أغاني ساحة التحرير موسيقى تصويرية للثورة العراقية

مثلت الأغاني الوطنية الحماسية حافزا للمحتجين العراقيين إذ ترجمت مطالبهم، ونقلت آلامهم وآمالهم، وعبرت عن حلمهم بالحرية والكرامة، وواكبت تفاصيل ثورتهم.
بغداد - برزت الأغاني الوطنية الحماسية كمحرك للمحتجين العراقيين في ساحة التحرير.
وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر المحتجين يؤدون بعض الأغاني الحماسية في ساحات الاحتجاج.
وتؤدي فرق تتوزع في ميدان التحرير أغنيات سياسية محفزة للجماهير، حيث تقوم بإعادة صياغة أغان عراقية بما يواكب حركة الاحتجاجات الحالية، ومن ثم تؤديها في ساحة التحرير بين الجماهير. كما ابتكرت فرق عديدة أغاني سياسية ناقدة وساخرة.
وفي غياب الفرق تتكفل عربات التكتك بحمل الأجهزة الصوتية الضخمة، لإذاعة أغان حماسية، وانتشر فجر الأربعاء مقطع فيديو من ساحة التحرير يظهر المحتجين في ساحة التحرير يستمعون إلى أغاني فيروز.
وبالإضافة إلى أغاني فيروز لم تخل ساحات الاحتجاج من مواقف طريفة.
وانتشر في تويتر مقطع يظهر محتجين خلال الليل وهم يغنون ويرقصون على أنغام أغنية الأطفال الأشهر في العالم ”بايبي شارك” Baby Shark. وقال مغرّدون إن الفيديو يعود إلى تظاهرات ليلية في مدينة البصرة العراقية.
وعادت الأغنية السياسية لتحتل مكانة مهمة على الساحة الغنائية في العراق، واستحالت الأغاني وسيلة للتعبير عن الآراء السياسية خصوصا تلك المنادية بالتغيير.
يذكر أن قصة العراقيين مع الأغنية السياسية بطابعها الثوري بدأت بالانتشار في النصف الأول من القرن العشرين في العراق.
وكان نجوم الأغنية العراقية مواكبين لهذا الحراك، بعد أن انتقصت جماهيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي من وطنيتهم ووصلت المطالبات حد مقاطعتهم وإلغاء متابعة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعمد بعض الفنانين العراقيين إلى إصلاح الأمر عبر إطلاق أغان وطنية تغنت بها الجماهير في الساحات. فأطلق الفنان العراقي كاظم الساهر أغنية “إلى متى يا والدي العراق”.
وأطلق المغني حسام الرسام أغنية “العراق النا”، طغت عليها النبرة الحزينة بسبب ردود الفعل العنيفة على المظاهرات، من كلماتها “الوطن محتاج واحد يرفع الراس.. يلم بيده الشمل ويفرّح الناس”.
وعاد حسام الرسام الأربعاء ليغني على بطولات سائقي التكتك في أغنية حماسية، حيث تحول التكتك إلى أيقونة الثورة في العراق.
ونشر الموسيقار العراقي نصير شمة، على حسابه في فيسبوك أغنية وطنية تجمعه بالفنانة التونسية لطيفة، وعبر عن وقوفه وتضامنه مع المحتجين في بلده.
من جانبه أطلق الفنان حاتم العراقي أغنية جديدة للعراق، بمشاركة ابنه قصي بعنوان “صوت العراقي”. ونشر مجموعة فيديوهات من الثورة، ووضع عليها الأغنية الجديدة.
وعبرت كلمات الأغنية عن حق العراقيين في التظاهر وشرعيته من أجل تحصيل حقوقهم، والتمرد على القوانين التي أصدرها أشخاص “غير مسوؤلين” بالأساس.
وتقول كلمات الأغنية “والله تعبنا من الهم… انريد نعيش بخير ونعمر وطننا…”. وتضيف “بالروح بالدم نفديك يا عراق…”. كما وفي مقطع آخر، تقول الأغنية “بغداد هاد الحلوة ما نرضى دمعة بخدها”.
وكتب العراقي على حسابه على إنستغرام:
وكانت المطربة العراقية رحمة رياض، أول من أطلق أغنية مع بداية المظاهرات بعنوان “نازل آخذ حقي” دعما للشباب العراقي.
وأرفقت رياض أغنيتها بإهداء “إلى الشباب الذين وحّدهم حب الوطن رغم اختلاف مطالبهم. خرجوا بمظاهرات سلمية تدعو إلى الإصلاح من الفساد والخدمات المتردية ومستوى التعليم، خرجوا دون أن تقودهم جهة سياسية.. رافعين الأعلام العراقية فقط”.
وتتمتّع الأغاني الوطنية بقدرة كبيرة على توحيد الصفوف، وقد شكلت في كل الثورات الدافع والمرشد والملهم.
وكان مغرد كتب:
obaidaalsharif@
شعور غريب رافقني في أيام التظاهرات كلما رأيت حشودا كبيرة. نشيد وطني وأغان وطنية ترافق مشاهد الجماهير. تصيبني قشعريرة عيني ولا تتوقف عن ذرف الدموع، وتنتابني مشاعر مختلفة ودقات قلبي تتسارع وتخبط بين الحزن والفرح، أقضي ساعات على جهاز الموبايل دون أن أحس بالوقت. حماكم الله #أبطال_العراق #العراق_ينتفض.
واعتبر آخر:
وأكد معلق:
gazawanismaeel@
ساحة التحرير الآن: شعب يرقص على أنغام الرصاص، يواجه الموت في كل حين برقصات وأغان وطنية #العراق_ينتفض.
وكان العديد من الفنانين المعروفين بين المتظاهرين، وبعضهم تعرضوا لإصابات، ونشر الفنان مهدي الحسيني عددا من الصور ومقاطع الفيديو وهو بين المحتجين رفقة مجموعة من زملائه الفنانين، على حسابه على تويتر. وقال في تغريدة تداولها العراقيون على نطاق واسع لكوميديتها السوداء:
mh123alhosaeny@
أعتب على الحكومة عتب شديد؛ معقولة تطلقون على المتظاهرين قنابل غاز مسيّل للدموع منتهي الصلاحية 2014، يعني إحنه منستاهل قنابل غاز إنتاج 2019! شنو هذا البخل.
وقد تعرض عدد من الفنانين والفنانات لحالات اختناق نُقلوا إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج، بينهم الفنانة آسيا كمال والفنانة أسماء صفاء، والفنان جواد المدهش، الذين أصيبوا بحالات اختناق شديدة بسبب استهدافهم بالغاز المسيل للدموع.
كما وثق فنانون آخرون حضورهم وبقاءهم مع المحتجين في ساحة التحرير ببغداد. ولاقى تضامن الفنانين مع المحتجين ترحابا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.