أحمد مسعود يُحاول حشد الأفغان للقيام بانتفاضة ضد طالبان

المقاومة تفشل في صد الحركة في وادي بانشير.
الثلاثاء 2021/09/07
تقهقر المقاومة أمام طالبان

بعد فشل قواته في صد هجوم حركة طالبان على وادي بانشير، يُحاول قائد المقاومة الوطنية في أفغانستان أحمد مسعود حشد الأفغان للقيام بانتفاضة وطنية ضد طالبان التي استولت مؤخرا على الحكم وتستعد للإعلان عن حكومتها في وقت لاحق.

وادي بانشير (أفغانستان) - يسعى قائد جبهة المقاومة الأفغانية الذي واجه انتكاسة في آخر معقل لقواته في وادي بانشير لتعبئة الأفغان في انتفاضة ضد حركة طالبان المتشددة التي استولت مؤخرا على الحكم بعد انسحاب فوضوي للولايات المتحدة من البلاد. ودعا القائد أحمد مسعود الإثنين إلى انتفاضة وطنية ضد طالبان بعد ساعات من إعلانها السيطرة على وادي بانشير في خطوة تجعل كافة أنحاء أفغانستان تحت سيطرتها.

وقال مسعود في رسالة صوتية أُرسلت إلى وسائل الإعلام “أينما كنتم، في الداخل والخارج، أحثّكم على بدء انتفاضة وطنية من أجل كرامة وحرية وازدهار بلدنا”.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان طالبان بسط سيطرتها على وادي بانشير الذي كان عصيا عليها وعلى السوفييت في الماضي لكنه هذه المرة سرعان ما سقط بيد الحركة.

وبالرغم من ذلك فإن مسعود أكد أن “قواته لا تزال في الوادي وتقاتل قوات طالبان”.

ويقع وادي بانشير الوعر الذي يصعب الوصول إليه، على مسافة 80 كيلومترا من العاصمة كابول. وكان آخر معقل للمعارضة المسلحة ضد طالبان التي سيطرت على الحكم في الخامس عشر من أغسطس. وبعد أسبوعين، غادرت آخر القوات الأجنبية البلاد.

ذبيح الله مجاهد: أي تمرد ضد حكم طالبان سيتلقى ضربة قاسية

وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان “مع هذا الانتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب. سيعيش الناس الآن بحرية وسلامة وازدهار”.

وتؤوي المنطقة الجبهة الوطنية للمقاومة وتعد معقلا مناهضا لطالبان منذ زمن طويل وقد ساهم القائد أحمد شاه مسعود في جعلها معروفة في أواخر التسعينات قبل أن يغتاله تنظيم القاعدة عام 2001.

وردّت الجبهة الوطنية للمقاومة على طالبان مؤكدة أنها مازالت تحتفظ بمواقع استراتيجية وفق وصفها في الوادي وأن “القتال ضد طالبان وشركائها سيستمر”.

وتضمّ الجبهة الوطنية للمقاومة بقيادة أحمد مسعود ابن القائد مسعود، عناصر من ميليشيات محلية وكذلك عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية وصلوا إلى الوادي عندما سقطت سائر الأراضي الأفغانية بأيدي طالبان.

وقد لجأ أمرالله صالح نائب الرئيس السابق كذلك إلى الوادي.

ولم تسقط بانشير يوما بين يدَي الفريق الآخر سواء تحت الاحتلال السوفييتي في ثمانينات القرن الماضي، أو في فترة الحكم الأول لطالبان في التسعينات.

وأجريت مناقشات في البداية بين طالبان والجبهة الوطنية للمقاومة التي تريد إقامة نظام حكم لامركزي. وأبدى الجانبان رغبتهما في تجنب القتال، لكن في نهاية المطاف لم يتم التوصل إلى حل يرضي الطرفين.

ووعد مجاهد سكان بانشير بأنهم لن يتعرضوا لأعمال انتقامية.

واستبقت الجبهة الوطنية للمقاومة التطورات الأخيرة باقتراح دفعت به ليل الأحد – الاثنين ينص على وقف إطلاق نار، بعد أنباء عن وقوع خسائر فادحة في الأرواح خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت إنها “اقترحت على طالبان وقف عملياتها العسكرية في بانشير… وسحب قوّاتها. وفي المقابل سنطلب من قوّاتنا الامتناع عن أيّ عمل عسكري”.

وأعلنت الجبهة الأحد على تويتر أن الناطق باسمها فهيم دشتي والجنرال عبدالودود زاره قُتلا في المعارك الأخيرة.

وعلى الصعيد السياسي، مازالت تشكيلة الحكومة الجديدة لطالبان التي كان يتوقع أن تكشف الجمعة، غير معروفة.

ويعتقد محللون أن الإسلاميين أنفسهم فوجئوا بالسرعة التي استعادوا بها السلطة ولم يكن لديهم الوقت للتحضير للخطوة التالية.

أحمد مسعود قائد جبهة المقاومة الأفغانية يسعى إلى انتفاضة ضد حركة طالبان المتشددة التي استولت على الحكم في أفغانستان

ويرصد المجتمع الدولي حركة طالبان التي عادت إلى الحكم بعد عشرين عاما من الإطاحة بنظامها على يد تحالف بقيادة الولايات المتحدة، محذرا من أنه سيقيّم سلوكها بناء على أفعالها.

وتعهّد قادة أفغانستان الجدد بأن يحكموا بتساهل أكبر من ولايتهم الأولى التي جاءت أيضا بعد سنوات من النزاع تمثّل أولا باجتياح القوات السوفييتية البلاد في 1979 أعقبته حرب أهلية.

ووعدت طالبان بحكومة “تشمل الجميع” تمثّل التركيبة العرقية المعقّدة لأفغانستان، رغم أنه من المستبعد أن تتولى النساء أي مناصب عليا.

وكان يفترض إعادة فتح الجامعات الخاصة في البلاد. ويفرض مرسوم صدر عن نظام طالبان الجديد، على الطالبات ارتداء عباءة سوداء والنقاب ومتابعة الفصول في صفوف غير مختلطة.

ومن جهة أخرى، دعت طالبان الأفراد السابقين في القوات الأفغانية إلى الاندماج بنظام الحكام الجدد.

وقال مجاهد إن “القوات الأفغانية التي تلقت تدريبات في السنوات العشرين الماضية سيطلب منها الانضمام إلى الإدارات الأمنية إلى جانب أعضاء طالبان”.

وأوضح أن أي تمرد ضد حكمها “سيتلقى ضربة قاسية”.

وأضاف مجاهد أن “الإمارة الإسلامية حساسة جدا إزاء حركات التمرد. كل من يحاول بدء تمرد سيتلقى ضربة قاسية. لن نسمح بتمرد آخر”.

وفي ظل نظامها السابق، منعت الحركة جميع الفتيات من الدراسة وفرضت ارتداء البرقع.

ومازال الوضع حرجا. وقد وصل مارتن غريفيث رئيس العمليات الإنسانية للأمم المتحدة إلى كابول حيث سيعقد على مدى أيام اجتماعات مع قادة طالبان الذين تعهدوا الأحد بضمان سلامة عمال الإغاثة ووصول المساعدات، وفقا للأمم المتحدة.

وادي بانشير

 

5