أبل تعيق وصول فيسبوك إعلانيا إلى مستخدمي هواتفها

فيسبوك تتهم تحديث أبل الجديد بالتسبب بخسائر للشركات الصغيرة والمتوسطة المطورة للتطبيقات.
الجمعة 2020/08/28
خطوة تضرّ بالشركات الصغيرة والمتوسطة

سان فرانسيسكو - اتهمت شركة فيسبوك تحديث أبل الجديد بالتسبب بخسائر للشركات الصغيرة والمتوسطة المطورة للتطبيقات، بالحد من الإعلانات الموجهة لمستخدمي هواتف “آي فون”.

وقالت الشبكة الاجتماعية في بيان إن الأثر على معدي التطبيقات ومطوّريها “يصعب تحديده كميّا”، لكنها لفتت إلى أنها أجرت عمليات محاكاة خلصت إلى أن “أكثر من 50 في المئة من الإيرادات ستتبدد عند تعطيل القدرة على تكييف الحملات الإعلانية على الأجهزة المحمولة”.

وأضافت الشبكة “في الواقع، قد يكون الأثر أكبر بكثير على الشركاء المعنيين”.

وأصدرت أبل في الأيام الماضية أحدث تحديثاتها لنظام تشغيل “آي.أو.أس” على الهواتف والألواح الإلكترونية وأجهزة “أبل.تي.في”، بنسخة تجريبية للمطورين.

وأشارت أبل إلى أن نظام التشغيل الجديد المسمى “آي.أو.أس 14” يفرض “طلب إذن المستخدمين لتعقب تحركاتهم عبر التطبيقات والمواقع الإلكترونية المملوكة لشركات أخرى”.

ويتيح رصد تحركات المستخدمين جمع بيانات شخصية وتشاركها بغية استهدافهم إعلانيا.

ويشكل ذلك جانبا أساسيا في النموذج الاقتصادي المعتمد لدى فيسبوك التي تجمع خوارزمياتها البيانات وتعالجها ضمن ملفات غير اسمية.

وتبيع منصات المجموعة مساحات إعلانية محددة الأهداف بدقة على نطاق واسع للمعلنين. وهي تمدهم أيضا بأدوات تتيح تتبع هذه الملفات وتحقيق كسب مادي منها لدى خروج أصحابها من فيسبوك لاستخدام تطبيق آخر.

وتبيع التطبيقات الأخرى بعدها مساحات إعلانية موجهة بدقة أيضا، ما يدرّ إيرادات أعلى بكثير من الحملات الإعلانية غير المحددة الأهداف.

وقالت فيسبوك إن نظام تشغيل “آي.أو.أس 14” سيضر بكثير من المطوّرين والناشرين في فترة صعبة أصلا على الشركات، مضيفة “نعمل مع أكثر من 19 ألفا من هؤلاء حول العالم ودفعنا لهم المليارات من الدولارات سنة 2019. تعتمد الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة على الإعلانات من أجل البقاء”.

ولطالما وجهت أبل انتقادات في الماضي للنماذج الاقتصادية المعتمدة لدى فيسبوك وغوغل اللتين تهيمنان بقوة على سوق الإعلانات في العالم.

وتشير أبل إلى أن تعقب المستخدمين قد يشكل انتهاكا لخصوصيتهم.

وتشجع السلطات في أوروبا وولاية كاليفورنيا الأميركية على هذا المنحى المتماشي مع التشريع الأوروبي الخاص بحماية البيانات منذ 2018 وقانون حماية خصوصية المستهلك في كاليفورنيا منذ هذا العام.

ويسعى التشريعان إلى ضمان حقوق السكان في بياناتهم الشخصية، خصوصا في ما يتعلق بطريقة جمعها واستخدامها، لغايات تجارية أو لا.

وقال نيل سويني مؤسس شركة “كيلي” التي تتيح لمشتركيها مراقبة بياناتهم الرقمية “هذا خيار إستراتيجي من جانب أبل. هي تضع احترام الخصوصية في المقام الأول وتنال رضا الحكومات والمستهلكين”.

19