أسئلة الحداثة والمواطنة والحرية الفكرية شاغل المثقفين المغاربة

الدار البيضاء- يمرّ عام 2014، ويطوي معه صفحة الأحداث الثقافية والفنية والإبداعية. وقد عاش المغرب على وقع الكثير من مناسباتها التي ظلت عالقة في البال، وربما يبقى أهمّها معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب، الذي جرت فعالياته في شهر فبراير الماضي، وأهميته تتأتى من حيث الإقبال الكبير عليه، ونسبة مشاركة الدول التي روّجت تحت سقفه منتوجها الأدبي.
هذا العام كما في كل عام يبدو المغرب مرتبطا أكثر فأكثر بمحيطه مغاربيا وعربيا واوروبيا في مجالات شتى، حريصا على أن يتجاوز إطاره المحلي عن طريق تنظيم المهرجانات العربية والدولية، السينمائية والمسرحية، والأدبية أيضا، انطلاقا من مسعى متواصل لتحقيق معادلة الاندماج والانفتاح.
الأسماء العالمية التي زارت المغرب وكُرّمت هذا العام عديدة، منها الشاعر الفرنسي إيف بونفوا الذي كرمه المغرب بجائزة الأركانة، دون أن ننسى المخرجين العالميين الذين أجمعوا على أن المغرب يبقى الوجهة المفضلة لديهم لإنتاج أفلامهم، لما يتمتع به من مناظر طبيعية وتراث ضخم.
وتبقى الآراء في الحصاد الثقافي المغربي رهينة وجهات نظر أصحابها، فالثقافة وكلّ ينتمي إلى مرجعية فكرية وجمالية خاصة، ويحمل مفهوما مميزا للثقافة والعمل الثقافي، وهو ما يساعد على تطوير جدل حيّ حول ما كان وما ينبغي أن يكون في الحياة الثقافية.
حرص المغرب في سنة 2014 على إيلاء الثقافة الأمازيغية المكانة التي تستحقها كعامل فاعل وأساسي في نسيج المجتمع، وهي تعتبر من أهمّ الروافد التي تتشكل منها الثقافة المغربية، بتراثها الغنيّ.
ورغم ظاهرة هجرة الكتّاب المغاربة، إلا أن الكاتب المغربيّ يظل ابن بيئته ووطنه بامتياز، شغوفا بخصوصيته الحضارية، وفاعلا في طرح الأسئلة، يبحث ويقارب في أدبه وفكره هموم شعبه وينقل مشاغل مجتمعه.
وفي ظل عوامل الانتفاضات العربية، لا بدّ من ملاحظة أن الإبداع المغربي لم يعبّر عن تأثيرات سلبية، أو نكوصية، كما حصل في بعض بلدان ما سمي بـ"الربيع العربي"، وديدنه أن قوّة الإبداع تكمن في الفكر الذي يتأمل تحوّل الإنسانية ويكتبها بانتباهات مائزة إلى حركة المجتمع.
"العرب" استطلعت آراء عدد من الكتاب والنقاد حول واقع حال الثقافة في المغرب خلال العام الجاري؛ ما أنجزته وما قصّرت في إنجازه، وحول اتجاهات الثقافة، وما أجرته من مراجعات هذا العـــام، وكذلـك تطلعات المثقفين المغاربة.
اقرأ أيضا اللهاث خلف التاريخ المتسارع الأدب يستشرف الإبداع والربيع العربي بداية التحول ثقافة الشارع نقاشات خجولة خسارة الأمل التنوير والحداثة انحسار سطوة الإكليروس وسدنة المعبد