آمال اللقاح لا تبدد مخاوف أوبك من مفاجآت سوق النفط

أوبك وروسيا اقتربتا من تسوية بشأن سياسة إمدادات النفط للعام 2021.
الجمعة 2020/12/04
تقريب وجهات النظر لم يعد كافيا

لندن - لم تبدّد آمال إطلاق لقاح مضاد لكورونا مخاوف منظمة أوبك+ من مفاجآت سوق النفط، حيث تفرض معادلات ضبط السوق تحدّيات غير مسبوقة في ظل خلاف الرؤى ومنافسة النفط الصخري الأميركي.

وتعكف أوبك+ على تسوية بشأن سياسة إنتاج النفط في 2021، حيث تريد السعودية تمديد التخفيضات فيما تسعى روسيا إلى زيادة تدريجية في ظل دفع اللقاح للأسعار مقابل تواصل ضعف الطلب.

ونقلت رويترز عن مصادر في أوبك+ أن “أوبك وروسيا اقتربتا من تسوية بشأن سياسة إمدادات النفط للعام 2021 بعدما أخفقت محادثات أجريت في وقت سابق من الأسبوع في إفراز قرار بشأن كيفية مواجهة ضعف الطلب على النفط في ظل موجة ثانية من جائحة فايروس كورونا.”

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تمدد منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وحلفاؤها، في إطار أوبك+، تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 7.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل 8 في المئة من الإمدادات العالمية، حتى مارس 2021 على الأقل.

لكن بعدما أسفرت الآمال في موافقة سريعة على لقاحات للوقاية من الفايروس عن ارتفاع أسعار النفط في نهاية نوفمبر، بدأ عدة منتجين يشككون في الحاجة إلى الإبقاء على هذا التشديد في السياسة النفطية، والذي تؤيده السعودية أكبر منتج في أوبك.

أوبك+ يتعين عليها التوصل إلى توازن لدفع الأسعار لكن ليس بشكل زائد يؤدي إلى رفع الإنتاج الأميركي المنافس

وقالت مصادر في أوبك+ إن روسيا والعراق ونيجيريا والإمارات عبرت عن رغبة في إمداد السوق بالمزيد من النفط في 2021.

وقال مندوب لدى أوبك “تتجه الأمور نحو تسوية”.

وكتبت إنرجي أسبكتس للاستشارات “نعلم أنه تم إحراز تقدم مبدئي في المباحثات بين أعضاء أوبك+ اليوم وأن الوزراء يقتربون من تسوية ستكسر الجمود”.

وقالت مصادر إن الخيارات تدور حاليا حول تمديد السياسات القائمة على تخفيف التخفيضات كل شهر بين نصف مليون ومليون برميل يوميا من يناير.

وقال مصدران لرويترز إن “الخيار المفضل هو تمديد التخفيضات الحالية إلى يناير، وزيادة شهرية بمقدار نصف مليون برميل يوميا في فبراير ومارس وأبريل ومايو”.

ويتعين على أوبك+ التوصل إلى توازن دقيق بين دفع الأسعار للصعود بما يكفي لمساعدة ميزانيات الدول الأعضاء لكن ليس بشكل زائد يؤدي إلى رفع الإنتاج الأميركي المنافس. ويميل إنتاج النفط الصخري الأميركي للارتفاع عندما تتجاوز الأسعار 50 دولارا للبرميل. وتبلغ الأسعار حاليا نحو 48 دولارا.

ويزداد التحدي تعقيدا في أوبك+، لأن أوضاع موسكو المالية تسمح لها بالتعايش مع أسعار نفط أقل من تلك المقبولة بالنسبة إلى الرياض.

وتفيد تقديرات من جيه.بي مورجان أن زيادة الإنتاج مليوني برميل يوميا ستكلف أوبك+ فاقد إيرادات يبلغ 55 مليار دولار في 2021، إذ أن تراجع السعر سيمحو مكاسب زيادة الإنتاج.

11