أسرار العمر المديد تكمن في التغذية الصحية والنشاط المنتظم

مجموعة من العوامل الجينية المهمة ساهمت في جعل الأشخاص المعمرين يعيشون عمرا أطول من خلال اتباع عادات معينة في نمط الحياة.
الأحد 2020/12/13
نمط الحياة يمكن أن يساعد في إطالة العمر أو إنقاصه

لا توجد وصفة سحرية للتمتع بعمر طويل، لكن بالإدماج بين الوجبات الصحية، وممارسة الكثير من التمارين الرياضة، سيساعد الذين يواظبون على ذلك في التمتع بصحة جيدة وقدرات عقلية قد تكون مساوية لتلك التي يتمتع بها من هم أصغر منهم سنا بعقود.

لندن- بينما يواصل العلماء بحثهم الدؤوب عن “نافورة الشباب الأسطورية” التي ستمنح البشر حياة طويلة أو أبدية، فإن مجموعة من الأبحاث استطاعت أن تكشف لبعض الأشخاص أسرار عيش أعمار أطول من غيرهم، وتمتعهم بصحة جيدة وقدرات عقلية قد تكون مساوية لتلك التي يتمتع بها من هم أصغر سنا منهم بعقود.

وخلص بعض الباحثين إلى أن مجموعة من العوامل الجينية المهمة قد أثمرت في جعل الأشخاص المعمرين يعيشون عمرا أطول إذا ما اتبعوا عادات معينة في نمط الحياة، والتي يمكن أن تساعد أو تعوق طول العمر.

وبما أن الحياة المديدة والعيش بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة أمنية غالية يسعى إليها الجميع، فقد أشار خبراء الصحة بمجلة “جالا” الألمانية إلى أن هذه الأمنية يمكن تحقيقها من خلال اتباع النصائح التالية:

◙ النشاط الرياضي

يساعد النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على لياقة الجسم وتقليل الإجهاد وتقوية جهاز المناعة والوقاية من العديد من الأمراض مثل مرض السكري وهشاشة العظام، وحتى في سن الشيخوخة ينصح الخبراء بالتمارين الخفيفة عدة مرات في الأسبوع.

ووجدت إحدى الدراسات أن نوعا معينا من التمارين الرياضية، يمكن أن يساعد على إطالة العمر لسنوات. وأثبتت الدراسات أن القيام بتمارين رياضية يساهم في تمدد العضلات، وتحفزها على النمو الصحيح في الجسم، ما يمكن أن يساعد على زيادة العمر.

وخلصت دراسة أجريت على أكثر من مليون شاب سويدي، إلى أن “انخفاض القوة العضلية لدى المراهقين عامل خطر ناشئ وهو من الأسباب الرئيسية للوفاة في سن البلوغ”. وتعزز التمارين الرياضية اللياقة البدنية للقلب والأوعية الدموية، وكذلك الحالة المزاجية والطاقة، لذا فليس من المستغرب أن يطول عمر الفرد.

ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في الحفاظ على لياقة الجسد وتقليل الإجهاد وتقوية جهاز المناعة والوقاية من العديد من الأمراض

ويوصي خبراء الصحة بالمشاركة في المزيد من الرياضات الجماعية، مثل التنس وكرة القدم، لاعتقادهم بأن الرياضات الجماعية تساعد على تعزيز طول العمر، لأنها تشجع على التفاعل الاجتماعي وتحفز على مثابرة التمرينات.

◙ النظام الغذائي المتوازن

التغذية السليمة ضرورية للصحة، فالفواكه والخضروات والدهون الصحية مهمة بشكل خاص لصحة الجسم، ومن الأفضل الإقلال من اللحوم والسكر والأطعمة المصنعة، والاعتماد على أغذية مثل الثوم والزنجبيل والفلفل الحار، لما لها من تأثيرات مضادة للفايروسات والبكتيريا، وبالتالي يمكن أن تمنع الأمراض بشكل فعال، وخاصة المتعلقة بالجهاز الهضمي.

◙ كميات كافية من الماء

يجب أن يحصل الجسم على ما يكفيه من الماء أو السوائل، وهو ما يقدره الخبراء بلترين يوميا، مع استبدال المشروبات المحلاة بالماء أو الشاي غير المحلى. وأثبتت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أنّ حصول الجسم على كميات كافية من المياه يساعد على ترطيب الجسم ويحفز عمل الخلايا، إضافة إلى تنشيط الدورة
الدموية.

ويشكل الماء جزءا كبيرا من تكوين غضاريف المفاصل التي تساعد على امتصاص الصدمات وجعل حركات العظام أكثر سلاسة. ويقلل شرب الماء من حدة المعاناة من مرض النقرس.

◙ التمارين الذهنية

تحتاج العقول هي الأخرى للتمرينات وأن تكون في لياقة دائمة على سبيل المثال من خلال حل الألغاز المتقاطعة وممارسة ألعاب الكمبيوتر أو تعلم لغات جديدة.

وتوصلت أبحاث علماء الأعصاب والفسيولوجيا إلى نتائج مثيرة عن العلاقة بين ممارسة التمارين الرياضية وتحسين القدرة الذهنية، حيث تعمل التمارين على التحسين من مرونة الإدراك، وتبطئ الضمور المادي للمخ، تماما مثلما تفعل مع العضلات.

◙ قسط كاف من النوم

يتجدد الجسم خلال النوم وتعاد عملية شحنه بالطاقة وهو السر في أننا نستفيق من النوم بحالة جيدة ونشاط متجدد. ويحذر الخبراء من العواقب السلبية المترتبة عن عدم أخذ قسط كافٍ من النوم وبشكل منتظم أيضا، والمتمثلة في ضعف الذاكرة وتدهور القدرة على اتخاذ قرارات صائبة وتزايد احتمالات الإصابة بالأمراض وبالبدانة كذلك.

وتمثل الطريقة الوحيدة المضمونة للحصول على كل فوائد النوم – سواء كان لفترة قصيرة أو طويلة – هي التأكد من أخذ قسط كاف منه. وفي الوقت نفسه، الحرص على النوم مبكرا في عدد أكبر من الليالي، وتجنب احتساء الكافيين والكحول بشكل مفرط، مع تحاشى كذلك استخدام الأجهزة الإلكترونية لوقت طويل، قبل الذهاب إلى الفراش، في ضوء أنها جميعا عوامل نعلم بأنها تقود إلى نوم غير مريح.

التغذية السليمة ضرورية للصحة، فالفواكه والخضروات والدهون الصحية مهمة بشكل خاص لصحة الجسم، ومن الأفضل الإقلال من اللحوم والسكر والأطعمة المصنعة

◙ العلاقات الاجتماعية

تقلل الصلات الاجتماعية من الإجهاد والتوتر، فضلا عن أن لها تأثيرا وقائيا ضد الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والزهايمر. وأثبتت الأبحاث وجود ارتباط كبير بين العزلة والشعور بالوحدة ومخاطر الإصابة بتدهور الصحة العقلية وضعف صحة القلب والأوعية الدموية، فضلا عن مشكلات صحية
أخرى.

◙ الاسترخاء

تساعد فترات الراحة المنتظمة في الحياة اليومية على الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتوتر والضغط العصبي. وكشفت الدراسات أن تمارين الاسترخاء واليوغا قادرة على تجديد خلايا الدماغ وإصلاح التلف الذي يصيبها، لأنها تعمل بشكل كبير على تهدئة الأعصاب واسترخاء العضلات، ولذلك فإنها تجعل الإنسان أصغر من عمره الحقيقي بسبعة أعوام ونصف العام.

18