الخوف هو أن لا يتمكن الواقعُ الثقافي المزري لشعوبنا العربية الجريحة والمستنزفة، من أن يرتقي بالإنجازات الثقافية إلى نهاياتها القصوى.

ككلّ المهمومين بالقضايا الكبرى لأممهم لم يرتض مطاع صفدي لأمته العربية التي آمن برسالتها، بكل خليّة من خلايا دمه، إلاّ الموقع المتقدّم على صعيد المعرفة والتنوير، وإعلاء شأن العقل عبر تعريف عقلها وروحها ولغتها.

أن تقرأ من أجل أن يأتي الوقت كي تكتب، سوف لن تعود القراءة مجرد تمضيةً للوقت أو رغبةً بالاطلاع على شيء بعينه ستصبح إذاً همّاً وقلقاً.

النمط الكتابي الذي عشقته، كان نمط الروايات التي كتبها دستويفسكي، أو تلك التي كتبها رواد حداثة ما بعد الحرب العالمية الأولى.

البرهة الغامضة التي امتدت فيها يدي تدفع ليرة كي تأخذ كتابا كانت برهة مفصلية، وأشبه بولادة جديدة، برهة أورثتني السعادة، وأورثتني مع السعادة شقاء لا حدود له.

معظمنا يقرأ كي نمارس لعبةً أشبه ما تكون بلعبة شَدِّ الحبل. لعبةٌ نلعبها، حيناً، بيننا وبين حالنا، وحيناً آخر بين حالنا وبين أنداد مُتَخَيّلين.

كثير من إبداع هذه الأيام لا يزال يحبو ويعاني من حالة زهايمر ثقافي يجهل معها أي علاقة بواقعه المعيش وبالإرث الثقافي المحلي والكوني الذي تحقق قبل قدومه غير المظفّر إلى عالم الإبداع.

مَنْ يملك الكلمة الفصل؟ ينظرُ فلا يخطرُ بباله من جديد غيرَ الكلمات، بها سيهزم حياته المضجرة.