أرقام تاريخية تزيّن نهائي أبطال أفريقيا

تاريخ جديد ينتظره الديربي الأكثر إثارة في الوطن العربي، بمواجهة تحدث لأول مرة في نهائي أبطال أفريقيا.
الاثنين 2020/11/23
مرور صعب

القاهرة – تترقب الجماهير الأفريقية والعربية ديربي القاهرة بين الأهلي والزمالك، وهو الكلاسيكو الأشهر في الوطن العربي. ويشهد ملعب القاهرة الجمعة مواجهة نارية تجمع بين قطبي مصر في نهائي دوري أبطال أفريقيا. قبل 103 أعوام تقريبا وبالتحديد يوم 9 فبراير 1917، سطعت شمس أول لقاء ديربي بين الأهلي والزمالك.. تلك المواجهة التي عرفت منذ الوهلة الأولى طعم الإثارة ولم يخفت يوما بريقها مهما كانت ظروف الفريقين أو حتى ظروف الجماهير سواء امتلأت الملاعب بالمشجعين أو كانت خاوية. ومهما كانت الظروف في مصر، فالديربي احتفظ ببريقه على مدار قرن من الزمان ويظل دائما له سحره الخاص.

رغبة شديدة

تعتبر المباراة هي الأولى بين فريقين من بلد واحد في النهائي، وهو ما يزيد من رغبة كل فريق في التتويج باللقب سواء التاسع للأحمر أو السادس للأبيض. ويعد الراحل محمود الجوهري من صانعي الإنجازات في تاريخ الناديين، فهو الوحيد الذي توج باللقب القاري مع القطبين كمدرب، واللافت للنظر أن إنجاز الجوهري جاء على حساب فريق كوتوكو الغاني. قاد محمود الجوهري الأهلي للتتويج بأول ألقابه القارية بعد فوزه بدوري أبطال أفريقيا عام 1982 بعد الفوز على أشانتي كوتوكو الغاني في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة في مباراة الذهاب بالقاهرة قبل أن يتعادل في الإياب بهدف لكل منهما.

وكانت تشكيلة الأهلي في تلك الفترة تضم كل من إكرامي ومصطفى يونس وماهر همام وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومجدي عبدالغني ومختار مختار ومصطفى عبده وطاهر أبوزيد ومحمد عامر ومدحت رمضان. وتعتبر بطولة 1982 هي اللقب الأغلى في تاريخ القلعة الحمراء خاصة أنه كان بداية تتويج الأحمر القاري وبداية حصد الألقاب في دوري أبطال أفريقيا.

وخاض محمود الجوهري تحدي جديد بتوليه تدريب الزمالك في 1993 رغم كونه من أبناء القلعة الحمراء. وقاد الجوهري الفريق الأبيض للفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه على حساب كوتوكو الغاني بعد أن تعادل سلبيا في كوماسي وهي نفس النتيجة التي انتهت عليها مباراة العودة في القاهرة ليفوز الزمالك بركلات الترجيح 7-6. وكان أبرز نجوم جيل الزمالك خلال تلك الفترة حسين السيد ونادر السيد وهشام يكن وسامي الشيشيني وأحمد رمزي وأشرف يوسف وحسين عبداللطيف وخالد الغندور وإيمانويل أمونيكي وأيمن منصور وعفت نصار.

قمة واعدة
قمة واعدة

237 مواجهة جمعت بين الفريقين عبر التاريخ، تنوعت بين رسمية وودية وفي كل العصور والأزمان، فمصر تحت الاحتلال الإنجليزي عرفت لعبة كرة القدم في وقت مبكر ولكن السيطرة كانت للأجانب في تكوين الفرق الرياضية وتحديدا في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد. إلا أن لقاء الأهلي والزمالك، أصبح بمثابة ديربي شعبي تنتظره الجماهير المصرية، وتتنفس من خلاله طعم مواجهات أبناء الوطن في مواجهة الأندية الإنجليزية على أرض الفراعنة. وظهر التنافس مبكرا بين الأهلي والزمالك، مع بداية ظهور البطولات في الكرة المصرية سواء كأس مصر الذي بدأ عام 1921 أو كأس السلطان حسين أو دوري منطقة القاهرة.

وظلت هذه المواجهة لها بريق خاص في فترة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، مع ظهور مواهب مصرية لمعت في صفوف الفريقين سواء مختار التتش أسطورة الأهلي وحسين حجازي الملقب بأبوالكرة المصرية والذي لعب للفريقين ومحمد لطيف أسطورة الزمالك.

انتقالات مدوية

وصراع الأهلي والزمالك لم يقتصر فقط على الديربي بل زادته إثارة بانتقالات مدوية وانتصارات قياسية وحروب كلامية بين الجماهير وصلت لمرحلة الشغب أحيانا. ومع وفاة 72 مشجعا للنادي الأهلي في أحداث مباراة المصري ببورسعيد عام 2012، كان نجوم الزمالك في مقر القلعة الحمراء لتقديم النعي والعزاء ومع وفاة 20 مشجعا للزمالك في أحداث لقاء إنبي عام 2015، ألغى وليد سليمان نجم الأهلي حفل زفافه. تاريخ جديد ينتظره الديربي الأكثر إثارة في الوطن العربي الجمعة المقبل، بمواجهة تحدث لأول مرة في نهائي دوري أبطال أفريقيا بملعب القاهرة الدولي.

22