أجهزة ذكية.. في بيتنا جاسوس

أنيك جيسدانون
نيويورك - هل أدخل شخص ما جاسوسا إلى منزلك خلال العطلات؟ ربما…إذا أهداك أحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة سماعات تتفاعل بالصوت أو بعض الأجهزة الذكية الأخرى.
ولكن كل هذه الأجهزة بدءًا من السماعات المتصلة بالإنترنت مع المساعدين الصوتيين مثل “أمازون أليكسا” إلى أجهزة التلفزيون المزودة بنتفليكس يمكن أن تكون دائمة التنصت والاستماع والمشاهدة أحيانا أيضا. وكما هو الحال مع جميع التقنيات الجديدة تقريبا، يعني اقتناء هذه الأجهزة الموازنة بين مخاطر الخصوصية ووسائل الراحة التي تقدمها.
وتقدر شركة الأبحاث “آي.دي.سي” ازدياد كمية الشحنات في جميع أنحاء العالم إلى 815 مليون سماعة ذكية وكاميرات أمنية وغيرها من الأجهزة في عام 2019، بزيادة 23 بالمئة عن عام 2018. كان العديد من هذه المبيعات للهدايا.
يمكنك تجنب المخاطر تماما من خلال إعادة هذه الأجهزة على الفور. لكن إذا قررت الاحتفاظ بها، فهناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل احتمال هذا التنصت.
تتيح لك السماعات الذكية مثل “أمازون إيكو”، و”غوغل هوم” معرفة الطقس والمواعيد باستخدام أوامر صوتية بسيطة. بعض الإصدارات الحديثة تأتي مع الكاميرات والشاشات.
وتستمع العديد من هذه الأجهزة باستمرار للأوامر وتتصل بخوادم الشركات لتنفيذها. وعادة ما يتجاهلون الثرثرة الخاصة وينقلون التسجيلات الصوتية فقط عند تشغيل الجهاز.
ولكن لا توجد هناك طريقة سهلة للمستهلكين للتحقق من تلك الضمانات. حيث في إحدى الحالات، استمع مساعد “أليكسا” في جهاز “إيكو” عن طريق الخطأ إلى محادثة وثرثرة خلفية وعمل على تحويلهما إلى معلومات. بل أنه يمكن تخزين الأوامر الصوتية المرسلة عبر الإنترنت إلى أجل غير مسمى وقد تتضمن محادثات في الخلفية يمكن البحث عنها في الدعاوى القضائية والتحقيقات.
تتيح لك الشركات ذات السمعة الطيبة مراجعة وحذف صوتك، حيث تتيح لك “أمازون” الآن طلب الحذف التلقائي بعد 3 أو 18 شهرًا، لكنك بحاجة إلى إعداد هذا الخيار، ولا يوجد خيار لمنع “أمازون” من حفظ سجل أوامرك على الإطلاق.
وحتى وقت قريب، سمحت شركات التكنولوجيا للموظفين بمراجعة التفاعلات الصوتية من أجل مراقبة الجودة، وتم تسريب بعض هذه التفاصيل. وبعد رد الفعل العكسي، تقوم العديد من الشركات بجعل الأمر أكثر وضوحًا وأسهل من خلال استثناء المراجعة البشرية. وإذا كان لديك أطفال، فقم بإعداد رمز مرور للتسوق إذا كانت السماعات الخاصة بك تسمح بذلك، وإلا فسيكون الجهاز مجرد لعبة لطفلك.

أما بالنسبة للإصدارات التي تأتي بشاشة، فهناك العديد من الكاميرات الخاصة بمحادثات الفيديو. عندما لا تستخدم الجهاز، فكر في قلبه لمواجهة الجدار، خاصة في غرفة النوم والأماكن الخاصة الأخرى. أو غطي الكاميرا بأي شيء.من المفترض ألا تعمل في ذلك الوقت، ولكن كن حذراً.
تتيح لك كاميرات الحماية المتصلة بالإنترنت إمكانية مشاهدة حيواناتك الأليفة أو أطفالك عندما لا تكون في المنزل. يتيح لك أيضا برنامج “أمازون رينغ” التحقق ممن يقف عند باب منزلك دون الحاجة إلى القيام بهذا الدور بنفسك.
ولكن المشكلة تكمن في أنه إذا كان بإمكانك مشاهدة الفيديو على أحد التطبيقات، فإنه يمكن للقراصنة الإلكترونيين أن يفعلوا ذلك أيضا بكل سهولة.
عندما تستخدم نفس كلمة المرور في خدمات متعددة، يمكن لهذا القرصان الذي يسرق كلمة المرور الخاصة بك من مكان واحد أن يجربها على خدمة الكاميرا أيضا. لذلك لا تعد استخدام كلمة المرور، ولكن حاول كذلك استخدام الخاصية التي تطلب منك إدخال رمز مؤقت تم إرساله كنص لضمان أنه أنت المستخدم.
ومرة أخرى، قد ترغب في تحويل الكاميرا لمواجهة الجدار عندما تكون في المنزل. إنه أمر مؤلم، وإذا نسيت أن تعيد وضعيتها مرة أخرى عند المغادرة، فإن ذلك يلغي غرض امتلاك كاميرا أمنية.
تتيح لك الأقفال الذكية فتح الأبواب من خلال استخدام تطبيق، حتى أنه يمكنك أن تسمح للضيوف بدخول المنزل عندما لا تكون فيه. وقد يحاول اللصوص اختراق هذا النظام، رغم أنه من الأسهل بالنسبة لهم في كثير من الأحيان مجرد كسر النافذة. وكإجراء وقائي، قم بتعطيل أي قدرات لإلغاء تأمين الأبواب من خلال إصدار أمر صوتي لسماعات ذكية، خاصة إذا كان لديك أطفال أشقياء، أو مراهقون قد يرغبون في التسلل إلى شخص ما.
وعلى الرغم من أن المفاتيح الرقمية يمكن أن تكون مريحة للسماح للضيوف بالدخول، إلا أنها يمكن أن تترك أثرا رقميا. وفي نزاع حول حضانة الأطفال، على سبيل المثال، قد يقوم زوجك السابق باستدعاء السجلات التي تخبره بأنك بقيت خارجاً إلى وقت متأخر في أيام المدرسة. وإذا قمت باستئجار شقة وأنشأت نسخة لأحد ضيوفك تُستخدم يوميًا، فقد يشك المالك في وجود شاغل غير مصرح به.
يوجد حل بسيط إذا كنت لا تستخدم ميزات الإنترنت على تلفزيونك الذكي: لا تقم فقط بتوصيل التلفزيون بشبكة واي فاي الخاصة بك في المقام الأول. وبالطبع، لن ينجح هذا إذا كنت لا تستخدم أداة منفصلة لبث الفيديو.
قد يحصل الأطفال على العديد من الدمى وغيرها من الألعاب التي يمكنها أن تتحدث. ولكن إذا كانت اللعبة متصلة بالإنترنت، فاحرص على التأكد من مقدار السيطرة التي تقع في أيدي الآباء، وما إذا كانت اللعبة تسمح للأطفال بالتواصل مع العالم الخارجي. يمكنك التحقق عبر الإنترنت لمعرفة ما إذا كان الآباء أو مجموعات المستهلكين الأخرى قد حددوا هذه المشكلات.