أحزاب لبنانية تواجه غضب الشارع بالهجوم على الإعلام

بيروت - استنكر صحافيون لبنانيون حملة التحريض التي تمارسها أحزاب وشخصيات سياسية لبنانية ضد وسائل إعلام عربية والعاملين فيها ودعوات مقاطعتها، بسبب تقاريرها الإخبارية.
وأصبحت المقاطعة الإعلامية سلاحاً للأحزاب في لبنان، في الآونة الأخيرة، فالتيار الوطني الحر دعا جمهوره لمقاطعة قناة “إم.تي.في”، وجماهير حزب الله وحركة أمل قاطعت قناة الجديد، وشنت هيئة تنسيق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية بعد اجتماعها الدوري الذي عقدته في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي ببيروت، هجوما شرسا على وسائل إعلام عربية.
وادعت هذه الأحزاب ومن بينها حركة أمل وتيار المردة وحزب الله والحزب القومي السوري، “وجود حملة إعلامية منظمة للتصويب على العهد والمقاومة لتبرير المطالبة بتحقيق دولي تقوده دولة الشر الكبرى في العالم، والذي ستكون نتائجه معروفة مسبقا من خلال تبرئة المجرمين وتحميل المسؤولية للقوى الحريصة على السيادة والاستقلال الحقيقي”.
وقال صحافي لبناني إن “بيان هذه الأحزاب منفصل عن الواقع وشديد الغرابة، فالقنوات الفضائية التي يدينونها تنقل كلام الشارع اللبناني والمتظاهرين الذين خرجوا منددين بهذه الأحزاب وزعمائها السياسيين والفساد الذي أغرقوا فيه البلاد”.
ووصل القلق من الإعلام إلى جمهور حزب الله، إذ اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه، الأحد، أنّ الحزب يتعرض لـ”حملة لا سابق لها على مدى أربعين أو خمسين سنة، إذ يعمدون إلى سياسة الضغوط النفسية والمعنوية حتى نتخلى عن القضايا التي ضحينا من أجلها”.
تحريض بعض الأحزاب اللبنانية على وسائل الإعلام يعرضها والعاملين فيها لأخطار شتى
وأضاف أن “هناك دولاً تستخدم جيوشاً إلكترونية بشكل سيء، وتحاول فرض رأي عام على بلد ما”، كما أن هناك “سفارات أجنبية وخليجية تدفع عشرات ملايين الدولارات للإعلام لاستهداف الحزب عبر أخبار وأكاذيب، ويدفعون المال مقابل بثّ السموم ويتجاوزون حدود الكذب إلى الاستفزاز والسب والشتائم ضد الحزب”.
ولم يجد نصرالله وسيلة للدفاع عن حزبه ضد الاتهامات التي طالته بالمسؤولية عن انفجار بيروت، سوى دعوة جمهوره إلى مقاطعة تلك الوسائل الإعلامية، وهدد بقطع البث بالقول “لا تجبرونا على قطع إرسالها”.
بدورها نددت مبادرة “إعلاميون من أجل الحرية” بالتحريض الذي يستهدف إسكات وسائل الإعلام ومنعها من فتح ملفات الفساد، وملف مرفأ بيروت، لطمس الحقائق.
وقالت المبادرة في بيان “تتوالى مواقف بعض القوى السياسية في لبنان التي تدعو إلى مقاطعة بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية، وهذا حق ضمنته الديمقراطية وحرية التعبير، لكن ما بدا من خلال هذه الدعوات، أن هناك اتجاهاً للتحريض على هذه الوسائل، وتعريضها والعاملين فيها لأخطار شتى، وهو ما نرفضه ونحذر منه”.