أردني يحول شغفه بالقطع الأثرية إلى متحف

حوّل جامع تحف وانتيكات أردني منزله المتكون من طابقين إلى متحف مصغر جمع فيه على امتداد ستة عقود الآلاف من القطع الأثرية اقتناها من معارض ومزادات من مختلف أنحاء العالم، في سعي منه لترك كنز من التراث للأجيال القادمة.
عمان – يحتفظ الأردني سمير أبودهيس وراء باب جميل التصميم في الطابق العلوي من منزله بكنز من التحف الأثرية التي جمعها على مدى 63 عاما.
وقال أبودهيس البالغ من العمر 83 عاما إنه كان طوال عمره شغوفا بالقطع القديمة لاسيما تلك التي تعود إلى ماضي منطقة الشرق الأوسط، حيث يعرض تحفا مثل قطعة بلاط مزركشة قديمة من المسجد الأقصى وملابس تقليدية رقيقة من التراث البدوي ولوحات من الزجاج المعشق وبعض القطع من الجزائر.
وورث أبودهيس هذا الشغف عن والده الذي كان تاجرا حيث أخذه في عام 1946 معه في زيارة لفندق مدينة طبريا الفلسطينية من أجل شراء سجادة عجمية، ومع الوقت صار مولعا أكثر بالتراث لذلك اختار أن يدرس فنون العمارة الإسلامية، بالإضافة إلى أن عمله المتنقل أتاح له فرصة أكبر للحصول على قطعه الثمينة.
وحرص أبودهيس خلال رحلات عمله على البحث عن المقتنيات النادرة كالسجاجيد واللوحات والمخطوطات وقطع أثاث وديكورات عائدة لسنوات مضت.
وأضاف الرجل الثمانيني وهو محاط بمجموعته من القطع التراثية، التي تضم حوالي 25 ألف قطعة حتى الآن، في بيته “كنت كثير التردد على المعارض في بريطانيا، فأنا مولع جدا بزيارة هذه الأماكن التي تشبه بالنسبة لي مغارة علي بابا”.
وتابع “كل قطعة تصادفني في هذه المعارض أو غيرها من المتاجر المتخصصة في بيع الانتيكات، تشدني إليها وأرغب كثيرا في اقتنائها، ولم أتردد في أوقات كثيرة في شراء قطع أبهرتني ونقلها إما عبر شحنها في الطائرة أو بحقيبتي أو بيدي على حسب حجم وأهمية القطعة التي أقوم بشرائها”.
وأوضح جامع التُحف أنه كان يحرم نفسه في بعض الأحيان من أشياء كثيرة من أجل توفير المال حتى يتمكن من شراء قطع قديمة تعجبه، مشيرا إلى أنه أنفق مئات الألوف من الدنانير الأردنية في شراء ما لديه من قطع أثرية وإنتيكات.
ويذكر أبودهيس أن أول قطعة في مجموعته قام بشرائها في عام 1957 وهي مصنوعة من الفخار.
وجمع عاشق التحف حتى الآن الكثير من القطع المتوفرة لديه، والتي بينها عملات معدنية وطوابع وصور قديمة ولوحات لمستشرقين ورواد ومجموعة من الخرائط والمخطوطات القديمة، من مزادات مختلفة أو متاجر متخصصة.
ويسمح أبودهيس، وهو أب لثلاثة أبناء وجد لسبعة أحفاد، في العادة للزوار بزيارة بيته، ويقوم بدور المرشد حيث يشرح لهم أهمية كل قطعة تراثية يعرضها في متحفه.
وأكد الرجل الثمانيني إن “لكل قطعة حكايتها وتاريخها الخاص بها بالنسبة لي، لذلك فإنني امتنعت عن بيعها رغم العروض الكثيرة والمغرية التي قدمت لي من أجل أن أبيع قطعي”.
وأضاف “أرجو أن يظل متحفي من بعدي صامدا على حاله وتتوارثه الأجيال”.
وأصبح بيت أبودهيس محل اهتمام وبحث من قبل الكثير من الأردنيين الذين لا يكلون عن طرح الأسئلة والاستفسارات حول المقتنيات التي جمعها، ولاسيما أن أغلبها قطع قديمة أصبح وجودها نادرا، وتعود إلى القرن الماضي.