أسبوع فيلم المرأة في عمّان يلقي الضوء على أهم السينمائيات العالميات

قضايا النساء وحقوقهن تسردها أفلام منتقاة تتناول قصص كفاحهن في الحياة.
الاثنين 2021/03/15
الفيلم الكندي "الفراشة نادية"

للمرأة مكانة كبيرة في الإنتاج السينمائي في مختلف أصقاع العالم، ولا يتوقف دور النساء في الفن السابع عند حدود التمثيل أو الماكياج أو المونتاج بل هن أيضا كاتبات سيناريو ومخرجات ومنتجات وصاحبات مشاريع فنية ساهمت في تطور السينما منذ نشأتها إلى اليوم. وفي هذا الإطار يمثل أسبوع فيلم المرأة في الأردن إطلالة هامة على عوالم السينما.

احتفاء باليوم العالمي للمرأة أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالشراكة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، الدورة التاسعة لأسبوع فيلم المرأة، تحت شعار “المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم كوفيد – 19”.

تعرض الأفلام عبر الإنترنت على منصات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، كما يتم تنظيم عروض خاصة على مدار الأسبوع في مراكز الواحة التابعة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيمي الأزرق والزعتري للاجئين واللاجئات في الأردن. وتدعم هذه المبادرة سفارات أستراليا والبحرين وبلغاريا وكندا والمكسيك وهولندا ورومانيا وإسبانيا وأوكرانيا، إضافة إلى المجلس الأعلى للمرأة البحريني ومعهد سرفانتيس.

سينما تصنع السلام
سينما تصنع السلام

المرأة صانعة الأفلام

جاء في بيان صحافي صادر عن الهيئة الملكية للأفلام “رغم ظروف جائحة كورونا العالمية، فإننا مستمرون بعملنا من أجل الثقافة والأفلام والفن، وهو الأمر الذي ينقص هذا العالم الخائف اليوم، والذي يحتاج إلى الثبات في التفكير والنضج والوعي الكبير بأهمية الفن بكل أنواعه كي نعبر كل الآلام التي سببتها الجائحة”.

وألقى المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن أندرس بيدرسون كلمة في حفل افتتاح التظاهرة التي تستمر إلى آخر مارس الجاري، قال فيها “إن الإعلاميين والإعلاميات شركاء مهمون لتضخيم أصوات جميع النساء، وخاصة المعرضات لخطر التخلف عن الركب. ومن المهم الحفاظ على الزخم الذي نشهده، اتخاذ إجراءات عاجلة والالتزام بتمكين المرأة في استجابة لجائحة كورونا وما بعدها. وبصفتنا الأمم المتحدة، سنواصل دعم الشركاء الوطنيين في تحقيق هذه الرؤية، ويمكننا جميعًا العمل على قدم المساواة”.

كما ألقى مدير عام الهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري كلمة قال فيها “نعتز بهذه الشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ونرحب بأي مبادرة تساهم في زيادة التوعية حول دور المرأة ومكانتها في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، وفي مكافحة أي شكل من أشكال التمييز بحقها، أو التقليل من شأنها، وبالطبع الإساءة إليها. نحن، في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، حريصون على ترجمة هذا الموقف وهذه القناعات بنشاطات فعلية من شأنها أن تحدث تغييرا على أرض الواقع”.

وأضاف البكري “اللافت أن مكانة المرأة في القطاع المرئي والمسموع أفضل من غيره، ونسبة اللواتي يعملن في مجال السينما والتلفزيون في المنطقة العربية مرتفعة مقارنة بسائر دول العالم. ولا بدّ من الإشادة أيضاً بالعدد الملحوظ من المخرجات والمنتجات الأردنيات الناجحات والفنانات القديرات”.

وأشادت المديرة الفنية للفعالية غادة سابا بأن “أسبوع فيلم المرأة استطاع بنسختة التاسعة أن يلقي الضوء على جهود النساء خلال الجائحة”. وتابعت “أن المرأة صانعة الأفلام وصانعة الأمن والسلام والقوية قادرة على التحديات التي تواجهها، وأسبوع فيلم المرأة من أهم المهرجانات التي تختص، بنوع مميز، من تقديم أفلام تعنى بالنوع الاجتماعي والمرأة”.

التظاهرة استطاعت في نسختها التاسعة أن تلقي الضوء على جهود النساء خلال الجائحة وما يواجهنه من تحديات

وتضمن الافتتاح، أيضا، حلقة نقاشية بين الأجيال أدارتها المديرة الفنية غادة سابا حول تمكين المرأة وقيادتها في سياق جائحة كورونا وما بعدها من المنظور المهني للعاملين والعاملات في صناعة الإعلام، شاركت فيها مراسلة قناة رؤيا التلفزيونية يارا أبونعمة، والفنان أحمد سرور والمخرجة ميسون حبيدي.

وافتتحت فعاليات الأسبوع بالفيلم الوثائقي البحريني “نماذج بحرينية معبرة في مواجهة كوفيد – 19″، وهو يعرض جهود المرأة البحرينية ومبادراتها في التعامل مع الجائحة، وقد ألقى الضـوء على نماذج بحرينيـة مؤثـرة في إطـار درامـي ومعبر عن طبيعة الدور الذي تتولاه وهي تعمل في الصفوف الأمامية.

 وحاول الفيلم أن يوضح ذلك من خلال ثـلاث حكايات قصـيرة عــن دور المرأة العاملة في الميدانين الصحي والتعليمي، والجهود المضاعفة التي تبذلها للموازنة بين واجباتها الأسرية والعملية. وأهمية المساندة الأسرية التي يجسدها الأب في حمل الأعباء اليومية.

ودارت قصـص هــذا الفيلم في إطـار درامـي بتقديـم نماذج معـبرة ومؤثـرة، ولكن يبقى الشعار واحدا، وهو قدرة المرأة على إحداث الفرق المطلوب في مثل هذه الظروف الصعبة.

أفلام متنوعة

الفيلم الأسترالي "السيدة فيشر وسرداب الدموع"
الفيلم الأسترالي "السيدة فيشر وسرداب الدموع"

يتضمن أسبوع الأفلام التاسع، الذي يستمر حتى 28 مارس الجاري، الفيلم الأوكراني القصير “خرجت من الظل”، الذي يتحدث عن النساء العاملات في الخدمة بمؤسسات مختلفة، ووكالات قطاع الأمن، وأهمية عملهن وتبادلهن إنجازاتهن المهنية، بما في ذلك دعم تنفيذ خطة العمل الوطنية لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن، والفيلم الإسباني الكوميدي “ماتاهاريس”، الذي يروي، في أجواء كوميدية، قصة 3 محققات يعملن في وكالة تحقيق خاصة، حيث يقضين الكثير من الوقت في التجسس على الآخرين، لكنهن غير قادرات على رؤية مشاكلهن الخاصة في المنزل. ويحتوي الفيلم على مغامرات تعكس الحياة العملية والمشاكل الخاصة، وكيف تتعامل كل واحدة من هؤلاء المحققات مع ما تمر به، والمشاكل والصعوبات التي تعيشها.

 وكذلك نجد الفيلم الهولندي القصير “بين ملكة النحل”، وهو يحكي رحلة امرأة مصابة بالسرطان تتحدى وضعها الصحي، وتخوض مهمة إنقاذ النحل وتكاثره في فناء منزلها الخلفي. ورغم ظروفها الصحية تصارع من أجل نفسها والنحل. والفيلم الوثائقي المكسيكي “علاقات حميمة”، الذي يصور خمس نساء من ضحايا العنف المنزلي تتشابك قصصهن ومعاركهن من أجل البقاء، وهن ينتمين إلى دول مختلفة هي المكسيك والهند وفنلندا والولايات المتحدة وإسبانيا. وعلى مدى فترة ثمانية أعوام، يكشف الفيلم عن التأثيرات الجسدية والعاطفية، والعواقب، والصدمات الناجمة عن تعرضهن إلى العنف في المنزل، المكان الذي ينبغي أن يكون أكثر الأماكن أمانا ومحبة.

أسبوع فيلم المرأة فرصة للاطلاع على قضايا النساء عبر أعمال العديد من منتجي ومنتجات الأفلام المحليين والدوليين

 وتشارك رومانيا بالفيلم الدرامي الطويل “ماريا ملكة رومانيا”، وهو يتناول أحداثا حقيقية عن الملكة ماريا، وما خاضته في الداخل من صراع مع عائلتها، ومواجهة قادة العالم سنة 1919 في الخارج، ومشاركتها في محادثات السلام في باريس، وقضائها أسابيع في إنجلترا وفرنسا تتفاوض نيابة عن بلدها، في محاولة للحصول على اعتراف كامل بالقانون المعدل لرومانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى. كما تشارك بلغاريا بفيلم الرسوم المتحركة (الأنيميشن) “العزل بالرسوم المتحركة”، وهو عمل  تجريبي ساهم فيه 25 فنانا وفنانة للرسوم المتحركة، وكل واحد منهم قدم رؤيته الخاصة عن جائحة كورونا بوحي من الصور المجهرية لهذا الفايروس.

وفي قالب لا يخلو من المغامرة والآكشن، يأتي الفيلم الأسترالي “السيدة فيشر وسرداب الدموع”، المكيّف عن رواية للكاتبة كيري غرينوود، ليعرض أحداثا بوليسية تجري في فلسطين إبان عشرينات القرن الماضي، من خلال رحلة بحث عن كنز (قطع أثرية قديمة) تقوم بها امرأة تدعى فيشر، تنضم إليها فتاة عربية بدوية اسمها شيرين. والبطولة في الفيلم نسائية مطلقة، ويأتي بقالب ممتع ومرح لا يخلو من الغموض والمغامرة وحتى مهارة في التعامل مع المشاكل التي تواجهها المرأتان.

وتختتم عروض الأسبوع بالفيلم الكندي “الفراشة نادية” عن سباحة أولمبية تعتزل الرياضة في ختام الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2020، فتظهر قصتها كأنها بداية وليس نهاية مسيرة مهنية، تعيد فيها اكتشاف حياتها في مزيج من الإثارة والدراما. والفيلم يحكي أيضا عن علاقة نادية مع فريقها، والضغوطات والصعوبات النفسية والعاطفية التي تمر بها البطلة.

يُشار إلى أن أسبوع فيلم المرأة يُنظم سنويا منذ عام 2012، وهو مبادرة توفر فرصة فريدة للجمهور في الأردن للاطلاع على قضايا المرأة من خلال عمل العديد من صانعي وصانعات الأفلام المحليين والدوليين.

Thumbnail
17