أكراد سوريا يستجيبون عمليا لاتفاق "المنطقة الآمنة"

دمشق – أعلن المتحدث باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي الثلاثاء أن وحدات حماية الشعب الكردي التي تقود التحالف ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من قطاع على الحدود بين سوريا وتركيا وذلك بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا.
وتوصّلت الولايات المتحدة وتركيا الشهر الحالي بعد جولات من المحادثات الثنائية إلى اتفاق على إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، والحدود التركية، ولكن لا معلومات بعد حول عمق المنطقة، ومن سيقود القوات التي ستنتشر فيها.
وقال مصطفى بالي إن عرض الشريط الحدودي على الجانب السوري سيتفاوت ويشمل مناطق ريفية أو مواقع عسكرية وليس مدنا أو بلدات.
وأضاف أن وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ستفكك حواجز وصفها بأنها ذات طبيعة دفاعية هناك وستسلم السيطرة إلى المجالس العسكرية للمقاتلين المحليين.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا قد كشفت في وقت سابق بدء سحب مقاتلين في صفوف الوحدات الكردية من مناطق قرب الحدود مع تركيا، تنفيذا للاتفاق الأميركي التركي حول إنشاء “المنطقة الآمنة”.
وقالت الإدارة الذاتية في بيان “في إطار التفاهمات الثلاثية في ما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في الـ24 من الشهر الجاري البدء بالخطوات العملية الأولى وذلك في منطقة سري كانية- رأس العين بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة”. وتكررت الخطوات ذاتها، وفق البيان، في منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي في شمال البلاد. وشددت الإدارة الذاتية على أن هذه الإجراءات “تؤكد جدية التزامنا بالتفاهمات الجارية”. وأضاف البيان “جرى تسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية”.
وأنشأت الإدارة الذاتية مؤخرا مجالس عسكرية محلية في مناطق عدة تضم مقاتلين محليين مهمتهم حماية مناطقهم. والمنطقة الممتدة من تل أبيض حتى رأس العين هي ذات غالبية عربية، على عكس الجزء الأكبر من المناطق السورية الحدودية مع تركيا التي هي ذات غالبية كردية.
وكانت القيادة العسكرية الأميركية في المنطقة أعلنت السبت أن “قوات سوريا الديمقراطية دمرت تحصينات عسكرية” تنفيذا للاتفاق. وتعهد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي السبت ببذل “كل جهودنا لتحقيق التفاهم أو التوافق مع الدولة التركية” من أجل إنشاء المنطقة الآمنة.
وتنفيذا لبنود الاتفاق، أعلنت أنقرة السبت أن “مركز العمليات المشترك” التركي الأميركي لتنسيق كيفية إقامة هذه المنطقة “باشر العمل بكامل طاقته”.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إن “طائرات الاستطلاع المسلحة والمروحيات التابعة لنا موجودة في المنطقة، ونتوقع أن تدخل قواتنا إلى المنطقة قريبا”. وكان عبدي قد أعلن في وقت سابق هذا الشهر أن “عمق المنطقة بأكملها خمسة كيلومترات”، ولكن سيتراوح عمقها في بعض المناطق الواقعة بين رأس العين وتل أبيض “بين تسعة و14 كيلومترا”.
وتعد الوحدات الكردية شريكا رئيسيا للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. إلا أن أنقرة تعتبر عناصر وحدات حماية الشهب “إرهابيين” وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.
ويرى كثيرون أن تركيا تستخدم فزاعة وحدات حماية الشعب لقضم المزيد من الأراضي في شمال سوريا حيث تعتبر أنه جزء منها تم انتزاعه من خلال اتفاقية لوزان في عشرينات القرن الماضي.