الرئيس بوتفليقة أصاب الحياة السياسية بالشلل والعقم، وأفرغها من مضمونها، وتمكن من تحطيم التعددية الحزبية وتحويلها إلى فقاعات وإلى مجرد ديكور مناسبات شكلية لا طعم لها.

في ظل المناخ المعماري البدائي والوحشي يمكن أن نفهم جيدا أن الخراب المعماري السائد في الجزائر بعد الاستقلال ليس سوى ترجمة محزنة للخراب النفسي.

غياب وازع احترام المال العام الأمر جعل سرطان الفساد المالي يخرب الدولة الجزائرية ويقصم ظهر الثقة التي يفترض أن تكون شرطا أخلاقيا للعمل السياسي المتحضر ولإدارة شؤون الوطن.

الوعي النقدي يفترض ويشترط مسبقا "تجاوز موقف التكيف"، والامتثال للأيديولوجيا التي ترعى وتبرر وتسوغ هذا التكيف وتخلق عادات إعادة إنتاجها في السلوك وتثبيتها في العلاقات.

الفساد المركب والبنيوي المستشري في مفاصل دولة النظام الجزائري، وفي دواليب القطاع الخاص يشمل المعاملات البنكية، والبيروقراطية الإدارية، وعدم احترام الملكية الفكرية.

محمد الميلي مجاهد جزائري انخرط في صفوف المجاهدين لتحرير الجزائر في عام 1955، ولعب دورا مشرفا طوال الحرب ضد الاستعمار الفرنسي.

حال الثقافة في الجزائر، يرثى له، وما ظاهرة اختلاس الأموال المرصودة للفعل الثقافي سوى مظهر خارجي لمرض مستفحل في جسد الحياة السياسية الجزائرية.

إدراج الأمازيغية في الميثاق الوطني والدستور، منذ عدة سنوات، كلغة وطنية اختيارية في المناطق ذات الأغلبية العربية، يعني أنها ليست وطنية بالكامل.

النظام الجزائري هو وريث حركة التحرر الوطني التي تميزت تاريخيا بنزعة تغليب السياسي والعسكري على البعدين الثقافي والفكري.

إن إحدى المهام الأساسية لتحقيق بناء الديمقراطية تتمثل أولا وقبل كل شيء في إبداع ما يدعوه وينيكوط بهذا "العامل الديمقراطي الفطري".

التعددية التي يتباهى بها النظام الجزائري ليست إلا غطاء للحكم الفردي. في هذا المناخ تفتقد الأحزاب الجزائرية أي مشروع يخرج البلاد من التخلف الذي تعاني منه.

الموقف الثقافي التربوي قد جعل التجربة اليابانية ترى العالم الخارجي ليس مجرد خرائط وعلاقات دبلوماسية، بل "كمدرسة واسعة".

لماذا يخاف النظام الجزائري تعميم مسودة الدستور على الساحة الشعبية الواسعة بكل ثقة وأريحية لمناقشتها بحرية، إذا كان المقصود من تعديل الدستور حقا خدمة الشعب الجزائري.

هذه الموجة العنصرية الخطيرة ستكون لها تداعيات مرعبة في المستقبل المنظور، على الجالية المغاربية بشكل خاص، وعلى الجاليات العربية المسلمة بشكل عام.

الجمال هو الإطار الذي تتكون فيه أية حضارة، فينبغي أن نلاحظه في نفوسنا، وأن تتمثل في شوارعنا وبيوتنا ومقاهينا مسحة الجمال نفسها.

أزمة المنظومة التعليمية الجزائرية مشكلة معقدة، لها علاقة بفشل النظام الحاكم في الجزائر في بناء أبجديات مجتمع المعرفة، وأخلاقيات السياسة الديمقراطية المتحضرة.

وزارة التعليم العالي الجزائرية لعبت ولا تزال تلعب أدوارا سلبية في تأخير الجامعات الجزائرية عن الركب العلمي والفكري والثقافي.