أكوا باور السعودية تدعم مشاريع الطاقة المستدامة في تونس

600 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سينتجها المشروع على مراحل وتصديرها إلى أوروبا.
الاثنين 2024/06/03
أساسات قوية لطاقة المستقبل

تونس- تلقت تونس دعما جديدا في مسار التحول الأخضر عندما وقعت شركة أكوا باور السعودية اتفاقية لتنفيذ مشروع جديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والذي بدأت الحكومة في التركيز عليه مؤخرا.

وأبرمت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية نهاية الأسبوع الماضي، مذكرة تفاهم مع أكوا باور لدراسة تنفيذ المشروع البالغ قدرته 600 ألف طن من الهيدروجين الأخير سنويا على ثلاثة مراحل، وتصديره إلى الاتحاد الأوروبي.

وتأتي الشراكة، في ظل سعي الشركة السعودية لتوسيع محفظة مشاريعها من الهيدروجين الأخضر، حيث تجري أعمال التطوير في مصنع نيوم للهيدروجين الأخضر. وهذا المشروع مشترك مع أير برودكتس ونيوم، لإنشاء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بقدرة إنتاج تصل إلى 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا.

وبموجب الاتفاقية ستعمل الشركة على إنشاء وتشغيل وصيانة وحدات لتوليد الكهرباء بقدرة إنتاجية تصل إلى 12 غيغاواط من الطاقة المتجددة. ويشمل ذلك أنظمة التخزين وخطوط النقل، فضلاً عن محطة لتحلية المياه وأجهزة تحليل كهربائي، ومشاريع بنية تحتية لإتاحة الربط المباشر بخط الأنابيب الرئيسي.

ويدعم المشروع الجديد، الإستراتيجية التونسية للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، والتي تم الإعلان عنها في أكتوبر من العام الماضي، لإنتاج 8.3 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنويا. وتتضمن الإستراتيجية تصدير ما يزيد عن 6 ملايين طن من المنتج إلى أسواق الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050.

وكانت إيطاليا قد أبدت الشهر الماضي دعماً لخطة طموحة جديدة تهدف إلى زيادة واردات أوروبا من الطاقة النظيفة منخفضة التكلفة التي سيجري إنتاجها في تونس والجزائر. واجتمع مسؤولون إيطاليون مع المديرين التنفيذيين لما يطلق عليه مشروع مدلينك، في إشارة إلى استعداد روما لاستخدام ثقلها السياسي لدعم الخطة.

ويتطلب المشروع إنشاء تجهيزات وتشييد وحدات، من بينها ألواح طاقة شمسية، على أن تُصدّر الطاقة المنتجة بعدها إلى إقليمي توسكانا وليغوريا في إيطاليا عبر خطوط نقل بحرية، حسبما جاء في مستند سري عن المشروع، وفق وكالة بلومبرغ.

وستتضمن المرحلة الأولى من المشروع أكوا باور في تونس، تركيب وحدات طاقة متجددة بقدرة 4 غيغاواط، وسعة تحليل كهربائي بقدرة 2 غيغاواط، ومرافق تخزين البطاريات، لإنتاج 200 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر.

ويهدف المشروع إلى التصدير عبر ممر ساوث 2، وهو خط أنابيب تم تطويره بمبادرة من الشبكة الأوروبية لمشغّلي أنظمة نقل الكهرباء، ويحظى باهتمام من جانب الاتحاد الأوروبي، حيث يربط تونس بكل من إيطاليا والنمسا وألمانيا. وقال ماركو أرتشيلي، الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور “نهدف لتطوير جسر مشترك يصلنا بالاتحاد الأوروبي، والمساهمة في تحقيق أهداف تونس لخفض انبعاثات الكربون”.

وتعمل الشركة السعودية على تطوير مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوزبكستان، حيث ستسهم المرحلة الأولى من المشروع في إنتاج 3 آلاف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا، وتعتزم الشركة توسيع نطاق المشروع ليشمل مرحلة ثانية. ووقعت أكوا باور العام الماضي، على اتفاقية مع مصر لتطوير مشروع الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، باستثمارات تتعدى 4 مليارات دولار، حيث سيتم إنتاج 600 ألف طن من الأمونيا الخضراء.

وشكلت الشراكة التي أبرمتها وزارة الصناعة التونسية الاثنين الماضي، مع شركة توتال أنيرجيز الفرنسية ومجموعة فربوند النمساوية لتنفيذ مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا، تكريسا لمساعي البلد للحاق بنجاحات هذا القطاع.

ومن المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية للمشروع إلى مليون طن سنويا مع تركيز 25 جيغاواط من الطاقات المتجددة بقيمة استثمارية تناهز 8 مليار يورو في المرحلة الأولى على أن تبلغ 40 مليار يورو بحلول عام 2050.

10