آمال تمديد معاهدة نيو ستارت النووية تتضاءل

موسكو - نقلت وكالة الإعلام الروسية الجمعة عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله إنه لا يتوقع تمديد معاهدة نيو ستارت بين روسيا والولايات المتحدة والمتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية، فيما تصر واشنطن على انضمام الصين إلى المعاهدة كشرط أساسي للتمديد وهو ما ترفضه بكين.
وأضاف لافروف أن “مخاطر حدوث مواجهة نووية زادت بقوة في الآونة الأخيرة”، مشيرا إلى أن “موسكو مستعدة لمناقشة الحد من أنظمة الأسلحة الجديدة مع واشنطن”.
وأكد أن “الأمن العالمي تدهور لأن واشنطن تفكك نظام مراقبة الأسلحة العالمي، في إشارة على ما يبدو إلى نيتها عدم تمديد معاهدة نيو ستارت.
ويحل أجل معاهدة نيو ستارت لعام 2011 في فبراير عام 2021 لكن يمكن مده لخمس سنوات بموافقة الطرفين.
وتنصّ أحكام المعاهدة على تحديد عدد القاذفات النووية الاستراتيجية المنشورة بـ700 وعدد الرؤوس النووية المنشورة على هذه القاذفات بـ1550. وتنصّ أيضا على إنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق من احترام بنود الاتفاقية.
وهذا هو الاتفاق الأميركي الروسي الوحيد الذي يحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية المنشورة، حيث يقول أنصار الحد من التسلح إنه من دون الاتفاق سيكون من الأصعب على كل طرف قياس نوايا الآخر.
وتلزم المعاهدة البلدين بإزالة الصواريخ النووية والتقليدية قصيرة ومتوسطة المدى، فيما يخشى مراقبون أن يؤدي انقضاء المعاهدة إلى إمكانية اندلاع سباق متزايد للتسلح.
وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة إلى توجيه الأنظار نحو الصين التي يمكن أن تطور دون قيود أسلحتها النووية متوسطة المدى بما أنها لم توقع على الاتفاق.
واقترحت روسيا غير الراغبة في إقحام القوة الصينية في حوارها الثنائي مع واشنطن، تمديد اتفاقية نيو ستارت عند انتهاء مدتها، فيما يخشى بعض المراقبين أن تستخدم الولايات المتحدة رفض الصين الانضمام إلى المحادثات ذريعة للتخلي عن الاتفاق.
وعلى الرغم من أن العلاقات الأميركية لا تزال متوترة مع روسيا، إلا أن مخططي الدفاع الأميركيين يركزون بشكل كبير على الصين بسبب إنفاقها العسكري المتزايد، وزيادة جهودها لترسيخ نفوذها في المياه المختلف عليها في آسيا.

وأفاد التقرير الأخير الصادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (سيبري) بأن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تملكان معا أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، حيث تملك واشنطن في 2020 حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 مقابل 320 لبكين و290 لباريس و215 للندن.
وأشارت شانون كايل مديرة برنامج نزع الأسلحة النووية والحدّ من التسلّح وعدم انتشار الأسلحة في المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، إلى أن “عصر الاتفاقات الثنائية للحدّ من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن ينتهي”.
وترفض الصين التي تعتبر أن ترسانتها أقلّ بكثير من ترسانتي موسكو وواشنطن، المشاركة في المفاوضات الثلاثية إلا أنها أبدت انفتاحها لمحادثات متعددة الأطراف.
وقالت وزارة الخارجية الصينية الخميس “ينبغي على الولايات المتحدة خفض مخزونها من الأسلحة النووية بشكل كبير، ما سيوفر الظروف لتنضمّ قوى نووية أخرى إلى المحادثات متعددة الأطراف للحدّ من التسلّح النووي”.
واعتبر سونغ تجونغبينغ وهو خبير صيني في شؤون الدفاع، أن المستوى المثالي بالنسبة لبكين سيكون ألفي رأس نووي، مؤكدا أن “الصين لن تشارك أبدا في هذه المفاوضات حول الحدّ من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا”.
وسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده من ثلاثة اتفاقات دولية حول الحدّ من التسلّح وهي الاتفاق حول النووي الإيراني ومعاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة، التي تهدف إلى التحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحدّ من تسلّح الدول الموقعة عليها.
وقال المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة “آرمز كونترول أسوسييشن” داريل كيمبال “في الوقت الراهن، ليست لدى إدارة ترامب أي نية لتمديد معاهدة نيو ستارت وهي لا تتردد في استخدام عدم اهتمام الصين بمفاوضات ثلاثية كذريعة” للتخلي عن المعاهدة.
ورأى المحلل السياسي الروسي فيودور لوكيانوف أن “موقف إدارة ترامب متسق جدا: هي تتخلى عمليا عن كل القيود المرتبطة باتفاقات موقعة في الماضي” مضيفا “ليس هناك أي سبب يجعلنا نعتقد أن هذه المعاهدة ستشكل استثناء”.