أروى جودة فنانة مصرية تقتحم أدوار البطولة المطلقة عبر الدراما القصيرة

القاهرة- قدّمت الفنانة المصرية أروى جودة دور البطولة المطلقة في عملين دراميين قصيرين مؤخرا، واستطاعت أن تجذب أنظار الجمهور إليها عبر مشاركتها في بطولة مسلسل “إلّا أنا” من خلال بطولة قصة “سنين وعدت”، كما شاركت في مسلسل “نمرة اتنين” عبر حلقة “انت فين”، وهو دراما تلفزيونية اجتماعية مكونة من ثماني حلقات، كل منها تمثل مسلسلا كاملا له أبطاله ومؤلفه ومخرجه، وهي ثيمة جديدة لكسر ملل الحلقات الكثيرة في الأعمال الدرامية.

وعرضت منصة “شاهد” الإلكترونية حلقة “انت فين” قبل أيام، وتدور أحداثها حول علاقة حب فشلت في الماضي عندما تخلّى سيف الذي يؤدّي دوره الفنان آسر ياسين عن نادية التي قامت بدورها أروى جودة، من أجل امرأة أخرى، ثم عاد إليها نادما وطالبا الصفح آملا في فرصة ثانية، ويطرح المسلسل سؤالا مفاده: هل هناك أمل في استعادة ما تم التخلي عنه في الماضي، أم أن الحب إذا ضاع لا يمكن استعادته؟

استعادة التوهج

قالت أروى جودة في حوارها مع “العرب”، إن موافقتها على المشاركة في بطولة حلقة واحدة يرجع إلى أن المسلسل قدّم شكلا جديدا للدراما، والذي سيكون أكثر حضورا في المستقبل تماشيا مع التطوّر التكنولوجي الهائل في عرض الأعمال الفنية، وأن الحلقة بمثابة فيلم قصير به أحداث مترابطة وبداية ونهاية.

وأضافت الممثلة المصرية، أن المسلسل يسلّط الضوء على الكثير من العلاقات الإنسانية في المجتمع المصري، والتي يكون فيها الشخص متردّدا بين أمرين، وأن اسم “نمرة اتنين” جاء معبّرا عن الحب الثاني والخيانة التي تحدث مع شخص آخر، أو الفرصة الثانية التي يكون الإنسان بحاجة إليها في الكثير من الأحيان، والجديد في المسلسل أنه يناقش كيف تكون العلاقة بعد أن مرت بها العديد من المشكلات، ومدى قدرة الطرفين على استعادة توهّج الحب بينهما.

وأوضحت أروى أنها تجسّد شخصية نادية التي تقع في غرام سيف، وعلى الرغم من حبه لها، إلّا أنه لا يعرف ماذا يريد فهو دائم الحيرة، وفي الوقت نفسه قادر على إقناعها بأنه معها ولن يتركها، ولأنها تحبه كثيرا تسامحه دائما حتى تقف هذه الأمور عند حدها.

وأشارت إلى أن العمل، مع قصر مدته، حيث لا تتجاوز مدة الحلقة الواحدة 45 دقيقة، إلّا أنه يهتم بأدق التفاصيل في العلاقة الإنسانية بين الرجل وزوجته، وتحدّى المخرج هاني خليفة، الظروف الصعبة التي جرت خلالها عملية التصوير مع انتشار فايروس كورونا، ومنح الاهتمام لكل كلمة في السيناريو، ما يجعل الفنان أغنى وأكثر عطاءً.

ويدور مسلسل “نمرة اتنين” في إطار حلقات منفصلة متصلة، من إنتاج هاني أسامة ومحمد رفاعي وشاهيناز العقاد، ويشارك في إخراجها هادي الباجوري وتامر محسن وطارق العريان في أول تجاربه التلفزيونية، إضافة إلى محمد شاكر، وأحمد النجار، وهو من بطولة عمرو يوسف، شيرين رضا، صبا مبارك، يعقوب الفرحان، أحمد السعدني، ماجد الكدواني، نيللي كريم، إياد نصار، ياسمين رئيس، أمينة خليل، أحمد مالك ومنى زكي، ومن تأليف مريم نعوم وسارة طيبة ووائل حمدي.

وتقدّم الجهة المنتجة نوعا مختلفا للمسلسل الذي يدور في ثماني حلقات بما يدعم منافسة الدراما المصرية مع التطوّرات الحاصلة في مجال الإنتاج الدرامي المعروض على المنصات الإلكترونية، ويتماشى مع طبيعة الفئات الشبابية التي تنجذب إليها ولا تفضل الحلقات الطويلة التي تظل سائدة حتى الآن، وتتزايد في موسم رمضان الدرامي.

تعتبر جودة، أن لكل مشاهد ذوقه الخاص بشأن تفضيل المسلسلات الطويلة أو القصيرة، ووالدتها على سبيل المثال لها القدرة على مشاهدة المسلسلات الطويلة حتى وإن وصلت إلى 100 حلقة، بينما يرى آخرون أن القصيرة أفضل، في ظل زمن السرعة، وبالتالي فهي مع التنوّع في تقديم المحتويات الفنية بحثا عن إرضاء جميع الأذواق.

جمهور المنصات

أبدت الفنانة المصرية سعادتها بعرض مسلسلها على أحد المنصات الإلكترونية التي أضحت الوسيلة المفضلة لها لمتابعة الأعمال الفنية خلال شهر رمضان هربا من إعلانات التلفزيون، معتبرة أن وجود “نمرة اتنين” على إحدى المنصات التي تحتوي على قدر كبير من الأفلام والمسلسلات يصب في صالح العمل الفني، وأن الجمهور لديه القدرة على تذوّق الأفضل ومشاهدته.

وذكرت أروى جودة أن مشاركتها في دور البطولة المطلقة في آخر عملين دراميين لا يعني عدم تقديم البطولة الجماعية في أعمالها الجديدة، وتترك الموضوع برمته إلى شركات الإنتاج، ورؤية كل مخرج لها في تقديم الدور الذي يناسبها، وهي تحرص دائما على البحث عمّا يفيدها ويجعلها راضية حتى لو في بطولة جماعية، فكل عمل ومقاييسه التي تراها مناسبة لها.

حظي أداء جودة بتثمين كبير من قبل النقاد بعد أن حقّقت حلقات “سنين وعدّت” نجاحا على المستوى الجماهيري في أثناء عرضها في شهر أبريل الماضي، وهي التي سلطت الضوء على أزمة تثار في العديد من المجتمعات العربية، تلك التي تستعر فيها الصراعات في المنزل جراء عمل المرأة واهتمامها بالجانب المهني على حساب الأسري.

المسلسل يطرح مدى قدرة الطرفين على استعادة توهّج الحب بينهما، بعد أن مرت بهما العديد من المشكلات العاصفة

ولفتت إلى أن أكثر ما جذبها في مسلسل “إلّا أنا” أنه يرتبط بنوعية القضايا التي يتناولها تحديدا، وأن قصة “سنين وعدّت” سلطت الضوء على المرأة التي قرّرت فجأة الابتعاد عن حياة المرأة العاملة والتقرّب من عائلتها أكثر، كما أن عرض القصة في وقت تفشي فايروس كورونا جعل الجمهور يتفاعل معها، ووجد كثيرون أنهم بحاجة إلى الالتفات إلى حياتهم الشخصية بعيدا عن إكراهات العمل.

ومثل هذه الأعمال من وجهة نظر الفنانة المصرية يمكن أن تساهم في جذب أنظار فئات مختلفة في المجتمع للتفكير في تفاصيل علاقتهم بأسرهم، وتجعل المشاهدين يفكّرون في أشياء ثمينة بالنسبة إليهم لا يشعرون بأهميتها إلّا بعد فوات الأوان.

وتابعت قائلة “المرأة أصبحت تعلم ماذا تريد وتستطيع تحقيق ذاتها، ويتطلب ذلك في المقابل تغيّرا في سلوكيات الرجال تجاه زوجاتهم وبناتهم، والأمر بحاجة إلى مساندة المرأة ودفعها نحو بذل قصارى جهدها لتحقيق نجاحها وسعادتها دون خوف، وأن يكون لكل امرأة طريقها وحريتها سواء أكانت عاملة أم ربة منزل دون فرض شيء عليها أو النظر إلى أي تفاصيل أخرى، فالذي يميّزها عن الآخرين الذكاء والثقافة”.

وقالت جودة أروى التي عرفت طريقها إلى السينما، بعد أن حصلت على جائزة أفضل عارضة أزياء في العام 2004، إن الأعمال السينمائية لا تغيب عن خططها لكنها ترى ضرورة التمهل في ظل الأوضاع الصحية والإنتاجية الحالية، والتي فرضها فايروس كورونا، وأنها ستكون بحاجة إلى تقديم عمل يتماشى مع طبيعة جمهور المنصات الإلكترونية.