؟”.

وتتابع موضحة “يجب استخدامه دائما مع أشياء أخرى، ومواد أخرى؛ يجب أن يكون مكوّنا داخل مكوّنات أخرى. وإذا كنتَ ترغب في ذلك، يمكنك تقديمه بطريقة تناسبك. بالنسبة إلى بعض الناس قد يكون جدارا كاملا، وبالنسبة إلى البعض الآخر قد يكون مجرّد إكسسوار في المنزل”.

وأكد الخبراء أنه بفضل لونه الفاتح وإحالته على الطبيعة يتماشى الأخضر الفاتح مع الأخشاب الداكنة والأخشاب الفاتحة، والأبيض أو الأسود، ومجموعة أخرى من الألوان، كما أشاروا إلى أنّ هذا اللون من المرجّح أن يجد ميزة في جميع المجالات.

كما أوضحت شيلينغفورد أن ظلال الأخضر هذه هادئة ومريحة للعين، حيث أن العين البشرية قادرة على اكتشاف النغمات الخضراء بسهولة أكبر من أيّ لون آخر، كما أفادت “نرى اللون الأخضر أكثر من أيّ لون آخر،لا يطلب منّا أي شيء إنه من السهل حقّا النظر إليه، وهو لون بسيط وسهل العيش معه، دون اعتبار لذوقك المحافظ”.

وأضافت “اللون الأخضر سيجعل الغرفة تبدو أكبر، وتشعرك بأنها أكثر اتساعا عندما تكون فيها، لأنها خضراء، فهي تجعل المرء يعمل دون عناء، إن الأمر يشبه إضافة نباتات إلى المنزل”.

وترى شيلينغفورد أن الطبيعة الهادئة للظل ستساعد على خلق مساحة يمكن للشخص النوم فيها بشكل أكثر هدوءا والعمل بشكل أكثر فاعلية، وتشعره عموما بالتحسن، وتعلّق قائلة “هذا اللون قويّ بشكل لا يصدق”، وتوافقها أوغندهين قائلة “يمكن للون الأخضر أن يغيّر الطريقة التي تشعر بها، وسيكون ذلك شيئا جيّدا”.

ونصحت شيلينغفورد بالجمع بين لونين عند القيام بطلاء جدران المنزل يجعل الغرفة تشعرك بأنها أوسع، كما أنه يبث إلى الذهن أفقا طبيعيا يمنحنا شعورا بالتوازن والهدوء.

وأشار الخبراء إلى أن الزخارف والشبكات السلكية تظهر في كل مكان في التصاميم الآن، حيث تظهر على كل شيء بدءا من الملحقات والأقمشة وحتى السجاد، ولذلك من الممكن تنفيذ نمط الشبكة.

الغرف المزينة بألوان طبيعية، وتتمتع بإطلالات على الطبيعة، يمكن أن تحدث تغييرا إيجابيا في الصحة البدنية والعقلية

وتقول شيلينغفورد إن “استخدام ألوان متعدّدة على جدران مختلفة بألوان باهتة، ينتج عنه ذلك مظهرا مهدئا للغاية، جدار بلون أخضر باهت إلى جانب آخر بلون زهري غامق والآخر بلون رمادي، على سبيل المثال. ربما مع الأجزاء العلوية والسفلية من الجدار بألوان متناقضة قوية، إنها مظهر جريء ونشط. تأكد من أن الألوان التي تختارها لها عمق نغمة مماثل لتجنّب الكثير من الصدام”.

ويؤكد خبراء الديكور من جهة أخرى أن اللون الأبيض يظلّ أفضل لون يمكن اختياره لطلاء الجدران لعدّة أسباب من بينها أنّ الجدران البيضاء تتناسب مع جميع أنواع الديكور، وعندما تكون الجدران بيضاء، يمكنك تزيينها بالكثير من اللوحات الملائمة.

كما تعتبر الجدران البيضاء خلفية مناسبة تسمح بإبراز الألوان الأخرى، سواء أكانت ألوانا فاتحة أم غامقة، كما أنها تتناسب مع جميع أنواع الأثاث ولا يمكن أن تتناقض مع أيّ لون آخر.

وقال المختصّون إن اللون الأبيض يُضفي المزيد من الرقي على الجدران والأسقف ويعزّز الأناقة الداخلية للمنزل، ونظرا إلى أنه لون مُشرق، فإنه يجعل الغرفة تبدو مشرقة وساطعة، يعزّز إضاءة المكان بشكل فعّال.

وقالوا إن الجدران البيضاء الناصعة هي أسهل طريقة لجعل الغرفة تبدو أكبر. لذلك إذا كنتَ تعيش في شقق ذات مساحة صغيرة، فإنّ هذا اللون يعدّ خيارا رائعا، بالإضافة إلى سهولة صيانته.

21