أزمة ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل تراوح مكانها

قرار تأجيل الجلسة السادسة يعني أنه لا أمل على المدى المنظور في أي تسوية لمشكلة الحدود التي تحول دون استثمار لبنان في التنقيب في منطقته، فيما هو في أمس الحاجة إلى ذلك.
الخميس 2021/05/06
ملف شائك

بيروت – يعكس قرار تأجيل الجلسة السادسة لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى أجل غير محدد فشل الوسيط الأميركي في تحقيق أي اختراق، في ظل الهوة الكبيرة بين الطرفين والتي تتعدى الجانب التقني إلى السياسي.

واستؤنفت الثلاثاء الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان، والتي جرى التمهيد لها خلال زيارة لوكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل قبل أيام إلى بيروت، وسط ارتفاع منسوب التفاؤل حيال إمكانية حدوث تطور جديد يساهم في حلحلة عقدة الحدود.

وترى أوساط سياسية أن تعثر الجولة يؤكد واقع أن الإدارة الأميركية وإن كانت تملك الرغبة في تحقيق نجاح في هذا الملف بيد أنها لا تملك الأدوات والتصور الكامل للتسوية.

وقالت مصادر لبنانية الأربعاء إنه تم تأجيل الجلسة بسبب شروط مسبقة لتل أبيب، الأمر الذي ترفضه بيروت. وذكرت قناة “الجديد” اللبنانية (خاصة) أن إرجاء الجلسة التي كانت مقررة في رأس الناقورة (جنوب) جرى بعد رفض الوفد اللبناني المفاوض برئاسة العميد الركن بسام ياسين التوجه إليها.

وأوضحت أن سبب الرفض هو “الشروط الإسرائيلية المسبقة لناحية حصر التفاوض على مساحة الـ860 كيلومترا مربعا”.

وتم الاتفاق على عقد الجلسة السادسة خلال مفاوضات الثلاثاء، بيد أن الوفد اللبناني تلقى أمرا بعدم الذهاب إلى حين تعديل إسرائيل موقفَها.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قال في بيان سابق إنه طلب من وفده المفاوض في مسألة ترسيم الحدود مع إسرائيل عدم استكمال التفاوض بشروط مسبقة.

ووفق البيان اطلع عون على “وقائع الاجتماع ومشاركة الوفد الأميركي الذي طلب أن يكون التفاوض محصورا فقط بين الخط الإسرائيلي والخط اللبناني المودعين لدى الأمم المتحدة، وذلك خلافاً للطرح اللبناني ولمبدأ التفاوض دون شروط مسبقة”.

Thumbnail

وتقول الأوساط اللبنانية إن عون كان تجاوب مع دعوة هيل إلى عدم توقيع مرسوم لتوسيع المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، والذي كان استفز إسرائيل، في مقابل استئناف التفاوض دون شروط مسبقة.

وتشير الأوساط إلى أن قرار تأجيل الجلسة السادسة يعني أنه لا أمل على المدى المنظور في أي تسوية لمشكلة الحدود التي تحول دون استثمار لبنان في التنقيب في منطقته، فيما هو في أمس الحاجة إلى ذلك.

وفي أكتوبر 2020 انطلقت المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، إثر نزاع على منطقة في البحر المتوسط غنية بالنفط والغاز.

وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها 860 كلم، بحسب الخرائط المودعة من جانب لبنان وإسرائيل لدى الأمم المتحدة، لكن الوفد اللبناني المفاوض يقول إن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كلم.

وكان الوفد اللبناني قدم خلال إحدى جلسات المحادثات التي انعقدت سابقا خارطة جديدة تدفع باتجاه 1430 كلم إضافيا للبنان، وهو ما ترفضه إسرائيل.

2