ألمانيا تدعو بروكسل للاستعداد لبريكست دون اتفاق

بروكسل – قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا ستواصل الجهد من أجل التوصل لشراكة جديدة مع بريطانيا بحلول نهاية العام الجاري، لكن على الاتحاد الأوروبي أن يستعد أيضا لانفصال مفاجئ دون اتفاق بدءا من 2021.
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي في يناير وهي حاليا في فترة انتقالية مع الكتلة من أجل منح الطرفين الوقت لتشكيل علاقة جديدة في كل شيء بدءا من التجارة ووصولا إلى الأمن.
وقالت ميركل للبرلمان الأوروبي الذي تتناوب الدول رئاسته وتتولى ألمانيا رئاسته حاليا حتى نهاية العام “التقدم في المفاوضات حتى الآن كان محدودا، إذا وصفناه دبلوماسيا”.
وأضافت “اتفقنا مع المملكة المتحدة على إسراع مسار المحادثات، سأستمر في الدفع من أجل حل جيد لكن علينا أيضا أن نستعد لاحتمال سيناريو عدم التوصل لاتفاق”.
وقاومت بريطانيا حتى الآن ضغط الاتحاد الأوروبي للالتزام بروابط وثيقة في مجالات تتراوح بين المصايد السمكية وتنسيق معايير المنافسة إذ يريد رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي كان من دعاة الانفصال عن الاتحاد، اتفاقا تجاريا محدودا فحسب.
وتستأنف المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي الثلاثاء في لندن مفاوضاتهما الهادفة إلى تقليص الهوة بينهما حول علاقاتهما في مرحلة ما بعد بريكست، لكن فرص إيجاد تسوية تتضاءل مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدّده البريطانيون.
وكانت المفاوضات مقررة أساسا الاثنين، لكنها أرجئت في اللحظة الأخيرة إلى الثلاثاء، كما أكد الطرفان دون إعلان سبب.
وقالت الحكومة البريطانية إن المفاوضات المقبلة ستعقد بشكل “أكثر رسمية قليلا” من سابقاتها. وأكد متحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون “الهدف هو أن نرى ما يمكننا تحقيقه من تقدم”.
وأفاد متحدث باسم المفوضية الأوروبية أن الأسبوع المقبل يفترض أن يشهد “سلسلة لقاءات على المستوى التقني بين الخبراء” بين الثلاثاء والخميس.
وبعد خروجها في 31 يناير من الاتحاد الأوروبي بعد شراكة استمرت 47 عاما، تفاوض بريطانيا حاليا بروكسل لمحاولة إقامة علاقة تجارية مفيدة مع التكتل الأوروبي بعد نهاية الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر القادم.
وبعد أسابيع من المفاوضات عبر تقنية الفيديو، انتهت أول جولة مفاوضات مباشرة الأسبوع الماضي في بروكسل شارك فيها المفاوضان البريطاني مايكل فروست والأوروبي ميشال بارنييه على تباينات كبيرة لا تزال قائمة بين الطرفين.
وقال فروست إن “خلافات كبيرة” لا تزال قائمة بين لندن والاتحاد الأوروبي بشأن علاقاتهما في مرحلة ما بعد بريكست.
وأبلغ جونسون ميركل الثلاثاء أن بريطانيا مستعدة للمغادرة على أساس الشروط القائمة بين التكتل وأستراليا إذا لم تتمكن من الوصول إلى اتفاقية تجارية للمستقبل.
وأستراليا ليست لديها اتفاقية تجارية شاملة مع بروكسل، حيث أن معظم تدفقات التجارة بينهما تنظمها قواعد منظمة التجارة العالمية، على الرغم من وجود بعض الاتفاقات بشأن بضائع معينة. ويأتي ذلك بينما يقترب الموعد النهائي لإنهاء المفاوضات، ومعه خطر عدم التوصل إلى اتفاق، ما من شأنه أن يكون مدمرا لاقتصادات تعاني أصلا جراء وباء كورونا.
ويود جونسون حسم إمكان التوصل إلى اتفاق اعتبارا من يوليو، في حين يرى الأوروبيون أن اتفاقا يصبح ممكنا في أكتوبر، معتبرين أن ذلك يترك ما يكفي من الوقت للدول الأعضاء وبريطانيا للمصادقة على الاتفاق بشأن العلاقة الجديدة.
وإذا لم يتمكن الطرفان من التوافق، ستُطبق اعتبارا من يناير 2021 على العلاقات التجارية بين الشريكين السابقين، قواعد منظمة التجارة العالمية وما تقتضيه من رسوم جمركية مرتفعة.
ويثير هذا الاحتمال خشية الشركات البريطانية التي ترغب في أن تُبلّغ في أسرع وقت باحتمال التوصل إلى اتفاق أم لا، حتى تتمكن من الشروع بشكل سريع في خطة طوارئ مكلفة في حال الخروج دون اتفاق.
ويختلف الطرفان خصوصا على هامش الاستقلالية البريطانية عن المعايير الأوروبية في مجالات المساعدات الحكومية للاقتصاد والبيئة وحقوق العمل.
ويرغب الأوروبيون في أن تواصل لندن تطبيق بعض المعايير الأوروبية خشية بروز منافس لهم على حدودهم، مقابل اتفاق خال من قواعد جمركية. لكن لندن ترفض ذلك باعتبار أنه يخل بسيادتها التي استعادتها بعد بريكست في تلك المجالات.
وترفض لندن القبول بأن تُطرح الخلافات التجارية في المستقبل أمام محكمة العدل الأوروبية. كما تود الاحتفاظ بجزء أكبر من مناطق الصيد البحري التي تتقاسمها مع الدول الأعضاء.