وجدان الشعوب لا يمكن تغييره بقرار حكومي، لهذا يرى كثر أن التوازن أفضل من المبالغة. كأن يحتفظ الأردن بموقفه من الإرهاب، مع مسافة من المشروع الإيراني والأميركي بالمنطقة.

من أين جاء وحوش داعش؟ من سجون أبو غريب، ومجازر فرق الموت، ومن اغتصاب النساء والصبيان في السجون السرية، من حصار حلب والفلوجة وعزلة الصحراء.

إيران، ببساطة، تخلط الحرب على الإرهاب بالحرب على السنة ودماء الأبرياء بشكل متعمد، أي أنها تطالب السعودية بالتشيع الكامل والتحول إلى صحوات.

لا يمكن إيجاد حلول حقيقية قبل الاعتراف بالمشكلة وأسبابها، فمنذ سقوط بغداد عام 2003 والمنطقة تعاني صعودا للعقيدة الإيرانية بتمكين أميركي.

المشكلة أننا بعد أن عدنا فعلا إلى السيستاني واللطم والعصر الحجري بإرادة أميركية مازالوا يقصفوننا ويريدون الآن إعادتنا بالقنابل أيضا إلى العصر الحديث. شيء عجيب حقا.

ما يهمنا هنا هو كيف يقع شاب متعلم في فخ التطرف، أليس لأنه يسمع أمه الحجازية تبكي على أطفال حلب، ويسمع أباه النجدي يلهج بالدعاء لبنات الفلوجة والأعظمية بالستر والبركة.

التطرف الذي نراه هو عفريت من العصور السحيقة استحضره الفرس بمساعدة الأميركان، ولطالما حذرت السعودية من هذا المصير لمعرفتها بخطورة اللعب بالعقائد الذي تصر عليه إيران.

بإصرار المالكي على الترشح وقيامه بانقلاب عسكري على المراجع والعملية السياسية، نحن أمام تصدع حقيقي للبيت الصفوي الذي قد يسقط سقفه قريبا على أصحابه.

دور الحزب الإسلامي كان غير مشرف طوال فترة الاحتلال. لقد شاركوا في حكومة طائفية لمصالحهم الخاصة وسهلوا مشروع إبادة السنة.

قطر تنفق على قناة الجزيرة والتحريض، بينما على الإمارات الإنفاق دائما لإعادة إعمار غزة، وعلى السعودية التبرع دائما للكوارث الإنسانية في العراق.

الإخوان لا يقاتلون في العراق، لأن السلام يجلب لهم المناصب والمال على حساب السنة. غير أنهم يغامرون بحياة الناس في غزة، لأن المغامرة هي التي تجلب المال في ظل حصار سياسي تعانيه حماس.

رئيس البرلمان العراقي الجديد سليم الجبوري أول شيء قام به هو اللقاء بالسفير الإيراني الذي تقصف بلاده المحافظات السنية بالطيران الإيراني، هكذا طعن الإخوان الثورة من الخلف.

المظلومية الشيعية لم تعبر عن نفسها في العراق كحالة إنسانية، بل ظهرت كتبعية عمياء لإيران، ونزعة رهيبة نحو سرقة البلاد وثروات الفقراء.

الهزيمة الكبيرة في الموصل في 10 يونيو 2014 هي هزيمة اللهجة الدارجة أمام العربية الفصحى، هزيمة اللطميات أمام القرآن، هزيمة الشعر الشعبي أمام الشعر الجاهلي.

ليت أعضاء داعش يحلقون اللحية ويطلقون الشوارب ثم يرفعون راية الجيش العراقي الحقيقي بدلا من رايتهم المشؤومة. اللهم اهزم الصفويين، اللهم لا تنصر داعش.

جعفر الصادق يقول "من زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت فقيرا". وإيران طبعا تريد نفط السعودية بالإضافة إلى نفط العراق لكي لا تموت فقيرة.

المرأة تريد ممارسة السلطة والإستلاب على الكاتب. فالحب عندها ليس تبادلا بسيطا للمتعة والمرح.