أبوظبي تنظم أول مؤتمر ومعرض متخصصين بالمخطوطات

معرض في أبوظبي يعزز من فهمنا لموروث المخطوطات العربية الثمين بمشاركة باحثين وأكاديمين وخبراء من حول العالم.
الجمعة 2018/12/28
المخطوطات نوافذ مفتوحة على الماضي

لا يتوقف دور المخطوطات عند أهميتها التاريخية كأثر بشري، بل يمكنها أن تلعب أدوارا فاعلة في الواقع اليوم، حيث تمثل منطلقات حضارية لترسيخ التفاعل الثقافي، سواء في ما تكشفه من معلومات هامة وفريدة، أو ما توفره من مجال للالتقاء الفكري والتاريخي والثقافي بين الشعوب. ووعيا بأهمية المخطوطات العربية وضرورة الحفاظ عليها والسعي إلى إبراز أدوارها المختلفة يأتي مطلع عام 2019 أول معرض مختص بالمخطوطات في أبوظبي الذي سيجمع أهم الباحثين ويناقش أبرز القضايا المتعلقة بهذا الإرث الثقافي الفريد.

يعتبر مؤتمر ومعرض أبوظبي الأولان للمخطوطات اللذان تنظمهما دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي أول مؤتمر ومعرض متخصصين بالمخطوطات، ويأتيان بعنوان “المخطوطات العربية، واقع وقضايا”، إذ يهدفان إلى إبراز دور أبوظبي المحوري في الحفاظ على التراث العربي الأصيل ونشره.

جسور ثقافية

 يضمّ المعرض مجموعة من المخطوطات النادرة التي تؤكّد على عمق الثقافة العربية المتجذّرة وتاريخها العريق. كما يسعى المؤتمر إلى تعزيز العلاقات والروابط الثقافية مع مراكز المخطوطات العربية حول العالم، إضافة إلى تبادل المعارفوالخبرات حول هذه الوثائق التاريخية القيّمة.

وقال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي إن أهمية إقامة مثل هذا المؤتمرالذي يقام يومي 16 و17 يناير 2019، بينما يستمر المعرض المصاحب للمؤتمر حتى 15 فبراير في منارة السعديات، “تعد المخطوطات التاريخية جزءا مهما من تراث أي حضارة حيث تلعب دورا مهما في فهم التراث ونقله للأجيال القادمة.

من هذا المنطلق ينعقد مؤتمر ومعرض أبوظبي الأول للمخطوطات ليعزز من فهمنا لموروث المخطوطات العربية الثمين، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديمين والخبراء من مراكز الدراسات المرموقة حول العالم”.

وشدد غباش على أن “هذه الوثائق القيمة تعد سجلا للتاريخ المشترك في منطقتنا، فإلى جانب الأهمية الأكاديمية والبحثية للمؤتمر فهو يعمل كمنصة لبناء جسور من التواصل الثقافي بين المشاركين والجهات التي يمثلونها، ويأتي ذلك في باكورة أنشطتنا لعام التسامح 2019، فقد كانت المخطوطات في عصورها الذهبية
جسورا للتواصل الثقافي والتبادل المعرفي بين الشعوب، وعبرها تعرف العالم على العلوم التي برع فيها العرب وأضاف
إليها”.

وأضاف “نحن على ثقة بأنّ مؤتمر ومعرض أبوظبي للمخطوطات سيسهمان في بناء جسور التفاهم الثقافي بين المشاركين من مختلف الثقافات والحضارات، بما يعزز من مهمتنا في دعم الحوار بين الثقافات وقبول التنوّع داخل المجتمع″.

تسلط  الجلسات الست للمؤتمر الضوء على القيمة التاريخية لإصدار ونشر وحفظ المخطوطات، وذلك برئاسة نخبة من المشرفين المعروفين في منطقة الخليج العربي والعالم العربي، مثل الدكاترة محمد الشوابكة من الأردن؛ وعبدالله المنيف وعبدالله بن سليم الرشيد من السعودية؛ وعبدالله غليس من الكويت؛ إضافة إلى أحمد شوقي بنبين من المغرب؛ ومحمد إبراهيم حور من الأردن.

كما تشارك في المؤتمر مجموعة من المتحدثين الرئيسيين من منطقة الشرق الأوسط من أصحاب الخبرة الطويلة في مجال حفظ المخطوطات والمؤلفات الأدبية، مثل عبدالله الغنيم من الكويت، وبشار عواد معروف من الأردن، وعادل سليمان جمال من الولايات المتحدة وعبدالله عسيلان من السعودية.

المؤتمر ومعرض المخطوطات سيسهمان في بناء جسور التفاهم الثقافي بين المشاركين من مختلف الثقافات والحضارات
المؤتمر ومعرض المخطوطات سيسهمان في بناء جسور التفاهم الثقافي بين المشاركين من مختلف الثقافات والحضارات

جلسات ومحاور

تتضمن أعمال اليوم الأول ثلاث جلسات، تقام الأولى تحت عنوان “المخطوطات العربية في الحروب والأزمات” وتتضمن أربعة محاور هي: حفظ المخطوطات أثناء أزمة الكويت، والمخطوطات العربية في أفريقيا أثناء الحروب، والحماية القانونية للمخطوط العربي أثناء الحروب.

فيما تشهد الجلسة الثانية التي تقام بعنوان “واقع المخطوطات العربية وفهرستها في العالم” مناقشة أربعة محاور هي: دراسة المخطوطات العربية.. جهود واتجاهات، والأهمية العلمية للمخطوطات العربية في دير الاسكوريال، وجهود ثوثيق المخطوطات والمصورات في مركز جمعة الماجد للتراث، وواقع المخطوطات العربية وسبل النهوض بها.

 أمّا الجلسة الثالثة في اليوم الأول فتتناول حركة تحقيق التراث العربي ونشره في أربعة محاور هي؛ تحقيق التراث الأدبي واللغوي في المملكة العربية السعودية، وتحقيق التراث العربي ونشره في سلطنة عُمان، وجهود كرسي عبدالعزيز المانع في نشر التراث العربي، وجهود المجامع اللغوية في نشر التراث العربي.

وتنطلق أعمال اليوم الثاني من مؤتمر أبوظبي الأول للمخطوطات بجلسة عنوانها “مشكلات تحقيق النصوص”، تتناول المحاور التالية؛ مشكلات تحقيق النص التاريخي، ومشكلات تحقيق النص الجغرافي، ومشكلات تحقيق النص العلمي، ومشكلات تحقيق النص الأدبي. فيما تعرض الجلسة الثانية من أعمال اليوم الثاني إلى “المشاريع  الكبرى لتحقيق كتب التراث” وتتناول معجم البلدان لياقوت الحموي، ومعجم العباب الزاخر للصغاني، والفلاحة الأندلسية لابن العوام، والرحلات المحققة في مشروع “ارتياد الآفاق”.

أمّا الجلسة الثالثة والأخيرة من أعمال المؤتمر فتتناول موضوع “تحقيق النص المجموع″ في أربعة محاور هي؛ جمع الكتاب التراثي المفقود وتحقيقه، وتحقيق الشعر المجموع في العراق.. نوري القيسي وحاتم الضامن أنموذجا، وجهود عبدالعزيز الفيصل في تحقيق دواوين الشعر القديم، وجهود جمع الشعر الأندلسي وتحقيقه.

يذكر أنّ قسم المخطوطات في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي يمتلك مجموعة هامة من المخطوطات في منطقة الخليج العربي، ويعني القسم بعمليات حفظ وترميم المخطوطات وتحقيقها وإعادة نشرها.

مخطوطات تعرف العالم عبرها على العلوم
مخطوطات ثمينة لا تقدر بثمن

 

14