أحمد حاتم فنان مصري يستدعي نجاحات "أوقات فراغ" بجزء ثان

يرتبط الفنان المصري أحمد حاتم في أذهان الشباب بدور البطولة الذي قدمه في فيلم “أوقات فراغ”، وشكل خرقا لثوابت فنية وسينمائية ظلت طاغية على مناقشة قضايا الشباب. وقد استطاع حاتم أن يلامس مشكلات حياتية في المرحلة الجامعية، ما جعله أكثر رغبة في تقديم أعمال تخاطب الفئات الشبابية باعتبارها تشكل جزءا مهما من جمهوره الذي يعوّل عليه لتثبيت قدميه في عالم السينما.
القاهرة – قدّم الفنان المصري الشاب أحمد حاتم 12 فيلما و24 مسلسلا في تاريخه الفني القصير، ورغم أن بدايته جاءت من خلال بطولة جماعية، غير أنه تخلى عنها في الكثير من الأعمال التي قدّمها قبل أن يصعد إلى المقدّمة مرة أخرى، وعاد ليقدّم دور البطولة في فيلم “قصة حب” العام الماضي، ولحقه هذا العام بفيلم “الغسالة” الذي يُعرض بدور العرض السينمائية حاليا متجاوزا أزمة فايروس كورونا.
وقال أحمد حاتم في حواره مع “العرب”، إنه يستعد لتقديم الجزء الثاني من فيلم “أوقات فراغ”، ويعقد جلسات عمل مع المنتج هشام عبدالخالق لمناقشة تفاصيل العمل، وتدور أحداثه حول التطوّرات الحياتية التي طرأت على شباب الجامعة الذين شاركوا في بطولته عام 2006، والصعوبات التي تواجههم بعد أن تخطوا حاجز الثلاثين عاما، بمشاركة نفس أبطال العمل عمرو عابد، وكريم قاسم، إلى جانب بعض الشخصيات التي تواكب تطورات حياة هؤلاء الشباب.
وأضاف أن أحداث الفيلم سوف تركّز على ما يدور في حياة الشباب بعد عشر سنوات من إنهاء حياتهم الجامعية وكيف تغيّرت نظرتهم إلى الدنيا، مع تسليط الضوء على مراحل التطوّر التي صاحبت شخصية كل منهم، وكيف أن ظروف الحياة قد ساعدت أحدهم على أن يتزوّج وينجب، وآخر مقبل على الزواج، وثالث دفعته الحياة إلى أن تكون لديه اهتمامات أخرى.
وتركّزت أحداث الجزء الأول، حول مجموعة من الشباب منهم الغني والفقير والمتحرّر والمتديّن، وجميعهم كانوا يعيشون حياة مليئة بالاضطرابات، والتأرجح ما بين اتخاذ قرار وتنفيذه ثم إلغائه، وتبدأ الأحداث وجميعهم في الملاهي وتنتهي وهم في المكان نفسه، وبين البداية والنهاية يحاول هؤلاء الشباب تحقيق أحلامهم، لكن يعوقهم التردّد.
تحدي التكرار
لم يستطع الفنان الشاب أحمد حاتم أن يكرّر النجاح الذي حقّقه في فيلم “أوقات فراغ” حينما قدّم في العام التالي له فيلم “الماجيك” بمشاركة عدد من أبطال الفيلم الأول إلى جانب وجوه شابة جديدة، وبدا الفيلم مستنسخا من دون أن يقدّم إضافة جديدة، وهو ما يضع حاتم أمام تحديات عدم التكرار، مع مراعاة الظروف والمتغيرات المحيطة بالشباب.
وفنيا، تحتاج القضايا الشبابية إلى مساحة واسعة من الحرية كي تغوص في تفاصيل لا ترى النور، وهو أمر يشكل هاجسا أيضا لدى القائمين على إنتاج الجزء الثاني من الفيلم، بل إن نجاح حاتم في الوصول إلى الجمهور الشاب أصبح مرتبطا بمدى مسايرته للمشكلات التي يعاني منها من دون تجميل أو تشويه، ولعل ذلك يعد من أسباب تأخر بدء تصوير الفيلم أكثر من مرة.
وأشار حاتم في حواره مع “العرب” إلى أنه بدأ حياته الفنية في دور البطولة، ما يجعله حريصا على اختيار الأدوار التي يجسّدها، بحيث لا يبتعد عن المكانة التي حظي بها في الظهور الأول له، الأمر الذي انعكس على بطء خطواته الفنية.
وأرجع ذلك إلى أنه عندما دخل مجال التمثيل كان في مرحلة عمرية صغيرة، ومن الصعب أن تقدّم السينما المصرية أبطالا في سن الـ18 عاما، وبالتالي لم يكن متاحا له تقديم أعمال سينمائية بشكل سنوي.
وأوضح أنه كلما تقدّم في مرحلة عمرية باتت الموضوعات المعروضة عليه أكثر تنوعا، وأن الوضع الآن مختلف بعد أن وصل إلى مرحلة من النضج تجعله يستطيع توجيه قدراته باتجاه الجمهور الذي يسعى لمخاطبته عبر الأعمال السينمائية والدرامية أيضا، وفي جميع الأحوال هو لا يهتم بالظهور الكثيف بقدر اهتمامه بالعمل على جذب الجمهور الذي يتوجه إليه وإقناعه بطبيعة الموضوع الذي يتم طرحه.
ويضع الفنان المصري الشاب جملة من المعايير التي تحدّد موافقته على أي عمل فني، على رأسها السيناريو الجيد، والقصة المختلفة، والمخرج الذي يستطيع أن يقدّم الرسالة بشكل سلس إلى الجمهور، ثم يأتي بعد ذلك الاهتمام بالجهة المنتجة وفريق العمل، ويعتقد بأن جميع هذه النقاط تكون بحاجة إلى ترابط وتناسق بما يسهم في خروج العمل في أفضل صوره.
أعمال بالجملة
يكرّر أحمد حاتم دوما أنه استفاد من حياته الأسرية، فقد منحه عمل والده الصحافي بجريدة الأهرام، حاتم صدقي، المزيد من الاطلاع على الموضوعات الدقيقة، وساعده على ولوج قضايا مختلفة، ومكنه ذلك من الإلمام بملفات ثقافية متنوعة.
وينشط حاتم الابن على المستوى السينمائي حاليا، حيث بدأ بالفعل في تصوير مشاهده في فيلم “قمر 14”، والذي تتداخل فيه خمس روايات، بمشاركة أكثر من 21 فنانا، أبرزهم: خالد النبوي وأحمد الفيشاوي وشيرين رضا وأمينة خليل وغادة عادل وأحمد مالك ومحمد جمعة وبيومي فؤاد ومحمد علاء وخالد أنور، ومن إخراج هادي الباجوري.
ويستعد الفنان الشاب للشروع في التحضيرات المبدئية لفيلمه الجديد “ريتسا”، ليكون الفيلم الثالث على التوالي الذي يشارك في بطولته مؤخرا، وهو من بطولة الفنان محمود حميدة، ورفض الإفصاح عن مضمونه في الوقت الحالي، غير أنه أوضح أن القائمين على العمل يقومون بالانتهاء من وضع الخطوط الرئيسية للشخصيات المشاركة فيه قبل البدء في عملية التصوير.
ويقول حاتم إنه يسعى إلى استثمار حالة النجاح التي حقّقها فيلمه “الغسالة” على مستوى قدرته على جذب جمهور المراهقين والشباب إلى شباك التذاكر، حيث حقّق إيرادات بلغت 10 ملايين جنيه (600 ألف دولار تقريبا)، بعد أسبوعين فقط من عرضه بدور السينما بالتزامن مع عيد الأضحى، في وقت تستقبل فيه صالات السينما 25 في المئة فقط من إجمالي قدرتها الاستيعابية.
وأوضح حاتم لـ”العرب” أن الفيلم خطوة مهمة في مشواره الفني، لأنه تمكن من الوقوف لأول مرة أمام الفنان محمود حميدة، كما دفعه نجاح العمل إلى تكرار التعاون مجددا معه في فيلم “ريتسا”، إلى جانب أنه أحدث ثنائيا جذب الجمهور مع الفنانة هنا الزاهد التي شاركته بطولة فيلم “قصة حب”.
ويجسّد حاتم شخصية عمر الذي يعمل دكتورا في كلية العلوم، ويحاول اختراع آلة للزمن ليعود بالزمن إلى مرحلة الطفولة والشباب، لإصلاح علاقته بحبيبته والتي تجسّد دورها الفنانة هنا الزاهد، ويمرّ دوره بثلاث مراحل زمنية، وهي: مرحلة الطفولة 10 سنوات، ومرحلة الستينات التي يقدّمها محمود حميدة، وهو يجسّد مرحلة الشباب في الثلاثينات من عمره.
وأضاف أن وجود الفيلم وحيدا في صالات العرض السينمائي جاء في صالح العمل، وأن الجهة المنتجة أقدمت على مجازفة جاءت نتائجها إيجابية للغاية، بعد أن استطاع أن يلفت أنظار الجمهور في ظل الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، كما أن نجاح العمل يشجّع المنتجين على عرض أفلامهم حتى تسير عجلة الإنتاج مرة أخرى.
وتشهد دور العرض السينمائي بمصر انطلاقا من اليوم الأربعاء عرض فيلم “توأم روحي” بطولة الفنان حسن الرداد، وأيضا فيلم “زنزانة 7” للفنان أحمد زاهر ونضال الشافعي.