أبل تبدد التشاؤم بخفض اعتمادها المفرط على آيفون

تمكنت أبل من تبديد الكثير من مخاوف الأسواق، رغم العناصر السلبية الكثيرة التي أعلنتها هذا الأسبوع، بعد أن أثبتت قدرتها على تخفيف اعتمادها المفرط على مبيعات هواتف آيفون وإيجاد مصادر بديلة للإيرادات.
لندن - بدأت شركة أبل تغادر أسوأ كوابيسها بعد تحول كبير في نظرة المستثمرين إلى نموذج أعمالها، رغم إصدارها توقعات متشائمة بشأن إيرادات الربع الأول من العام الحالي.
ويكمن بصيص الأمل في نتائج الربع الأخير من العام الماضي الذي أظهر تراجع اعتمادها المفرط على مبيعات آيفون من خلال نمو كبير في إيراداتها الأخرى، وهو ما دفع أسهمها للارتفاع أمس بنحو 5 بالمئة رغم تحذيرها من تراجع مبيعات آيفون.
كما جاء بعض التفاؤل من ترجيح تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإعلان الرئيس التنفيذي تيم كوك عن أن أبل تدرس تسعير هواتفها بالعملة المحلية في الصين وأسواق عالمية أخرى، وهو ما يمكن أن ينشّط المبيعات.
وقالت أبل يوم الثلاثاء إنها تخطط لخفض سعر بعض هواتف آيفون باعتمار ربط أسعار البيع بالأسعار الماضية للعملات المحلية خارج الولايات المتحدة بدلا من الدولار الذي سجل ارتفاعات كبيرة مقابل عملات الكثير من أسواق أبل.
وتشير ردود فعل الأسواق إلى أن تلك الخطوة قد تنعش المبيعات الضعيفة لهواتف آيفون، وخاصةً في الأسواق الخارجية مثل الصين، حيث ارتفع الدولار بنحو 10 بالمئة مقابل اليوان في العام الماضي.
وأدى ذلك التحرك في أسعار الصرف إلى ارتفاع سعر منتجات أبل التي تواجه منافسة شرسة من المنتجين المحليين مثل هواوي وتشاومي، الأمر الذي جعل هواتف الشركة باهظة الثمن مقارنة بالمنافسين.
ولم تفصح شركة أبل عن الدول التي ستعدّل فيها أسعار أجهزة آيفون، ولكن يُعتقد أن السوق الأول المستهدف بذلك هو الصين، حيث بدأ بائعو التجزئة بتخفيض أسعار أجهزة آيفون في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن خفضت أبل توقعات مبيعاتها.
15 بالمئة نسبة تراجع مبيعات آيفون في الربع الأخير من 2018 بمقارنة سنوية لتبلغ 51.9 مليار دولار
وكشف تيم كوك، عن الخطة يوم الثلاثاء بعد أن أعلنت الشركة عن أول تراجع على الإطلاق في مبيعات أجهزة آيفون خلال الربع الأخير من عام 2018، مع الإشارة إلى أن هذه المرة الثانية التي تقوم فيها الشركة بخفض أسعار هواتف آيفون بعد المرة الوحيدة في عام 2007، بعد وقت قصير من إطلاق أول هاتف آيفون.
وكانت أبل قد طرحت في شهر سبتمبر الماضي هاتف آيفون اكس.أس الجديد بسعر يبدأ من 999 دولارا دون تغيير عن السعر الجيل السابق آيفون اكس، الذي تم إطلاقه في نوفمبر عام 2017. وأكد كوك أن أبل ستعدّل أسعار آيفون في بعض الأسواق من خلال إعادة تقييمها لتُباع بأسعار مقاربة لما كانت عليه قبل عام واحد بالعملات المحلية، أي أن الشركة ستتحمل تكلفة ارتفاع الدولار.
وتختزل خسائر شركة أبل عمق أزمة صناعة الهواتف الذكية، بعد أن فقدت أكثر من 400 مليار دولار من قيمتها السوقية لتنحدر قيمتها منتصف الشهر الحالي إلى أقل من 700 مليار دولار بعد أن حلقت إلى نحو 1.1 تريليون دولار في بداية أكتوبر الماضي.
وتفاقمت حالة التشاؤم بداية العام الحالي حين كشفت دورية نيكي ريفيو الآسيوية أن أبل خفضت الإنتاج المخطط لثلاثة طرز من هاتف آيفون بنحو 10 بالمئة للربع الأول من العام الحالي.
لكن العناصر التي تضمنتها النتائج الفصلية والتوجهات الجديدة جعلت الشركة تبتعد عن قاع أزمتها حيث بلغت قيمتها السوقية أمس أكثر من 770 مليار دولار.
وكان من أبرز العوامل تحقيقها إيرادات بقيمة 84.3 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي بزيادة طفيفة عن توقعات المحللين، رغم تراجع مبيعات آيفون بنسبة 15 بالمئة بمقارنة سنوية لتصل إلى 51.9 مليار دولار.
وكان مصدر تفاؤل الأسواق هو زيادة إيرادات أبل من التطبيقات والإعلانات وهو ما يشير إلى قدرة الشركة على توسيع مصادر الإيرادات وخفض اعتمادها المفرط على مبيعات الهواتف.
وتحاول أبل زيادة عوائد الإعلانات وتنويع مصادر الإيرادات من خلال منتجات جديدة مثل تلفزيون أبل وإنتاج المحتوى، حيث تحاول منافسة شركات مثل نتفليكس وأمازون، إضافة إلى موقعها المتقدم في توزيع الموسيقى.
وكانت مبيعات متجر أبل الإلكتروني “آب ستور” للتطبيقات وألعاب الكمبيوتر قد سجل مبيعات قياسية في أسبوع أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة بلغت أكثر من 1.22 مليار دولار، الأمر الذي أحدث نقلة كبيرة في توقعات الأسواق لمستقبل إيرادات الشركة.
وقالت الشركة إن الإيرادات من الخدمات مثل موسيقى أبل ومتجر أبل وخدمات أخرى، والتي يعتمد عليها المستثمرون لتغذية النمو، بلغت 10.8 مليار دولار، بما يتماشى مع تقديرات وول ستريت. وبلغ إجمالي هامش الخدمات 63 بالمئة.
وسمحت الخدمات للشركة بالإبقاء على استقرار صافي أرباحها في ظل حيوية مبيعات الأجهزة الأخرى مثل آيباد وأجهزة ماك وساعات أبل مع إمكانية تحسن مبيعات آيفون بعد سياسة التسعير الجديدة.