أحمد زكي ممثل استثنائي صنع مجده من قسوة طفولته

هانم الشربيني توثق حياة الفنان وترصد أهم أدواره الخالدة.
الأحد 2023/04/16
فنان متمكن لا يكرر أدواره

الساحة العربية ليست فقيرة من الممثلين والممثلات البارعين والذين يدخلون في صف كبار المؤدين في العالم، وأحمد زكي من أبرز هؤلاء، فنان بارع متمكن ومثقف يدرك أسرار صنعته بدراية وجرأة، ولكن خلف كل ذلك هناك حياة ليست عادية عاشها.

يحتل الفنان أحمد زكي مكانة فريدة في مسيرة الفن المصري، فهو لم يكن مجرد فنان يؤدي دوره باقتدار وتمكن، لكنه كان مبدعا ومثقفا وعاشقا لفنه، ينسج شخصية دوره بكامل حواسه وقدراته التعبيرية وحركات جسده، لذا لا نكاد نشاهد له دورا في فيلم أو مسلسل درامي دون المستوى، بل إن جميع أدواره تجزم بفرادته، فهو طه حسين وجمال عبدالناصر وأنور السادات وعبدالحليم حافظ والبيه البواب وتاجر المخدرات والسايسي والمصور و”القهوجي” و”الفواعلي” والعامل والساحر الذي يلعب بالبيضة والحجر والصعيدي والمحامي الألعبان، وغير ذلك من الشخصيات التي عاشها بعبقرية وتفان، وكيف لا وهو القائل “إن الفن على الشاشة هو الحياة الصادقة وإن الحياة خارج الشاشة هي الكذب”.

أحمد زكي بحياته وفنه وإرثه شكل هما أساسيا لدى الكاتبة الصحافية هانم الشربيني التي عكفت لسنوات تسأل وتبحث وترصد كل ما يتعلق به، من أجل توثيق كل ما يخصه خاصة بعد وفاة ابنه الوحيد الفنان هيثم أحمد زكي وبدء التنازع والصراع على تركته، وهي في هذا الكتاب “أوراق أحمد زكي”، الصادر بالتعاون بين دار كلمة ودار صفصافة، تقدم بعضا مما وصلت إليه من أوراق ووثائق وتفاصيل كاشفة عن كثير من تفاصيل أفلامه وحياته.

الحياة الصعبة

الفنان عبر عن تحولات السلطة وإلى أين يقود التجبر والتسلط فكثير من شخصياته كانت تبحث عن الحقوق المشروعة
الفنان عبر عن تحولات السلطة وإلى أين يقود التجبر والتسلط فكثير من شخصياته كانت تبحث عن الحقوق المشروعة

تقول الشربيني “كان أحمد زكي عبدالرحمن بدوي ينتمي إلى أسرة فقيرة، جاءت الصدمات مبكرة في حياته، فعندما جاء هذا الوليد اليتيم إلى الدنيا لم يجد له سندا، فبعد عامين فقط توفي والده، وتحولت أمه إلى امرأة ثكلى بسيطة حزينة تبحث عن سند، وكعادة ذلك الزمن بحثت أسرة السيدة البسيطة عن سند لها في زوج جديد وأسرة جديدة، أما طفلها اليتيم فعاش طفولة قاسية موجعة؛ تنقل بين بيوت الأهل والأصدقاء، عاش عند خاله وخالته وعمته وأقارب كثيرين، وفي هذه البيوت كلها كان هو دوما الغريب الذي تسكنه أحاسيس الضيف، الكل مشغول بأولاده يغدق عليهم من حبه وحنانه وماله ولا يقدم للضيف إلا الشفقة”.

وتضيف “عاش مشاعر الغريب، كره اليتيم المشاعر الباردة، غضب من كل العلاقات المحايدة وغير الحميمة، كان عندما ينجح يقولون له ‘مبروك’ بحيادية، عندما يمرض يواسونه أيضا من باب الشفقة، ولم يكن أمامه للهروب من تلك الحيادية اللعينة إلا البحث في ذاته ورؤية آلامه وأوجاعه عن قرب، هكذا كبر الفتى الأسمر يكره حيادية المشاعر وجفافها، صار في ما بعد منحازا كل الانحياز في مشاعره تجاه من يحبهم، أعلن التمرد والعصيان والكبرياء، فبدلا من أن يعيش اليتيم الصغير بإحساس العجز والهزيمة، وبدلا من أن تطارده أشباح الوحدة، انتفض ليصبح ماردا”.

ووفق الشربيني فقد حصل أحمد زكي على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير عام جيد جدا، وتقول وثيقة تخرجه من أكاديمية الفنون والتي تحمل عنوان شهادة مؤقتة وتنص على أن “السيد أحمد زكي عبدالرحمن بدوي حصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل دفعة مايو 1972 بتقدير عام جيد جدا، وقد أعطيت له هذه الشهادة لتقديمها إلى من يهمه الأمر”.

ليس هناك تشابه بين أدوار أحمد زكي، كل دور جسده هو ابن الشخصية ليجمعنا معه كمتفرجين التوحد والصدق

ويحكي زكي عن تلك الأيام البعيدة في أحد حواراته الصحافية، قائلا “عندما قررت السفر إلى القاهرة والالتحاق بمعهد التمثيل لم يكن معي سوى حقيبة صغيرة بها بيجامة وشبشب، وبمجرد وصولي إلى القاهرة تهت فيها، اتلخبطت، وجدت ناس مختلفة ومشاعر غريبة وقيم عجيبة، وجدت الكذب في الوشوش، والغش في القلوب، والخداع في المشاعر، بصراحة اتبهدلت وتعبت وذقت الويل وحاولت أن أحافظ على حلمي من الضياع والهوان، كنت متمسكا بالنجاح، أذكر وأنا صغير سقطت في الامتحان وانكسفت أرجع البيت وفضلت ماشي على شريط السكة الحديد وأنا أبكي بحرقة ثم رآني بيه كبير مع ابنه جالسين على القهوة فنادى علي وسألني عن سبب دموعي، وبمجرد أن عرف أني حزين ومكسوف من النتيجة ‘الخايبة’ نزل في ابنه البيه الصغير تأنيب وتبكيت ليأخذ عبرة، وأذكر يومها إنى رميت نفسي في الترعة لأنهي حياتي لكن طلعت الترعة ناشفة”.

وأضاف “الآن أدركت أن عشقي للنجاح يجعلني مرعوبا من الفشل لذلك قررت أن أواجه المجهول في القاهرة، لأصنع حلمي في التمثيل والفن، وأذكر أنني كنت نزيلا في معظم لوكاندات وسط البلد، وكنت أحيانا أنام في أي مكان لأني لا أجد ثمنا للحجرة التي أؤجرها، وأيام مدرسة المشاغبين كنت أنام في الكواليس، إنني أذكر هذه الأيام وأبتسم، لأنني صنعت من بهدلتي اسما أرجو أن يكون له قيمة في دنيا الفن”.

أدوار متعددة

صوت المهمشين المنادي بالعدالة
صوت المهمشين المنادي بالعدالة

وتلفت الشربيني إلى أنه حينما ظهر زكي للمرة الأولى على مستوى جماهيري في عقد السبعينات وسط كوكبة من رفاق جيله، كان الواحد منهم لا يتورع عن مسخ نفسه إلى قرد أو إلى مخلوق شائه لكي يلفت النظر إليه بالضحك، ولكن أي ضحك؟ الضحك المسخرة، الضحك المنحط، الذي يؤدي إلى سقوط الكرامة الإنسانية وهذا النوع من الإضحاك لا يحتاج إلى موهبة إنما يحتاج إلى وجه مكشوف، وحس متبلد، وكان هذا هو السائد في جميع مسارح القطاع الخاص حيث تراجعت القيم كلها؛ الوطنية والسياسية والفكرية والاجتماعية أمام قيم انفتاحية استهلاكية. على أن تيار المسخرة هذا لم يجرفه، هل لأنه لم يكن يملك تلك البضاعة المطلوبة آنذاك؟

وتجيب “في الواقع لا، لأنها بضاعة متوفرة، وبغير رأسمال. ولا تحتاج إلى رصيد من الفن والثقافة بقدر ما تحتاج إلى حصيلة وفيرة من قواميس لا يتعامل معها الفنان الذي احترم فنه، وما كان ذلك أيسر على أحمد زكي الذي عاش كثيرا في قاع المدينة يبحث عن زاد فني يقدر على هضمه وتحويله إلى فن مستساغ عبر القاعدة العريضة من مشاهدي أعماله، ليثبت بالدليل القاطع أن موهبته بغير حدود، وقد كان واضحا منذ الوهلة الأولى أن موهبته من معدن رنان ذي ترددات عالية يبقى صداها في الأذن مدة طويلة، مخطئ من يظن أن جاذبية أحمد زكي تكمن في سمار بشرته كما يتصور البعض. الواقع أن الجاذبية تكمن فيه كله، في تكوينه الذاتي، في شكله، في روحه، في تجربته الاجتماعية القاسية وكيف استطاع العلو عليها والاستفادة مما عاناه فيها من شقاء”.

وتشير الشربيني إلى أن أحمد زكي عاش تحولات الممثل كافة، فمشروعية نجوميته مردها إلى كونه ممثلا في المقام الأول، فقد امتاز بتنوع إمكاناته وأدواته الأسلوبية والتعبيرية التي تصل به أحيانا إلى حد الثراء الفني الفاحش، والممثل الذي ينتمي إلى تلك النخبة، يتبع في أدائه موهبته وجسارته في التمرد، وخروجه المستمر على ما هو تقليدي ومعتاد.

وتضيف “نعم الفنان أحمد زكي باختياراته الفنية، وتحولات الممثل لديه، مثل حالة نموذجية ومثالية لمفهوم الممثل/ النجم من جهة وللموقف الاجتماعي والسياسي من جهة ثانية، وتوظيف العمل واستخداماته من جهة ثالثة، وهو فوق ذلك كله جسد أكثر الصياغات التعبيرية عن المرحلة التاريخية لعصره وجيله على التوالي، وصل الشخصية المؤتمن عليها بأسباب الحياة وبعثها من الموت، وأبقاها حاضرة بنشاطها وتاريخها، بهواجسها ونقائضها دون أن ينتقص منها شيئا وهو ما لاحظه كل مخرجي الثمانينات منذ أن جسد دور البطولة أمام النجم فريد شوقي في فيلم ‘عيون لا تنام’ إخراج رأفت الميهي”.

oo

وتذكر أن “مخرجي الثمانينات قد اكتشفوا أنه الكاذب البارع الذي نصدقه ونحتفي به رغم العلم يقينا أن كل ما فعله وجاء به من أقوال وأفعال ما هو إلا محاكاة حقيقية لشخصية غير حقيقية، أو ادعاء حقيقي لعالم غير حقيقي، كما أثبت أحمد زكي في أفلامه دوما انتماءه إلى ذاكرة المدينة والحي والشارع في مصر، إنه قطعة من أرواحنا، من غضبنا، من ضحكنا، من أحزاننا جميعا”.

وتتابع أن الشخصيات التي قدمها أحمد زكي في فيلم “موعد على العشاء” (كوافير حريمي)، ثم في فيلم “طائر على الطريق” (سائق) تتشابهان في زاوية انتماء كل منهما إلى شريحة اجتماعية واحدة، ثم قدم محاولات للبحث عن النجاة والخروج من هزيمة 1967، فقدم محاولة للهروب من تأزم الواقع وتشابكاته السياسية والاجتماعية في فيلم “العوامة 70” إخراج خيري بشارة، إذ قام بدور ابن الأخ الذي يسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ممثلا في عمه المسن من محنة انكساره وضياعه بعد هزيمة 67، وشخصية المدرس في فيلم “الاحتياط واجب” إخراج أحمد فؤاد، ودعوته للمجتمع بإعادة النظر في علاقته السلطوية بمجموعة من الشبان المراهقين الذين يعيشون في إحدى الإصلاحيات ذات النهج العقابي.

كما قدم زكي دور المجني عليه في فيلم “المدمن” إخراج يوسف فرنسيس في العام نفسه 1982، فجسد معاناة الشخص الذي يقع في أسر الإدمان، والباحث عن فرصته في النجاة بمساعدة الآخرين له، ومن بين الأفلام التي قدمها في عام 1984 خمسة أفلام، منها فيلم “الليلة الموعودة”، فقدم شخصية الابن الذي يفاجأ بأن أمه الأرملة وقعت في براثن نصاب محترف، وقد احتال عليها للاستيلاء على مدخراتها ومیراث الأسرة، وأن محاولة الابن حماية الأم وإنقاذها من ورطتها ذات نهج دفاعي/ مقاوم، ربما رأى في دفاعه عن الأم دفاعا عن الأسرة/ الطبقة المهددة بالتحايل عليها وفقد مكاسبها.

كما قدم فيلم “التخشيبة” إخراج عاطف الطيب، إذ جسد شخصية المحامي الباحث المكلف بالدفاع عن موكلته الطبيبة الشابة المهددة بتوجيه اتهام ممارسة الدعارة لها، نتيجة لافتراء باطل من شاب فاسد، وعلى بشاعة الاتهام ومهانته يحاول إثبات براءتها بينما يحيل المشاهد إلى استحالة إثبات البراءة نتيجة للإجراءات البيروقراطية من جهة، ورضوخ المجتمع وتواطؤه إزاء الادعاء الكاذب من جهة ثانية.

أدوار غير متشابهة

h

تؤكد الشربيني أن تجربة أحمد زكي وعاطف الطيب شكلت علاقة ممثل نابه بمخرج موهوب، فقد جمعتهما روابط ذهنية ونفسية وثقافية وجدت تماثلها المشترك في أعمالهما، وكشفت عن مرجعية اجتماعية وتاريخية مشتركة، كان فيلم “التخشيبة” هو بداية العلاقة التي ربطت بينهما، فقد تعاون الطيب مع أحمد زكي في أفلام أخرى رائعة مثل “الحب فوق هضبة الهرم”، “ضد الحكومة”، “الهروب” و”البريء”، وكان أحمد زكي هو الفنان الوحيد القادر على إدهاشه، فكل مخرج دائما يحلم بأن يمنحه الممثل درجة من التعبير أمام الكاميرا، لكن أحمد زكي كان يتجاوز هذه الدرجة بمراحل.

وترى الشربيني أن شخوص وأبطال أحمد زكي حاولت البحث عن الحقوق المشروعة لأي إنسان سواء أكان رجلا أو امرأة، حاولت أن تدفع عنه الإهانة والاستضعاف، جسد زكي دور الضابط في فيلم “الباشا” إخراج طارق العريان (1993) متقمصا دور ضابط يلجأ إلى خرق القانون بعدما تبين له أن العدل يصعب تحقيقه أو إقامة الدليل عليه، وقدم دور المحامي الذي انقلب على نفسه في فيلم “ضد الحكومة” إخراج عاطف الطيب (1992)، وقد اعترف علانية بآثامه وفساده، لكي يحرر ذاته في مواجهة وتعنت واستعلاء السلطة المكلفة بإقامة العدل، والقائمة على التشريع، وفي فيلم “البداية” إخراج صلاح أبوسيف (1989) جسد زكي دور الفنان التشكيلي ذي النزعة الإصلاحية، الذي رأى في تحايل السلطة وأساليبها في التمويه والمخادعة ما يفسد علي الناس حياتهم.

وهو المهمش المتمرد في فيلم “أحلام هند وكاميليا” إخراج محمد خان (1988) حيث سلط الضوء على عالم يفتقر إلى العدل من وجهة نظر امرأتين، وكلتاهما تنتميان إلى إحدى شرائح المجتمع المسكوت عنها، ومن أكثر أفلامه التي تفجر قضية العدل الاجتماعي فيلما “الحب فوق هضبة الهرم” و”البريء” اللذان عرضا في العام نفسه، والفيلمان من إخراج عاطف الطيب وهما الأكثر ارتباطا بفكرة البحث عن العدل والمشروعية ورفض الظلم، فقد تحول المجند المهمش في “البريء” إلى المتمرد الذي اقتص من الذين خدعوه وقالوا له “إن العدل يكمن في وجهة نظرهم انطلاقا من مفهوم الوطن وحمايته”.

أحمد زكي عاش تحولات الممثل كافة فمشروعية نجوميته مردها إلى كونه ممثلا في المقام الأول وقبل كل شيء
أحمد زكي عاش تحولات الممثل كافة فمشروعية نجوميته مردها إلى كونه ممثلا في المقام الأول وقبل كل شيء

وترى أن أحمد زكي عبّر عن تحولات السلطة وإلى أين يقود التجبر وأوهام التعلق بالسلطة والإيمان المطلق بها ضد الإنسان والوطن عبر شخصيتين، شخصية منتصر في فيلم “الهروب”، وشخصية الضابط رجل أمن الدولة في فيلم “زوجة رجل مهم” إخراج محمد خان، حيث كشف ممارسات السلطة والاستبداد إزاء الفرد في سعيه المشروع للنجاة من ملاحقتها له حيث ينتهى مصير شخصية الضابط رجل أمن الدولة نحو السقوط والهزيمة، إذ تتغير قواعد اللعبة السياسية وتظهر حساباتها غير المعلنة.

 أيضا بحث زكي عن مقتضيات العدالة، فواجهت الشخصية المصير نفسه في فيلم “الراعي والنساء” حيث لقي مصرعه قتلا في عالم أنثوي مضاد شكل من كل من الزوجة والابنة من جهة وشقيقة الزوج الغائب من جهة أخرى، فـ”الراعي والنساء” كشف لبواطن النفس الإنسانية ورغباتها من خلال رجل مطارد من ماضيه يدخل عالم هؤلاء النساء منجذبا إلى هذا العالم الغامض ومحتالا على مشاعرهن ورغباتهن فيغدو مصيره معلقا بحزمة من الرغبات والمطالب الأنثوية ومحطا لانتقامها.

وتضيف “ينتقل أحمد زكي بعد ذلك ليجسد شخصية اثنين من رؤساء مصر لكل منهما اتجاهات سياسية واقتصادية تختلف عن الآخر عبدالناصر والسادات، وتلك براعة لا يضاهيه فيها ممثل آخر وشجاعة وتحد كبير لا يجرؤ عليه آخرون، لقد نجح في تجسيد هيئتهما وتفاصيل الشخصية المادية، ونقل أيضا جوهر الشخصية ومشاعرها وأفكارها حتى أن الموالين لعبدالناصر رأوا فيه تجسيدا حقيقيا للزعيم، والموالين للرئيس السادات رأوا فيه تجسيدا حقيقيا للرجل الذي اتخذ قرار العبور العظيم وحقق أغلى انتصار عسكري في أكتوبر”.

وتتابع “ثم قبل وفاته يلتقي بحلمه الذي لم يكتمل وهو ‘العندليب’ حيث كان يعتبره الصوت الذي عايش أحلامه وصباه وحياته. وكان من الصعب جدا على أي ممثل غير أحمد زكي أن يقدم شخصية البواب ثم يقوم بدور الرئيسين السادات وعبدالناصر ويجعلنا نتذكر كل دور على حدة، ليس هناك مجال للتشابه بين أدواره، كل دور جسده هو ابن الشخصية ونحن متفرجون يجمعنا معه التوحد والصدق، يقف اسمه جنبا إلى جنب مع كبار الممثلين والممثلات الذين ارتبط حضورهم الفني على الشاشة، بمتعة المشاهدة من جهة ومتعة الوقوف على تحولات الممثل وتجلياته من جهة ثانية”.

12