ما أحوج نخبنا إلى فهمها الخاص بعيدا عن الأيديولوجيا كي تدرك حقيقة ما يجري في سوريا، وتنأى بنفسها عما يسميه كامو “ديانة الشمولية”.

الكتب التي لا تزال عالقة بالذاكرة، تلك التي أقبلت عليها أيام اللهفة على مصنفات لم تكن متوافرة بالقدر الكافي.

الكتب التي تنظر للكتابة لا تقدم وصفة سحرية، ولا تضمن لقارئها امتلاك موهبة ليست فيه، ولكنها تساعده على الأقل في تبين المطبات التي عادة ما يقع فيها المبتدئون.

ينكر أن يكون الاستعمار الفرنسي شرّا كله رغم المجازر التي ارتكبها ضد بني قومه. بل إنه صرّح مرة لقناة فرنسية أنه لم يشعر يوما بأنه عربيّ.

الجهاز اللغوي يبدو لحظة إنتاجه مَصوغا وفق آليّات خاضعة لقواعد اللّغة وضوابطها وروابطها ونواسخها، إلّا أنّه في عمومه محكوم بآليات أخرى تحيل على الرّقابة والمحظورات.

ومن منا عارض يوما مفكّرا من مفكرينا الذين طالما عابوا على الوعي النقدي عند العرب قصوره أو غيابه أصلا، ولم يأته ردّ صاعق يَردعه عن تكرار المحاولة.

أصوات بعض العقلاء بدأت تحذّر من الكوارث التي يمكن أن يؤدي إليها الإفراط في الاتكال على الآلة بعد أن باتت حادّة الذكاء بالغة التعقيد.

يوسا لا يدين التلفزيون فهو ظاهرة عامّة اجتاحت العالم كلّه، ليس لكونه يقتحم البيوت بغير استئذان فحسب، وإنما أيضا لأنه بات طقس عبور لكل باحث عن المجد والشهرة بأيسر السبل.

أقصى ما يمكن أن نفعله هو أن نستشرفه ونخطط له انطلاقا من معطيات الحاضر، على غرار ما فعله المفكر الفرنسي جاك أتالي في كتابه "تاريخ مصغّر للمستقبل".