أفغانستان تحاول بناء الثقة مع طالبان بالإفراج عن الأسرى

الحكومة الأفغانية تعلن أنها ستطلق سراح البعض من سجناء حركة طالبان من أجل إنجاح اتفاق السلام.
الخميس 2020/04/02
كابول تتعامل بحذر مع المتمردين

كابول – تستعد الحكومة الأفغانية لإطلاق سراح بعض أسرى حركة طالبان في محاولة منها لبناء ثقة مع المتمردين تؤسس لإجراء مباحثات جادة وذلك بالرغم من رفض الحركة فريق التفاوض الذي شكلته كابول.

وقال مسؤولون الأربعاء إن أفغانستان ستطلق سراح البعض من سجناء حركة طالبان هذا الأسبوع من أجل إنجاح اتفاق السلام الذي أبرمته الولايات المتحدة مع طالبان لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 20 عاما.

ووصل فريق من طالبان مكوّن من ثلاثة أعضاء إلى كابول الثلاثاء لبدء عملية مبادلة السجناء واجتمع مع مسؤولين أفغان على الرغم من إجراءات العزل العام المطبقة في البلاد للحد من انتشار وباء كورونا.

ووصف مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي هذه التطورات بأنها “أنباء طيبة”، وذلك بعد أسبوع من زيارته لزعماء أفغان في كابول وممثلين عن طالبان في الدوحة لحثّهم على المضيّ قدما في عملية السلام.

ولم يفوت بومبيو فرصة عقده مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء للتطرق لمشكلة رفض طالبان فريق التفاوض الذي شكلته حكومة الرئيس أشرف غني.

وأشاد بومبيو اليوم بفريق التفاوض التابع للحكومة الأفغانية الذي تم تحديده لإجراء محادثات مع حركة طالبان واصفا إياه بأنه يبدو واسعا وشاملا للجميع بشكل مقبول.

مجلس الأمن الدولي دعا إلى ضرورة ضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل التنظيمات الإرهابية لتهديد دول أخرى

وقال بومبيو في تعليقه على رفض طالبان للفريق الذي كوّنته الحكومة “لقد رأينا فريقا تم تحديده. يبدو أنه شامل بشكل مقبول، وواسع بصورة طيبة” مضيفاً أنه سعيد بذلك.

وتتوجّس الولايات المتحدة من العودة القوية للعنف في أفغانستان بعد توقيعها للاتفاق التاريخي مع طالبان لتسريع انسحاب قواتها من البلد الآسيوي، لكن وبإفراجها عن بعض أسرى المتمردين تبدي حكومة كابول استعدادا لإنجاح مسار السلام الأفغاني الذي يأتي في وقت يعيش فيه العالم بأسره أزمة صحية متعلقة بتفشي وباء “كوفيد – 19”.

وقال متحدث باسم طالبان الأربعاء إن مئة على الأقل من أعضاء الحركة سيُفرج عنهم قريبا كخطوة أولى لمبادلة ستة آلاف سجين تحتجزهم الحكومة الأفغانية والحركة المتشددة.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم المتمردين “مئة سجين سيفرج عنهم في الدفعة الأولى وبعد ذلك سينظر الطرفان في إمكانية الإفراج عن مئة كل يوم”.

وأضاف المتحدث أن المشاورات جارية بشأن الجوانب الفنية لعملية الإفراج عن السجناء وتوفير الفحص الطبي لهم وتابع أن إجراءات العزل العام بسبب تفشي فايروس كورونا تزيد من التحديات.

وتأتي هذه التطورات في وقت يترقب فيه العالم انفراجة صحية لمواصلة العمل على إرساء سلام شامل في أفغانستان الغارقة في الفوضى منذ 20 عاما والتي هزها العنف وبشدة بعد توقيع الأميركيين والمتمردين اتفاق السلام. 

وتسبب هجوم نفذه تنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي في مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا.

وبالإضافة إلى هذا الهجوم تواصل حركة طالبان هجماتها وهو ما يعزز المخاوف من انزلاق أفغانستان مجددا نحو مربع العنف.

وعلى ضوء هذه المعطيات دعا مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، إلى ضرورة ضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، لتهديد أو مهاجمة أيّ دولة أخرى. وأدان المجلس، في بيان له “الهجمات الإرهابية الشنيعة التي وقعت مؤخرا في أفغانستان، وأودت بحياة العشرات من المدنيين”.

5