الشرق مرهق من عدم مصداقية السياسة الأميركية. فلا هي جادة في التصدي للأطماع الإيرانية، ولا هي جادة في بناء دولة مدنية في العراق، ولا هي جادة في محاربة داعش.

واشنطن خسرت صداقة السنة بتسليم العراق على طبق من ذهب لإيران، ولا تبدو أنها في وضع يسمح لها بإيجاد حلول مباشرة.

الاحترام المتبادل للمقدّسات هو ضمان السلم الأهلي في المجتمع العراقي. وكان احتراما نابعا من الحاجة إلى التعايش والسلام بعد خبرة قرون طويلة من الدماء.

ماهي القضية الأساسية إسقاط بشار الأسد أم القضاء على داعش؟ استعادة بغداد ومقاومة المشروع الطائفي الإيراني، أم دخول الموصل بأي قوة كانت وطرد المتطرفين وتحرير المدينة.

العراقيون يريدون هجرة إلى السويد وألمانيا. بغداد مهمة بالنسبة للدواعش ومهمة أيضا لإيران. المدن مطلب المتطرفين الشيعة والسنة فقط. هؤلاء سيحاربون لأجل الأرض المقدسة.

قرب هذا الطفل السوري الغريق يستفيق السؤال عن اسمه؟ ما اسم هذا الغريق العربي؟ وقربه ينهض السؤال عن مصير العرب في عالم يزداد شراسة وقسوة.

الأحداث أسرع من قدرتنا على الفهم. الدولة الإسلامية انتقلت بالمنطقة القلقة بعد عام واحد من فكرة الخوف، إلى الخوف من الفكرة.

القضاء على الإرهاب يجب أن يكون شاملا، فلا يمكن أن نضرب الميليشيات السنية وندعم الميليشيات الشيعية، ولا يمكن أن نستعين بالجهاد الشيعي لقتال الجهاد السني.

لن يستطيع أي رئيس حكومة تمرير قانون الأحزاب أو حل الميليشيات، لأن الدولة العراقية هي أصلا فوضى والسلاح في كل بيت.

هذه ليست ثورة ولا انتفاضة بل مجرد تدويخ سياسي يصبح فيه الشيعة كل شيء، فهم الراقصون حول قاسم سليماني ببنادقهم، والسنة بالمقابل مجرد دواعش ولاجئين.

البيريسترويكا التي يطلقها العبادي اليوم هي بلا شك من أعراض وجود الدولة الإسلامية، ويقول عدد كبير من السنة اليوم إنه من المفيد طبخ الميليشيات على نار داعش قبل التخلص من الطرفين.

لا يريد مكتب اللاجئين سماع قصص التعذيب في أبو غريب، وحتى لو عندك آثار اغتصاب أو تعذيب من أبو غريب أو من سجون المالكي السرية فالأفضل أن تقول بأنها على يد داعش.

داعش مجرد ضجر يجري مع دجلة والفرات. علامة على خروج الواقع العراقي من سيطرة العقل، عدوى تبشر أهل بابل بالفيضان. حجر يثقب الحياة.

بغداد عاصمة مشتركة وفيها ملايين الناس، وبدلا من هدم العاصمة ربما الأفضل هدم بعض القناعات.

الأمر خرج عن المألوف بسبب التحديات التي تهدد المنطقة، وبغياب العراق منذ احتلاله تجد المملكة العربية السعودية نفسها أمام خيارات صعبة، قد يكون إعلان الحرب على إيران أحدها.

إنها احتكاكات بين أسر مالكة على قضايا بسيطة تشبه تلك التي تحدث بين الأسر العادية من دون أيّ بعد سياسي أو ديني أو طائفي.

من المثير حقاً أن يكون التفتيش على السلاح العراقي بالتجويع والحصار وموت الأطفال، بينما التفتيش على السلاح الإيراني بالحوافز والحوار ورفع العقوبات والمشاريع الكبرى.