لبنى عبدالعزيز: انتظروني.. سأكون يهودية

تستعد الفنانة المصرية لبنى عبدالعزيز لدخول البلاتوهات للمشاركة في مسلسل “الضاهر”، وهو من تأليف تامر عبدالمنعم، ومن المتوقع أن يبدأ تصويره خلال الأيام المقبلة، وتقدم الفنانة، التي غابت فترة طويلة ثم عادت قبل أعوام قليلة بمشاركة نوعية في مسلسل “عمارة يعقوبيان”، شخصية سيدة يهودية ولدت في مصر، لكن الظروف السياسية اضطرّتها إلى السفر مع أسرتها إلى الخارج، وتعيش محملة بعادات وتقاليد موطنها الأصلي في قلب أوروبا.
الخميس 2016/09/01
فنانة على سجيتها

تغيّر المسار الفني للممثلة المصرية المخضرمة لبنى عبدالعزيز على يد المخرج الراحل صلاح أبوسيف، من عالم الصحافة في عام 1957 إلى الفن من خلال مشاركتها المتميزة في فيلم “الوسادة الخالية”، من تأليف الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس، وفي حوارها مع “العرب”، أكدت أن التمثيل لم يكن ضمن أولوياتها، فعندما تخرجت من الجامعة الأميركية بالقاهرة، كان تركيزها منصبا على العمل في الإذاعة والصحافة بحكم عمل والدها الصحافي الراحل حامد عبدالعزيز، ولأجل ذلك، لا تزال عبدالعزيز تمارس هوايتها القديمة من خلال كتابة مقال أسبوعي حاليا في جريدة الأهرام ويكلي (تصدر بالإنكليزية أسبوعيا).

ورغم ما تملكه من موهبة صحافية، إلاّ أنها ترفض تماما التطرق إلى فكرة كتابة مذكراتها الشخصية، مكتفية فقط بالمشاركة في طرح قضايا تتعلق بالمشكلات المجتمعية والسياسية والفنية.

تتنوع قراءات لبنى بين الطب والسياسة والفن، وعشقت الإذاعة في البداية، وكانت أصغر مذيعة تتحدث عبر المايكروفون (17 عاما) وقدمت العديد من البرامج مثل “شخصية الأسبوع” و”بورتريه”، وهي طالبة في الجامعة الأميركية.

اكتفاء بالترفيه

قالت لبنى عبدالعزيز لـ”العرب”، إنها غير سعيدة بما وصلت إليه الحالة العامة للفن في الوقت الراهن، لأنه يفتقد إلى المضمون الحقيقي الذي كان يتمتع به في الماضي، وكأن المنتجين اكتفوا بالترفيه للهروب من مواجهة المشكلات الحياتية حاليا. كما أن الاستعانة بالتكنولوجيا في صناعة الفن ووصول السينما إلى قمة مجدها في مختلف دول العالم، أوجدا نوعا جديدا من الفن جعل الجمهور يتمسك بالأعمال الفنية القديمة، التي يجد فيها راحة نفسية وتعبيرا عمّا يجيش في نفسه، دون ارتكان إلى صور مفتعلة، وترى أن الفن له أهداف كثيرة، من بينها الارتقاء بذوق المجتمع، لأن حضارة أي بلد تقاس دائما بما يقدمه من فنون.

وأكدت أن الكثير من الدول العربية فقدت بوصلتها الفنية ويجب استعادتها سريعا، بعد أن ارتكنت إلى المقولة الخاطئة “الجمهور عايز كده”، وهو ما يمثل ظلما للجمهور، لأن هذه الكلمات الموجعة تقلل من ثقافته وتطلعاته إلى الأحسن، لذلك أصبح مجبرا على مشاهدة هذه النوعية الرديئة من الأعمال التي تقدم في السينما وعلى شاشات الفضائيات المنتشرة في ربوع الدول العربية.

عبدالعزيز ترفض النوعية الحالية من الأفلام التي تميل للضحك والكوميديا أو العنف، على حساب المضمون والمحتوى

وكشفت لـ”العرب” أن استمرار ارتباط الجمهور بأعمالها يعود إلى أنها تنتمي إلى المدرسة الطبيعية في التمثيل، أي التي يكون فيها الفنان أو الفنانة على سجيته، وتتقمص الشخصية التي تجسدها وتترك العنان في ما بعد لها لتخرج أفضل ما لديها.

ومع يقين لبنى عبدالعزيز أنه لم يعد هناك منتجون يتحمسون لأعمال جادة، حيث عاصرت قديما نوعية نادرة كانت تعلي من قيمة الفن والإبداع، غير أنها تعجبت من عدم التفات صناع الفن حاليا إلى أعمال العمالقة من الكتاب والمؤلفين، التي لم يتم الاستفادة منها بصورة جيدة في صناعة سينما ذات مستوى رفيع أو دراما مجتمعية حقيقية.

ويبدو أن لدى لبنى عبدالعزيز خصومة شخصية مع المحتوى السينمائي الرديء، حيث ترفض بشدة النوعية الحالية من الأفلام التي تميل للضحك والكوميديا أو العنف، على حساب المضمون والمحتوى، فالسينما حاليا “مصطنعة وتقوم على شخص واحد هو النجم المطلق، ما جعلها تجارة بالفن، تفتقد إلى التجانس الذي تعوّدت عليه قديما”.

وتؤمن الفنانة المصرية بأنه إذا لا تتمّ الإضافة إلى الكلاسيكيات الفنية، فلا يجب الاقتراب منها، لذلك تجد أن إعادة إنتاج الأعمال القديمة تعبّر عن مدى الإفلاس الفكري.

انطوائية الطباع

كانت لبنى عبدالعزيز قد شاركت في مسلسل “عمارة يعقوبيان”، من بطولة صلاح السعدني وعزت أبوعوف، وهو عمل تمّ تقديمه في السينما قبل ذلك بنحو خمسة أعوام في فيلم من بطولة يسرا وعادل إمام.

وأشارت لـ”العرب” إلى أن صناع الفن أصبحوا يحاولون انتزاع المشاعر الإنسانية من خلال هذه الأعمال، والاعتماد على التكنولوجيا دون اهتمام بنوعية القضايا المعاصرة التي يمكن أن تضيف جديدا للعمل الذي يعاد إنتاجه.

واعترفت أنها تحاول قدر الإمكان متابعة الأعمال الفنية السينمائية في مصر، لكن لديها يقينا راسخا من أن غالبيتها تتسم بالسطحية، بسبب المضمون الركيك، حيث هناك اعتماد على النكتة والإيحاءات الجنسية بالرقص.

حاولت الفنانة المصرية أن تتحرر في معظم أفلامها التي قدمتها خلال حقبتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي من شخصية الفتاة الدلوعة والرومانسية الحالمة، ما زاد من تألقها في العديد من الأدوار التي بلغت 18 فيلما.

عبدالعزيز تحاول قدر الإمكان متابعة الأعمال الفنية السينمائية في مصر، لكن لديها يقينا راسخا من أن غالبيتها تتسم بالسطحية، بسبب المضمون الركيك

وهي لم تتردد في تقديم دور نور ابنة عامل “الجراج” في فيلم “غرام الأسياد” بطولة عمر الشريف وأحمد مظهر، ومن تأليف يوسف السباعي، ثم دور متسولة في فيلم “إضراب الشحاتين” مع كرم مطاوع وتأليف إحسان عبدالقدوس ومن إخراج حسن الإمام، والخادمة في فيلم “هي والرجال”، من تأليف إحسان عبدالقدوس أيضا، لتثبت قدرتها بعيدا عن الدور التقليدي للبنت الأرستقراطية أو الرومانسية.

وتذكرت الراحل ثروت عكاشة عندما كان وزيرا للثقافة في مصر، ومدى اهتمامه بالفن، بحكم ثقافته العميقة والتي تجلت في إصراره على إرسالها للمشاركة في العديد من المهرجانات الدولية دون أن يكون لها عمل تشارك فيه، لكنه كان يهدف إلى الترويج لاسم مصر وصناعة الفن بها.

وعبدالعزيز رغم بدايتها المسرحية ومشاركتها في العديد من المسرحيات على خشبة المسرح الجامعي وارتباطها بحالة إبداعية مليئة بالعمق، إلا أنها لم تترك إرثا مسرحيا.

وتجيد الممثلة المصرية التحدث بالإنكليزية والفرنسية، وقد راودها حلم العالمية أثناء إقامتها في الولايات المتحدة، وجاءتها الفرصة أكثر من مرة على يد المخرج سيسيل بي دي ميل والمخرج توماس مان، ومحطة “أم. تي. أم” في لندن، التي كانت تريد أن تسند إليها دورا رئيسيا في إحدى الحلقات مع روجر مور، وقالت “أن أكون نجمة عالمية مشهورة هذا ضد طبيعتي المنطوية، فأنا كائن بيتي يعشق القراءة”.

16