أردوغان يتوسط بين السراج والصديق الكبير

إسطنبول - أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد محادثات مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج الذي سافر لأنقرة على ما يبدو لإنهاء الخلافات القائمة مع محافظ المصرف المركزي بطرابلس الصديق الكبير.
وبحث الطرفان في اجتماع مغلق ملفات عدة على رأسها التطورات شرقي المتوسط، ومستجدات الأوضاع في ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر في حكومة الوفاق أن الزيارة هدفها عقد مصالحة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومحافظ مصرف ليبيا المركزي المُقال من منصبه الصديق الكبير، برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان. ويوجد الكبير منذ أسابيع في تركيا، وقد أبرم العديد من الاتفاقيات مع الجانب التركي.
وأشارت مصادر إلى أنه من المتوقع أن تجري محادثات بين علي الصلابي وعلي الدبيبة وعدد من قيادات الإخوان المسلمين الليبية المقيمين في تركيا مع السراج والكبير لمحاولة حلحلة الخلافات داخل “المجلس الرئاسي” وتسمية حكومة الوفاق منفصلة عن المجلس يترأسها أحمد معيتيق شريطة توافق الكبير والسراج على أن يتم تحجيم دور وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا.
وأكد المصدر أن السراج لا يمانع أن يتولى معيتيق رئاسة الحكومة المزمع تشكيلها وهي خطوة لاقت ترحيبا من عضو الرئاسي عبدالسلام كاجمان. وتصاعدت الخلافات بين السراج والكبير بسبب الخلاف حول الصلاحيات والاعتمادات المالية.
السراج لا يمانع تولي معيتيق رئاسة الحكومة وهي خطوة لاقت ترحيبا من عضو المجلس الرئاسي عبدالسلام كاجمان
وظهرت هذه الصراعات للعلن عقب تدخل المجلس الأعلى للقضاء في محاولة لتقريب وجهات النظر والدعوة إلى تسيير الأعمال إلى حين الخروج من الأزمات الحالية، إلا أن الكبير لم يقبل أن يتلقى المزيد من الأوامر من السراج، وتحديدا في ما يتعلق بالاعتمادات ورد في خطاب على المجلس الأعلى للقضاء، تناول صلاحيات السراج ورفض تنفيذ قراراته.
وعلاوة على جلسة المصالحة المتوقع عقدها، بحث أردوغان مع السراج ملفات عدة على رأسها التطورات شرقي المتوسط، ومستجدات الأوضاع في ليبيا، وأيضا المحادثات المقررة في المغرب بين وفدين يمثلان مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة.
وتستبق هذه التحركات انطلاق المباحثات الليبية في المغرب التي انطلقت الأحد وسط تشكيك حول مدى قدرة واستعداد طرفي النزاع على التوصل إلى تسوية للأزمة المستمرة منذ سنوات. ومن المتوقع أن تناقش المحادثات الليبية في المغرب تركيبة المناصب السيادية وتوزيعاتها دون التطرق إلى الأسماء.