الإسلام في الحقيقة ليس شيئا نرثه ولا شيئا نمتلكه، هو في الواقع هوية في حالة صيرورة وغير منجزة، لأنها علم وعمل وجماعة في تفاعل غامض.

الخطط الأميركية حول داعش لا تبشر بزوال وشيك لهذا التنظيم البغيض، ومن ثمة فإن عامل الزمن ليس في صالح الدول العربية فأفكار التنظيم تتمدد و"نموذجه" يغري آخرين باستنساخه.

انتهى حلم الإخوان المسلمين بصناعة "سلطان عثماني" جديد بحماية حلف الأطلسي.

حضور الموت والنص المقدس والكلمات، شيء فوق طاقتنا كبشر، فوق الخيال لما يتضمن من توظيف للفن والدين والإحساس القومي على خلفية خافتة من الأناشيد ومظالم السنة المخيفة في العراق.

إذا كان مشروع الإخوان المسلمين يتضمن القضاء النهائي على الرئيس الأسد وحسن نصرالله، فنحن في انتظار تسليم بغداد للدولة الإسلامية بمساعدة إيرانية لإحراج الجميع.

لا يمكن أن نكون بين خيارين لا ثالث لهما: إما بطش الإرهاب أو مكر الإخوان المسلمين.

المقالات والمقابلات الإعلامية اهتمت بالساعة السويسرية التي كانت بيد أبو بكر البغدادي اليمنى أكثر من خطاب تنصيب نفسه "خليفة للمسلمين".

كل الخيوط تعود إلى إيران ومشروعها المذهبي فكيف يمكن في هذه الحالة وصف واقع طائفي دون لغة صريحة؟

السنة وضعوا ثقتهم بالعروبة، فقال لهم الشيعة نحن عندنا ائتلاف طائفي واحد مع إيران. وضعوا ثقتهم بالإسلام، فقفز على رقبتهم الحزب الإسلامي الإخواني وباعهم بالدينار.

العالم كله يشحذ سكاكينه لذبح الموصل الجميلة الرشيقة ولا يسمون ذبح المدينة القديمة سوى حرب على داعش.

أهل الأنبار والموصل يتساءلون، إذا لا توجد رغبة في استقبال النازحين لماذا التحشيد للتحرير وما هذا التخطيط لتدمير مدنهم، فشركاء الوطن لا يرحب بهم بناء على توصيات الجارة الصفوية.

آيات الله بعد أن كانوا ينتظرون نهاية الحرب على الدولة الإسلامية لإعلان السيطرة النهائية على المنطقة، أصبحت تلك النهاية بداية لحرب جديدة مع تحالف دول كبيرة ضد العدوان الصفوي.

النظام الإيراني لا يستطيع أن يتراجع، فاليمن مرتبط بالبحرين في حال التمدد، ومرتبط بسوريا في حال الانحسار. عندها ينهار الأسد مباشرة، وإذا انهار الأسد، ينهار الحكم الصفوي ببغداد.

كل رصاصة صفوية بصدر داعشي تنجب اليوم ألف داعشي، بينما كل رصاصة سعودية بصدر مقاتل صفوي، تقتل ألف داعشي.

الخيارات المتطرفة بين الفن والإيمان، تنتهي إلى خيارات أكثر تطرفا مثل الإيمان والحياة، وتؤدي إلى التوق إلى الموت.

غضبة العرب، تقوم إيران وأميركا بتشتيتها نحو الإرهاب السني فقط، كما فعلوا حين اشتعلت الثورة الكبرى بالعراق، قاموا بتحريك حماس وفصائل القسام لقصف إسرائيل بالصواريخ.

السياسة الأميركية غير جادة في القضاء على الإرهاب، وتميّز بين إرهاب الحوثيين وحزب الله والميليشيات العراقية والحرس الثوري الإيراني من جهة، وإرهاب الدولة الإسلامية من جهة أخرى.

التسريبات التي تبثها الجزيرة أدت رسالتها في تسميم النفوس، وبث الفرقة بين العرب. فما هي الفائدة؟ وفي مصلحة من تصب مثل هذه الحملات.